Post: #1
Title: لا حلول في الأفق للأزمة السياسية في السودان بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 06-10-2025, 08:43 AM
08:43 AM June, 10 2025 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
التهميش ، عدم قبول الآخر ، سيطرة القوات النظامية على مفاصل الحكم ، المساحات الشاسعة ، إختيار الصفوة لتخصصات أخرى على حساب السياسة والاقتصاد ؛ كل هذه تمثل أسباب حقيقية للأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان ، و التي تمثل الحرب الحالية هي خلاصة تفاعل هذه الأسباب و النتيجة النهائية الحتمية لها .. البعض من المثقفين يقف مع إستمرار الحرب إلى حين القضاء على نظام ( المليشيات) إذا جاز التعبير ، مع كونها في الحقيقة ترفض عملية التنظيم و تفضل الفوضى غير الخلاقة في حياتها ، و البعض الآخر من المثقفين يقف مع عملية وقف الحرب جملة و تفصيلا ، و ليس بيدها من الأدوات ما يمكنها من تحقيق ذلك ، و بالتالي لن تقف الحرب بسبب نداءات هذه الطبقة من المثقفين سيما و أن الأسرة الدولية ، لا تبذل من الجهد الحقيقي الذي يخدم السلم والأمن الدوليين ، و تكتفي ببيانات الشجب و الإدانة و التنديد ، و هي لا تردع من قريب أو بعيد تلك الأطراف المتحاربة ، فالأسرة الدولية عاجزة تماماً ، و هي في حد ذاتها تحتاج إلى إصلاح جذري ، و ثورة مراجعة شاملة لدورها في حفظ السلم والأمن الدوليين ، فقد أفسد تضارب مصالح القوى الخمس الرئيسة المشكلة لمجلس الأمن الدولي السياسة الدولية . . و الواقع يقول بأن حرب السودان في طريقه إلى الإستمرارية سنوات و سنوات ، و أن أمد توقفها مرهون بنفاد مخزون الأطراف المتحاربة من القوى البشرية و المادية .. و بعد وقف الحرب بسبب إنتهاء الدعم البشري ، فإن حرب أخرى ستندلع في السودان ، ألا وهي حرب إستعادة الحكم المدني و الديمقراطي ، وهي حرب سلمية ، على بقايا القوات النظامية المتمسكة بالسلطة و الحكم في السودان ، بعد أن تكون آلة الحرب قد قضت على العدد الأكبر ، ذلك العدد الذي تسبب في العديد من مآسي المواطنين في السودان على مدار حكم المؤسسة العسكرية فيه ، ففي الحرب جزء من القصاص الرباني ، فكرة السياسة في ملعب الأطراف المتحاربة حالياً ، و ليست في ملعب القوى المدنية ، فقدر القوى المدنية أن تشاهد المبارزة فقط ، و بعد إنتهاء المبارزة ، يكون الملعب صالح تماماً لمشاركتها في الحرب السلمية لإستعادة الحكم المدني في السودان ، إن الرئيس نيلسون مانديلا إنتظر في السجن 27 سنة ، حتى يتجهز الملعب السياسي في البلاد للعمل السلمي ، و حتى تقتنع السلطة الحاكمة بحتمية إعطاء حقوق المواطنة لكافة المواطنين في دولة جنوب إفريقيا ، و بعد أن جاءت الكرة في ملعبه ، راوغ الجميع ، و سجل هدفاً أسطوريا في مرمى الحكم ، دخل به التاريخ . E_m : [email protected]
|
|