رحل د. جون قرنق و بقي مشروع السودان الجديد بقلم المهندس أحمد نورين دينق

رحل د. جون قرنق و بقي مشروع السودان الجديد بقلم المهندس أحمد نورين دينق


03-23-2025, 11:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1742727360&rn=0


Post: #1
Title: رحل د. جون قرنق و بقي مشروع السودان الجديد بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 03-23-2025, 11:56 AM

11:56 AM March, 23 2025

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



(في الحياة أناس يضيفون إليها ، ثم يذهبون ، و فيها من يخصمون منها ، ثم يذهبون ، و فيها من لا يضيفون و لا يخصمون أولئك من يتخذون من الحياد مذهباً في حياتهم تجاه قضاياها المتجددة) .. الكاتب . أبى د. جون قرنق ، أن يمر فيها مرور العامة من الناس ، فكد و إجتهد في مجال السياسة و الحكم ؛ فكان مشروع : السودان الجديد ، هو التركة الثمينة التي جادت به قريحته ، كترياق لأزمة الحكم في السودان ؛ وهو ليس بالمشروع الجامد الذي لا يقبل التطوير ، بل هو قابل للأضافة إليه ، و الحذف منه ، تبعاً للبيئة و الظروف المحيطة بالمجتمعات التي تحتاجه . عندما بدأت الحرب السودانية في ١٥/٤/٢٠٢٣ ، رفعت القوى السياسية السودانية شعار : لا للحرب ، و دخلت في متاهة عدم القدرة على الدفع بالخيارات البديلة ، و ظلت قابعة فيها لأمد مديد ، و السبب أن ضعف هياكل الأحزاب السياسية الناتج من قلة الخبرة السياسية ، و إفتقادها للكوادر المؤهلة في مجال التنظير لمستقبل العمل السياسي ، بسبب هامش الخبرة العملية الضيق الذي فرضه تسيد المؤسسة العسكرية للعمل السياسي بعد نيل السودان إستقلاله ، كل هذه الأسباب مجتمعة أدت لفشل الكيانات السياسية في السودان ، لتقديم مشروع يقنع الأسرة الدولية لمساعدتها في عملية وقف آلة الحرب ، و إرساء دعائم ذلك المشروع الجديد لمعالجة أزمة الحكم المزمنة في السودان.. لكن لأن تأتي متأخراً ، خير ، من ألا تأتي ، شهد يوم ٢٢/٢/٢٠٢٥ توقيع مشروع: الميثاق التأسيسي ، في نيروبي ، وهو مشروع طموح جدا ، و واعد جدا ، و فيه بذور معالجة أزمة الحكم في السودان ، لانه فيه مساحات الحريات المطلوبة لتحقيق المواطنة المتساوية في السودان ، و تحقيق العدالة في توزيع السلطة و الثروة و بالتالي معالجة التهميش في أقاليم السودان المختلفة ، و فوق ذلك إعطاء الشعوب السودانية حق تقرير مصيرها في الإستمرار مع البقية أو إختيار الإنفراد عن البقية ، و هذه هي صلب القضايا التي كانت تقوم عليها نظرية د. جون قرنق التي سميت : مشروع السودان الجديد. أن توافق الكيانات السياسية في السودان على الميثاق التأسيسي ، خطوة إيجابية في مسار إنهاء الحرب في السودان ، و هي خطوة عملية ، و لا للحرب ، خطوة نظرية ، لا تقدم ، بل تؤخر ، لأنها تظهر صاحب الحق في الحكم في صورة ( المفلس) الذي ليس في جعبته من الحلول العملية شيء!! الخطوة القادمة ، أمام الأحزاب و الكيانات السياسية في السودان ، هي لب موضوعنا في المقال القادم بعون الله تعالى.. لا يفوتني أن أشد من أزر الكاتب و المفكر السوداني القدير: خالد كودي ؛ فعندما ، عاد للكتابة الإسفيرية ، شعرت بأن فرقة إنقاذ هائلة و قوية قد جاءت لنجدتي ، لأن الحرب على من تسيدوا المشهد الفكري النخبوي في السودان من دون أدواتها من الحجج والبراهين القوية ، قد أفضى إلى إقناع عامة الشعب بمشاريع لا ترق إلى مستوى طموح الشعب السوداني الحقيقية ، و لكن و بمجرد قراءاتي لأول مقال لخالد بعد عودته للكتابة الإسفيرية ، أمتعني بحججه و منطقه القوي ، و أدركت أن حواء السودانية بجد بخير ، فأمجاد السودان و حضارته العريقة لم تأت من فراغ ؛ فعلم المنطق هو تركة حضارية ، و دليل قوي على وجود تراث سابق مجيد ، فالراحل د.جون قرنق كان يقنع قادة العالم بمثل قوة منطق المفكر السوداني خالد كودي ، فلا يجد القوم خيار آخر غير مساندته ، لذا نجح في رسم صورة زاهية للقادة من الأصول الإفريقية المؤهلة للمساهمة في حل القضايا الدولية. [email protected]