منذ يوم إعلان تعيين رئيس للوزراء ضجت الاسافير بمئات المقالات و التحليلات السياسية و الاقتصادية و لكن للاسف غلب على مخرجاتها التشاؤم و التحديات الكبيرة التي تنتظر حكومة رئيس الوزراء الجديد. الا انني أرى ان الحظ سيكون حليف د. كامل إدريس فقط اذا اتى بتغيير شجاع و كبير في برنامج و خطة عمل اهم وزارتين في حكومته المرتقبة، المالية و الخارجية. وزارتي المالية و الخارجية تقفان بمثابة القلب النابض الذي يضخ الدم و الأوكسجين في جميع أعضاء جسم الدولة لمده بالطاقة اللازمة لتحريكه في الاتجاه الصحيح. اذا لم يتغير برنامج هاتين الوزارتين جزريا فسيظل الحال كما عليه. الحقيقة المجردة التي استوعبها كل افراد الشعب السوداني هي ببساطة "لا تكرر نفس البرنامج القديم و تنتظر نتائج مختلفة".
بعد سنتين من الحرب و الدمار أصبح ملايين النازحين و اللاجئين السودانيين يحلمون بالامن السلام والعودة و الإستقرار، اليوم قبل الغد. التغيير في برنامج عمل هاتين الوزارتين حتما سيحدث إختراق إيجابي في الوضع شديد التعقيد الذي تعيشه البلاد حاليا. الجهاز التنفيذي في حوجة لدبلوماسية حصيفة تمكن السودان من إستعادة مكانته في منظومات الاتحاد الأفريقي و صناديق الدعم الخارجية. لا يمكن لأي دولة في هذا العالم المتناحر و المتنافس أن تعيش في سلم و تتطور بمعزل عن محيطها القاري و الدولي.
بلا شك ستنتهي هذه الحرب، و بنهايتها تبدأ برامج العودة الطوعية و التسريح و إعادة الدمج و الأعمار و التي تتطلب مساعدة الدول الصديقة و الأمم المتحدة و المجتمع الدولي. فمثلا البلد في حوجة لدمج كل المجموعات الحاملة للسلاح في جيش وطني واحد، مَن غير الدول الصديقة و المجتمع الدولي له المقدرة على الدعم الفني و المالي لميزانية برامج نزع السلاح و التسريح و إعادة الدمج لهذه الاعداد الكبيرة لمنسوبي المجموعات الحاملة للسلاح؟
المهمة ليست بالسهلة يا دولة رئيس الوزراء. فليساعدك الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة