Post: #1
Title: ليس دفاعاً عن نظام الحكم في إيران و لكن ؟ بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 06-17-2025, 12:24 PM
12:24 PM June, 17 2025 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
لمن عرفوا السياسة ؛ فإن خلق أو إنشاء نظام حكم ناجح هي إحدى أهم معضلات الحقل السياسي ، و ما زالت العديد من الدول تعاني في هذا المجال ، فالسودان و اليمن و أفغانستان لم تنجح بعد في تلك الجزئية في الحقل السياسي ، و كانت الدول الغربية تتوقع فشل الحزب الشيوعي الصيني في تجربة الحكم ، و لكن حدث العكس تماما ، إذ صارت الصين اليوم رمز النجاح في الكثير من مجالات الحياة ؛ ذلك لأن تجربتها في الحكم لم تكن جامدة ، فهي تتخلص من عيوبها في كل مرة ، و تأخذ من الدول الغربية الثمار التي تناسب حضارتها .. و نجحت تجربة العقيد معمر القذافي في ليبيا في الشق الإقتصادي نجاحاً ملفتاً ، و عاش المواطن الليبي إزدهارا لم يعهده من قبل ، و قد كان زوال نظامه شاهدا على أهمية حفاظ البشر على الأنظمة المستقرة إلي حين مجيء التغيير بسلاسة و بطريقة تلقائية ، فدخلت ليبيا في دوامة الفوضى غير الخلاقة . . و لا ننسى نجاح نظام كوريا الشمالية في الحكم في الجانب العسكري ، فهي قد أولت هذا الجانب جل إهتمامها منذ أن تحالفت كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، و ربما أعاق تقدمها في بقية الجوانب الحصار المفروض عليها و محدودية الموارد .. في قطعة نثر في كتاب المطالعة بعنوان ( طريق النجاح) يقول الكاتب و لعله أحمد حسن الزيات إذا لم تخن الذاكرة في تعريف النجاح : ( النجاح هو النتيجة الحتمية لسداد الرأي ، و سعة الإدراك ، و نفاذ البصيرة) .. و نظام الحكم في إيران ، و إن إختلف معه في الرأي شق من شعبه في الداخل والخارج ، و إن تسبب في بعض الأضرار للبعض من جيرانه بسبب سياسته الخارجية غير الرشيد في بعض الأحيان ، إلاّ أن الخطوة التي أقدم عليها دولة إسرائيل بمهاجمة دولة ذات سيادة نهاراً جهاراً ، ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ، هذه الخطوة الجريئة و الصريحة في العداء ينبغي أن تقابل من دول العالم الحر ، التي تحترم مواثيق و عهود القانون الدولي ، بوقفة صلبة مع دولة إيران حماية لهذه المواثيق أن تحترم و تبجل ، لا أن يخرقها في كل مرة كل طاغية و متجبر و يقابل فعله بالصمت المريب .. لا نريد أن يسود قانون الغابة و نحن في القرن الحادي والعشرين .. و لن يغلب نتنياهو و ترامب بقية أحرار العالم إذا أجمعوا على حماية القيم و النظم التي هي طوق النجاة لسياسة حكم البشر .. أن العدوان الإسرائيلي على إيران هي عدوان على القيم التي تحمي قدسية الدول ، لقد أبلى النظام الإيراني حتى الآن بلاء حسنا ، و أستطاعت أفهام دولة إسرائيل معنى الحرب ، فطوال السنوات الماضية نسيت إسرائيل في خضم إنتصاراتها المتتالية معنى و حقيقة الحرب .. للإيرانيين المختلفين مع النظام ، ينبغي أن يكون إنجازات نظامكم في المجال العسكري مقدمة مهر رضاكم ، فقد كسب نظامكم الاحترام والتقدير حتى من الأحرار من الإسرائيليين قبل غيرهم من بقية أحرار العالم ، لأنهم لم يتوقعوا منهم هذا الصمود و هذه الصلابة بتاتاً ، ففي الحرب قيم تلزم الأحرار المتحاربين على وجوب إحترام شجاعة و بسالة كل طرف إذا تفوق أو فاز بجولة .. و بجهود الإيرانيين ، يمكن تطوير نظام حكمهم هذا ليصل إلى ما وصل إليه نظام الحكم في دولة الصين الشعبية ، فإيران ترقد فوق أريكة مريحة من الموارد ، و تأريخ حضاري لا يقل من تأريخ الصين و إسرائيل أحفاد داود و سليمان ، و لكن كل شيء إلا الطغيان في الأرض ، فلا ينبغي أن يسكت الأحرار للطغاة ، و إلا إندثرت قيم الخير تحت أقدامهم ، و لكن هيهات أن يحدث ذلك و على البسيطة أحرار و أبطال .
|
|