مواكب الأشواق كتبه د. قاسم نسيم

مواكب الأشواق كتبه د. قاسم نسيم


03-17-2025, 12:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1742210251&rn=0


Post: #1
Title: مواكب الأشواق كتبه د. قاسم نسيم
Author: قاسم نسيم حماد حربة
Date: 03-17-2025, 12:17 PM

12:17 PM March, 17 2025

سودانيز اون لاين
قاسم نسيم حماد حربة-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
تناجيات قدائي من فدائيي حرب الكرامة، يناجي الشهادة التي أبطأته
د. قاسم نسيم
طال المسيرُ لجنةِ الأشواقِ


وأنا الوحيدُ من الرفاق الباقي


كمْ سرتُ في الساحاتِ ألهثُ باحثاً


عن جنتي عبثاً بدون لحاقِ


أُمسي على ظمأٍ وأصبحُ ساغباً


وأقيلُ في وهجِ الضُحى الحرَّاقِ


أغدو على أملٍ يُجددُ عزمتي


ويحثني ليلاً على الإطراقِ


مُتقلداً لبنادقي، متوشحاً لكنانتي


ناءت ذخيرتُها على الأعناقِ


كمْ جادتِ الدنيا بمنحةِ جنةٍ


فسبقتُ كلَّ مجاهدٍ حذَّاق


حتى إذا جئنا بخيرِ فعالنا


قرعوا السهامَ لقاسمِ الأرزاقِ


طاروا إلى دار الخلودِ بريشِهم


وأنا رجعتُ إلى الحياةِ بساقي


مُستدمعَ الأحلامِ مُبْيَضَّ الرُؤى


من أوبتي ومرارةِ الإخفاقِ


مستلقياً قلقاً بهوةِ خندقي


مسترخياً من شدة الإرهاقِ


وخميلةٍ قامتْ تظلِّلُ خندقي


مَدَّتْ إليَّ بظِلِّها الرقراقِ


كم آلفتْ عند السجودِ ضراعتي


عن جنتي لله في الأغساقِ


عَلِمتْ بخيبةِ مُنيتي في جنتي


فأتتْ لِمَسْلاتي بذوقِ راقي


تحنو عليَّ بنسمةٍ عباقةٍ


وتنوشني بالثمرِ والأوراقِ


أَوَ كُلَّما قَرُبتْ مناي بساحةٍ


صبأتْ فجدتُ بمدمعٍ رقراقِ


حتى إذا سَعَرَتْ وهاجَ غِبارها


وسمعتُ خفقةَ قلبيَّ الخفاقِ


ما باله سَرُعت به خفقاتُه


خوفُ الردى أم لهفة التَّواق


هذي طيوفُ السعد تستدني المُنى


وتُلاعِب الأمالُ للأعماقِ


أُوَّه كم دقتْ شَعُوبُ بطبلها


وتراءتْ الأجناد بالأحداقِ


وارتجَّتْ الدنيا فلا صوتٌ علا


غيرُ القتالِ بصوتِه النعَّاقِ


وانداحتِ الأجنادُ يحملُ سمَّهم


رصاصُ أسلحةٍ بلا ترياقِ


والموتُ يختالُ الخُطى في تيهه


يختارُ صاحبَه بكل نساقِ


وتخضبتْ بقعُ الأديمِ كأنها


شَهِدتْ زفافَ شهيدِنا العملاقِ


و(الدَّانُ) يقصفُ بالربوعِ كأنَّه


طبلٌ يودعُ زفةَ العُشاقِ


والطلقُ يعزفُ بالذخيرِ لغنوةٍ


كلماتُها التكبيرُ للخلَّاق


عودٌ يوقعُ خيرَ أنغامِ الدُنا


في خيرِ أغنيةٍ على الإطلاق


والأرضُ قد فاحتْ بلا عطرٍ يُرى


جاد الكريمُ بعطره العباقِ


سِيْقَ الشهيدُ إلى الخلودِ مُكرَّماً


وأنا بقيتُ مُكبَّلَ الأوثاقِ


هجر الخنادقَ في الجنانِ مقرُه


قصرٌ مُنِيْفٌ عالي الأطباقِ


أصلى عدوَ الله شرَّ عذابِه


وتجمُّلاً في السلمِ بالأخلاق


ضاءت مجامعُنا بِشُعلةِ قلبِه


وبفقده أضحت بلا إشراقِ


فسعدتُ إذ أيقنتُ أنَّ شهيدنا


عند المليكِ بطلعه الألَّآق


وشقيتُ لمَّا ناء عن أسرابنا


جاش الفؤادُ لذكره الأرَّاقِ


وأعودُ لا دانٌ يمزقُ هيكلي


أو طلقةٌ في قلبيَّ المشتاقِ


تهوي بجسمي في الأديمِ مضرجاً


وتطيرُ روحي في دُنا اللآفاقِ


لا تغسلوا يوم الرحيلِ على دمي


لتقولَ صاحبتي بدون نفاقِ


هذا الشهيدُ يحلُّ لي في جنتي


هذي الدماءُ شهادتي وصداقي


وأطوفُ أكرعُ في الجنان لكوثرٍ


عذبٍ نقيٍ سلسلٍ دفاقِ


ألقى الشفيعَ كفى لعينيَّ بهجةً


مرأى النبيِّ المكرمِ المصداقِ
وعلى الأرائكِ ييييي

وعلى الأرائكِ والثمارُ تهدلتْ


جمعُ الرفاقِ السابقين أُلاقي


دارتْ كؤوس الخمر بين حديثهم


يجري بها بين الجماعةِ ساقي


هذي أماني النفس حين تهيجني


ذكرى رفاقٍ كُرَّمٍ سُبَّاقِ


أُمي إذا صَدَعَ النعاةُ بمأتمي


لا تضربي للخدِّ والأعناق


بلْ بالدفوفِ لي العزاءَ تقبلي


واستقبلي الهُنَّاءَ بالإشفاق


لَهَفَاً على جمعِ الخوالفِ ويحهم


هجروا الجهادَ لمهنةِ الأسواقِ


وتعزياً للضاربين بِمِخْذمٍ


لم يختموا دنياهمُ بفراق


ولرفقتي قولي وصيةَ راحلٍ


أغشوا الوغى ظلوا على الميثاق


ربي متى يُندي الزمانُ لمنيتي


فأصيرُ داخل جنتي ورفاقي


أم خطتِ الأقدار يوم ولادتي


أن الحياةَ ضنينةٌ بفراقي