Post: #1
Title: مراجعات في أطروحات سياسية كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 06-10-2025, 08:52 AM
08:52 AM June, 10 2025 سودانيز اون لاين زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا مكتبتى رابط مختصر
إية عملية إصلاح أو دعوة للتغيير في المجتمع تبدأ بنقد الأفكار و السياسات التي كانت سببا في إقعاد و تخلف هذا المجتمع، و سببا في تكبيل حركة تقدمه، و منعته من التطور سياسيا و اقتصاديا، و أيضا نقد دور المؤسسات السياسية فيه، لمعرفة فاعليتها و استيعابها للواقع المتغير، و معرفة الميكانيزمات المؤثرة في هذا الواقع.. و قراءة الواقع ليس عبر الرغائب و العواطف و المواقف "ضد أو مع" إنما القراءة يجب ان تكون واقعية و مبنية على الحقائق التي على الأرض و ليس واقعا أفتراضيا.. في السودان؛ و منذ تدرجنا في مراحل التعليم و بدأنا نفهم " الف باء السياسة" كانت هناك ممسكات لثقافة سياسية خاطئة، و ماتزال تقوم على تصنيف معرفي ثقافي لا يسمح للشخص الخروج منه، أن تقسم الناس لكتلتين الأولى تقليدية متختلفة و رجعية.. و الكتلة الثانية هي القوى الحديثة التقدمية المتحررة و بعد ثورة ديسمبر تمت إضافة المدنية.. هذا الصندوق المغلق على التيارين تسبب سلبيا في تعطيل حركة الوعي في البلاد، و أيضا في قلة الإنتاج الفكري و الثقافي السياسي، لأنه لا يعطي الفرد حرية الاختيار و النقد خارج هذا الصندوق.. و الغريب إذا قدم شخص نقدا لسلبيات المنصة المنسوب إليها يتهم بأنه تحركة إلي أخذ مقعد في المنصة المضادة لمنصته السابقة.. هذا السلوك بالفعل يشكل كوابح لحركة الفكر و النقد و الاجتهادات لعناصر في المجتمع يملكون أدوات الاجتهاد الفكري و المعرفي.. إذا كان هناك شخص يملك أدوات الأجتهاد الفكري، و ليس له أية علاقة بهذا الصندوق، و قدم أطروحته الفكرية، أو الثقافية، قبل القراءة تجد البعض يسأل من هو و ما هو حزبه، و لم يستطيعوا تصنيفه، و أصبح خارج هذه القيود.. يسأل عن اسرته لكي يتم بعد ذلك تصنيفه، و يتم ذلك قبل قراءة المنتج، و نقده المنتج بالأدوات العلمية.. لكن النقد يتم بالتصنيف بالانتساب لأية فئة من الفئتين داخل الصندوق.. و إذا أصبح لا يميل سياسيا تهمل أطروحته.. هذه القيود لم تصنعها السلطة.. أنما صنعتها الأحزاب السياسية لكي تجعلها كوابح ضد بعضها البعض، و هي ذات الأحزاب التي ترفع شعارات الديمقراطية هي التي تضع القيود لها و تعطل حركة الفكر في المجتمع... الغريب في الأمر؛ أن أغلبية المثقفين السودانيين خاضعين للصندوق و التصنيفات التي تتم فيه و كل واحد منهم يحاول إظهار الولاء للمجموعة التي يريد أن يصنف فيها، و هذه الظاهرة لابد من دراستها لأنها من أهم العوامل التي تتسبب في حالة الجفاف الفكري التي تعاني منها البلاد... هذه الظاهرة ليست قاصرة في الصراع السياسي بين المكونات السياسية و أيضا داخل الأحزاب نفسها.. قال المحبوب عبد السلام في أحدى حواراته، هناك مجموعة من المثقفين و المفكرين الإسلاميين كانوا داحل الحركة الإسلامية يطلقون عليهم صفة " المثقفاتية" و إنتاج هؤلاء هو للإستهلاك في دائرة ضيقة.. و كما كتب الدكتور التجاني عبد القادر الثنائيات القاتلة عن ظاهرة الصراع عبر التقليديين و التقدميين.. و ظهرة بصورة كبيرة في مراحل مختلفة من تاريخ الحزب الشيوعي من خلال الموقف ضد أراء عبد الوهاب زين العابدين و عوض عبد الرازق، و أيضا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الموقف السالب من أراء الخاتم عدلان، و المجموعة التي معه، و أيضا أراء الدكتور الشفيع خضر و المجموعة التي معه.. و جميعهم أطلقوا عليهم الإنحرافية الفكرية و السقوط في الحضن اليميني، إلي جانب معاداة الحزب الشيوعي.. و أيضا في موقف كل من محمد على جادين و عبد العزيز حسين الصاوي في حزب البعث، كلها مواقف ضد الخارجين عن أحكام الصندوق.. أن قيود الصندق هي التي كانت سببا في تعطيل حركة الفكر و الثقافة في البلاد.. و هي التي جعلت البلاد لا تنهض.. أن قراءة الواقع و القيود التي تكبل الجميع هي التي تجعل كل يتخندق في مكانه دون السماح للتقدم خطوة واحدة تجاه الأخر بهدف كسر هذه القيود.. و معلوم أن المصالح خاصة مصالح القيادات الي تريد احتكارية القيادة هي تمثل أكبر عقبة في تجاوز أحكام لصندوق.. هناك الكثيرين الذين يبدأون تحليلاتهم بقراءة جيدة للواقع، و في منتصف الطريق يعتقدوا إن الذهاب في هذا الطريق بذات الفكرة سوف توقعهم في تصنيفات الصندوق لذلك لابد من " كسرة أبو على – حسن عطية في الغناء".. الأجيال الجديدة بدلا من حمل شعارات و ترديدها دون الوعي بمدلولاتها، يجب عليهم تكسير حواجز الصندوق و عدم العمل بتصنيفاته.. بهدف فتح طرق الاجتهاد و الفكر، و بدلا من البحث عن هوية الكاتب يجب قراءة المكتوب و فهمه و نقده بأدوات العلم و ليس أدوات الانتماء السياسي.. الحرب بالضرورة سوف يكون لها تأثير في المستقبل على العملية السياسية، و أيضا سوف تبرز قيادات جديدة، و ربما أحزاب جديدة إذا فشلت الأحزاب القديمة استيعاب التصورات الجديدة، و فشلت أن تتحول إلي مواعين ديمقراطية.. أن حالة الإنغلاق بسبب الإرث الثقافي التاريخي المهزوم بالفشل،، و الذي كان سببا في جلب التدخلات الخارجية في الشأن السياسي السوداني ، يجب الحيطة و الحذر منه.. لأنه كان سببا في إطالة عمر الحرب، و كان سببا في الوصول للحرب.. فالتدخلات الخارجية هي أخطر داء على البلاد، و الممارسة السياسية في فيها.. و التغيير لا يتم إلا إذا استطاع العقل السياسي السوداني أن يتجاوز إرث الفشل التاريخي في البلاد.. و قدم أفكار خضعها للحوار يشارك فيه الكل.. و أقولها بشكل واضح أنا لا اريد أن أكون تقدميا و لا رجعيا، فقط زين العابدين و أقدم أطروحاتي و اعتقدها صوابا ربما لا تخلو من الخطأ... نسأل الله حسن البصيرة..
|
|