منذ أن استولوا على السلطة في عام 1989م، لم ينعم السودان بالأمن والإستقرار، بل غرق في ظلام الفوضى والدمار، نتيجة مباشرة لممارسات مافيا السلطة والثروة والسلاح التي توارت وراء شعارات الدين الإسلامي، واستغلّتها لفرض سيطرتها، معطلة مسيرة التطور الإجتماعي والثقافي في بلدٍ متنوع ومتعدد الثقافات. لقد صادروا الحريات العامة، وعطلوا النشاط السياسي، واعتقلوا الفاعلين والمثقفين الثوريين الرافضين لحكم العسكر، وفتحوا أبواب الخراب أمام الخونة والانتهازيين، الذين انضموا إلى مؤسسات القتل والدمار التي أسسها الكيزان القتلة الأشرار. وفي معسكرات التدريب، غسلوا أدمغة الشباب، وصوروا لهم إنقلاب الجبهة القومية الإسلامية على النظام الديمقراطي على أنه ثورة، وجعلوا الحرب جهادا في سبيل الله، وقتل الفقراء والكادحين والمهمشين في أحراش الجنوب، على أنه بطولة، وتذكرة تدخل صاحبها الجنة، وتمنحه حق الزواج بحور العين. بينما الطاغية عمر البشير، مع حاشيته الفاسدة، من شيوخ الضلال والدجل والنفاق، يسرقون أموال الشعب، ويبنون العمارات والفلل، ويتزوجون إثنين وثلاث ورباع، دون أي وازع من ضمير. نصبوا أنفسهم اوصياء على الدين في بلدٍ يفتقر أغلب شعبه إلى ثقافة سياسية راسخة، فحولو الدين إلى أداة للفساد والتسلط.لعنة الله على الكيزان، أعداء الوطن والحرية والعدالة والسلام، الذين أدخلوا البلاد في أتون الفوضى والدمار. بعد كل هذا الخراب والدمار الذي مارسوه، اعلنوا الحرب اللعينة على أنبل إنسان أنجبته حواء السودان، وهو محمد حمدان دقلو، الملقب بـ "حميدتي". الذي للأمانة والتاريخ لم ألتقِ به قط، لكن من خلال متابعة مسيرته، بحكم نشاطي السياسي والإعلامي، أستطيع أن أقول إنه رجل واثق من نفسه، متصالح معها، لا يهاب الظلام، ولا يساوم على الحق. عندما اندلعت ثورة ديسمبر المجيدة، وقف إلى جانبها، مدافعاً عن حق شعبه، مما أجبر الكيزان على الانحناء مؤقتا، وهم يخططون لضربها من الداخل لاحقاً، عبر العمل السياسي والإعلامي والاجتماعي والاقتصادي والأمني والعسكري. وقد تم ذلك خلال الفترة الانتقالية، حين وضعوا العراقيل والمتاريس أمام حكومة الدكتور عبد الله حمدوك، حتى تمكنوا من تنفيذ إنقلاب 25 أكتوبر 2021. وبعد فشل مخططاتهم، لجأوا إلى محاولة التخلص من قوات الدعم السريع، بالتنسيق مع النظام المصري، وهو ما حدث فجر يوم 15 أبريل 2023، حين أطلقوا رصاصة الغدر والخيانة على قوات الدعم السريع، في مشهد يعتبر من أسوأ أنواع الخيانة والغدر. كل هذه الأفعال الإجرامية، قام بها الكيزان، أعداء الشعب والوطن، من أجل السطو على السلطة، والاستئثار بالثروة والجاه. الكيزان، قتلة الأبرار، رووا تراب أرض السودان بدماء شهداء رمضان سنة 1990م، وما زالوا يسفكون دماء الأبرياء، دون أن يرق لهم جفن، أو يلتفتوا إلى نداءات الضمير والقيم والأخلاق.
لكن، سيل غضب شعبنا العظيم، سيجرفهم إلى مزبلة التاريخ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة