Post: #1
Title: رجل نادر في زمن فاجر غادر بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 04-26-2025, 12:26 PM
12:26 PM April, 26 2025 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
الحياة فرص و سوانح ، السعيد من يستغل تلكم المناسبات و الفرص لصالح نفسه و مجتمعه و الإنسانية جمعاء ، و تأتي قيادة الأمم و المؤسسات المؤثرة في قمة تلك الفرص ، فمن البشر من تأتيه فرصته في القيادة ، فيبدع و ينجز في زمن بسيط ما عجز عنه أسلافه في أزمان متطاولة ؛ أولئك هم من يمتلكون موهبة القيادة ، أما غيرهم ، فيمرون ، مرور اللئام ، يتخبطون ذات اليمين و ذات الشمال ، كما يفعل الطالب في الإمتحان الذي باغته دون تجهيز و إعداد كافي للمادة ، و السبب يعود لإفتقارهم للموهبة و مساعدة الأقدمية و التراتيبية لهم للوصول للمنصب القيادي ، فلا غرو في أن يكون البون جد شاسع و واسع بين القادة في ميزان الأثر و الفاعلية . سيرة الإنبياء و المرسلين ، توحي لنا بالإرتباط الوثيق بين رجل الدين و رجل الدولة ، كما في سير : موسى و داؤود ، و سليمان ، و محمد عليهم السلام ، فلا بد لرجل الدين أن يساهم في الإصلاح في مجتمعه بقدر المستطاع ، و ألا يقف كمتفرج تاركاً بالكلية الإصلاح لرجل الدولة ، و مبدأ النظام العلماني القائل بفصل الدين عن الدولة ، لا يجب أن يعني ، منع الدعاة من الإصلاح الاجتماعي ، لأن محاربة الفساد في المجتمعات هي مسؤولية جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن إنتماءاتهم العقائدية ، فالمبدأ أفهم منه ، منع هيمنة ديانة واحدة على حساب الديانات الأخرى ، وهو مستساغ في الوقت الراهن ، حيث يستحيل غلبة دين معين بقية الأديان من ناحية عسكرية ، حيث توزعت القوة النووية ، بين كافة الأديان ، الإسلام ، المسيحية ، المجوسية ، اليهودية ، فإذا تعذر ذلك ، فإن العلمانية صارت الخيار المتاح أمام الجميع في الوقت الراهن ، و بعد خروج البشرية من ربقة عهد الثورة الصناعية ، و رجوعها للعهد الأصلي البدائي ، عهد السيوف و الرماح و الخيل و الحمير ، فيمكن الرجوع لمفاهيم الهيمنة و سيطرة الأقوى عسكرياً لمن له الغلبة ، فالعهد الذي فيه نحن الآن هو طفرة لفترة محددة ، و لكن البشرية ستعود في القرون القادمة للعهد القديم ، فالرب في عهد الطفرة يريد إيصال رسائل معينة للبشرية حيث ، يفتح أمامهم ، فرص التعمق في أسباب الرفاه ، حتى يصلوا لمراحل متقدمة جداً ، و بعد دخول الجنان ، يقارنوا ما كان حصلوا عليه في الدنيا ، بما وجدوه من تقانة ربانية في جنات الخلد ، فيعرفون الفرق بين علم الإنسان ، و علم الخالق عز وجل فيزدادوا يقيناً و إيماناً . يمثل البابا فرانسيس ، بابا الفاتيكان ، الذي إنتقل إلي جوار ربه في يوم الإثنين ٢١/٤/٢٠٢٥ ، واحد من القادة الأفذاذ ، الذين شغلوا منصب البابوية في الفترات الماضية ، و أثبت جديته في السلام العالمي في أكثر من مناسبة ، و لم يقف تقدمه في السن ، و تمكن بعض الأمراض من جسمه في تقليل رسالته في الحياة ، وهو موقف نادر من رجل نادر ، حيث يحرص الناس في أواخر أعمارهم للخلود للراحة ، و لكن همة الرجل العالية أبت إلا أن تكون راحته في إيصال رسائله للمجتمعات البشرية ، لذا دخل قلوب الشعوب التي تكبد المشاق في زياراتهم ، فالزيارة تترك أثراً سلبياً على جسده الضعيف الواهن و أثرا إيجابياً عميقاً في صدور الشعوب المكلومة سياسياً و إقتصاديا و إجتماعيا ، فله الرحمة ، و العزاء والمواساة ممتدة لأسرته الصغيرة و أقاربه ، في أن يجتهدوا في رفد المجتمع البشري بمثل فرانسيس في المرات القادمة . E_M: [email protected]
|
|