Post: #1
Title: خطط الكيزان في محاربة كامل إدريس الجابو البرهان كتبه حافظ حمودة
Author: حافظ يوسف حمودة
Date: 05-21-2025, 02:34 AM
02:34 AM May, 20 2025 سودانيز اون لاين حافظ يوسف حمودة-Sudan مكتبتى رابط مختصر
أثار تعيين البروفيسور كامل إدريس رئيساً للوزراء جدلاً واسعاً خاصة داخل التيار الإسلامي الذي يرى في صعود شخصية مستقلة ، تهديداً مباشراً لمصالحهم ومشروهم القائم على الاستحواذ على مفاصل الجهاز التنفيذي للدولة برمتها .
الإسلاميون، الذين اعتادوا على التحكّم في مفاصل الدولة يخشون من إدريس لكونه غير محسوب على أي تيار أيديولوجي ، ويمتلك سجلاً دولياً ومصداقية وطنية لا تخضع لمساومات مراكز القوى .
من خطط الإسلاميين المحتملة لإفشال الرجل : هي شن حملات إعلامية مسعورة للتشويه عبر إثارة ملفات شخصية حقيقية أو مفبركة ، لتقويض سمعته ونزاهته . بالإضافة للطعن في كفاءته وتصويره كخبير تكنوقراط يفتقر للخبرة السياسية والذي لا يفهم واقع الحياة في البلاد ، ويسعون إلي عرقلة الأداء التنفيذي مع استغلال ما تبقى لهم من نفوذ إداري لشل مؤسسات الدولة . والكيل له بإتهامات تقدح في وطنيته وربما نعتوه بالخائن العميل الذي تحركه مخابرات دول أجنبية . وتحريض المواطن بربط الأزمات المعيشية بفعل الحرب المدمرة بسياسات حكومة إدريس ، حتى إذا عثرت بغلة في امبدة حاسبوه بمقاييس خدمات النمسا .
يُجيد الإسلاميون استخدام الإعلام لتوجيه الرأي العام ، وقد سبق أن استخدموه ضد حكومات الصادق المهدي وعبد الله حمدوك ، عبر حملات تشويه واتهامات أيديولوجية بحجة التماهي مع العلمانية وخيانة دماء الشهداء والوطن ، ما مهد الطريق لإنقلابات وانهيارات سياسية .
اليوم ، تعود ذات الأساليب لمواجهة كامل إدريس ، لكن نجاحه أو فشله سيعتمد على مدى صموده أمام هذه الحملات ، وقدرته على بناء تحالف مدني متماسك واستعادة الثقة الشعبية والانسجام مع المؤسسة العسكرية التي تدير حرب وجود اولويتها الحفاظ على مؤسسات الدولة .
اعتراض الإسلاميين على كامل إدريس ليس خلافاً سياسياً عابراً ، بل هو صراع وجود بين مشروع دولة المؤسسات بوجه مدني يقنع العالم بفعاليته ومشروع شمولي إيديولوجي يسعى للعودة عبر بوابة الأبتزاز والفوضى الإعلامية والسياسية . منذ البارحة بدأت المعركة ولم يسلم الرجل حتى من الطعن في نزاهته الشخصية ، ونتيجتها سترسم مدى قدرة البرهان في حماية قراراته وتحصينها من وساوس الضلاليين بالحكمة والعين الحمرة .
حافظ يوسف حمودة 20/مايو/2028
|
|