في دوحة الصداقة لا أظمأ أبداً بقلم المهندس أحمد نورين دينق

في دوحة الصداقة لا أظمأ أبداً بقلم المهندس أحمد نورين دينق


03-16-2025, 03:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1742093452&rn=0


Post: #1
Title: في دوحة الصداقة لا أظمأ أبداً بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 03-16-2025, 03:50 AM

03:50 AM March, 15 2025

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



يقول الشاعر معروف الرصافي: كفى بالعلم في الظلمات نورا ... يبين في الحياة لنا الأمورا ؛ و في آخر أبيات القصيدة المدرسية يقول: إذا ما العلم لابس حسن خلق ... فرج لأهله خيراً كثيراً . كنا من المحظوظين في العملية التعليمية في السودان إذ وجدناها في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي ، وهي لا تزال تحتفظ بشي من الألق و البهاء و النضارة ، و العملية التعليمية تقوم كما نعلم على أعمدة ثلاث: المعلم ، المنهج ، التلميذ/ة . أدركنا في الفترة( ١٩٨٧_١٩٩٥) جزء من النظام التعليمي الذي أرساه وزير التربية والتعليم الشاعر محي الدين صابر محمدين ( نظام ٦_٣_٣) الذي بدأ العمل به في العام ١٩٧٠ ، و كانت آخر دفعة جلست بذلك النظام في العام ١٩٩٤ ، ذلك العام المشؤوم الذي قامت فيه الحكومة السودانية آنذاك بقفل المدارس القومية الثانوية المشهورة التي أنشأت في فترة الإستعمار الانجليزي في ثلاثينيات و أربعينيات القرن الماضي ، بحجة كلفة هذه المدارس على عاتق الدولة السودانية ، حيث كانت معيشة الطلاب في داخليات هذه المدارس الثانوية على الحكومة ، فأغلقت حنتوب ، خور طقت ، خور عمر ، التي قامت بدور وادي سيدنا بعد تحويلها إلى الكلية الحربية السودانية في العام ١٩٦٠ ، و رومبيك الثانوية ، في العام ١٩٩٥ بدأ العمل بالنظام الجديد الذي إستحدثته حكومة الإنقاذ ، ألا وهو نظام ٨_٣ ، فكنا أول من طبق فيهم ذلك النظام ، حيث إمتحنت أول دفعة للصف الثامن الاساسي مع آخر دفعة لنظام المرحلة المتوسطة في إمتحان موحد ، و دخلوا سويا المرحلة الثانوية ، و إمتحنوا سويا في العام ١٩٩٨ إمتحان الشهادة الثانوية السودانية. في بداية العام الدراسي الجديد و أنا في الصف الثاني الابتدائي في العام ١٩٨٨ ، نقل إلي مدرستنا مدير جديد الاستاذ: إسماعيل مالك عبد الهادي ، و قد شهدت مدرسة وادي سيدنا الإبتدائية في زمانه طفرة هائلة في الناحية التربوية والتعليمية ، فالرجل في أواخر عمره في المجال التعليمي ، و قد إكتنز خبرات طويلة ، يحرص على توصيلها للطلاب و المعلمين والمعلمات على حد سواء ، فكان يحرص كل الحرص على توصيل الجرعات التعلمية في كل مناسبة ، و من تلك الصورة الجماعية للطلاب كلما إنتقلوا لفصل دراسي جديد ، و القيام بالرحلات المدرسيه للدفعات المختلفة ، لم أعرف قيمة الصورة الجماعية إلاّ عندما فارقت زميل دراستي بعد إكمالنا الصف الرابع الابتدائي ، و الذي إنتقل إلي ولاية شرق دارفور و بالتحديد مدينة الضعين ، و بعد ١٢ سنة إلتقينا مرة أخرى ، فأهداني صورة جماعية لنا في الصف الرابع ، كان يحتفظ بها طوال السنوات الماضية ، كنت طوال سنوات الدراسة أحرص كل الحرص على بذل النصائح للأصدقاء ، عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، و لكن سعوهم بأخلاقكم . أحد الأصدقاء في المرحلة الابتدائية بعد إكمالنا للصف الخامس ، إنتقل للسكن في محلية بحري و كان يسكن معنا في محلية كرري ، فركبنا معهم ، و في منزلهم الجديد ، و قبل وقت رجوعنا طلبت منه ورقة و قلم ، فأحضر لي ورقة و قلم رصاص ، فكتبت له رسالة فيها عدد من الجوانب رغبت أن يهتم بها في الفترة المقبلة التي ستشهد حتماً غيابنا عن ساحة وجوده ، فإحتفظ بهذه الرسالة زمنا طويلا ، و عندما جاء زمن التليفونات المحمولة ، كان يذكرني بتلك الرسالة دائماً كلما تواصلنا ، بيد أن موقف صديقي: يوسف إبراهيم ديدان ، زميل دراستي الابتدائيه ، و الذي إلتحق فيما بعد بسلك ظباط القوات المسلحة السودانية ، لن أنساه أبداً ، فبعد أن فرقت المدارس الثانوية بيني و بينه و أماكن السكن ، صادف أنه كان يركب في مركبة مواصلات عامة ، فلمحني و أنا ، أسير في إحدى شوارع حينا ، فما كان من أخي و صديقي يوسف ، إلاّ أن طلب من المركبة العامة أن تقف ، و بعد أن وقفت نزل منها ، و تركها تواصل رحلتها ، و سلمنا على بعض في لهفة ، و جلسنا نطمئن على أحوال الأهل و نسترجع بعض من أخبار الدفعة ، و في الأخير ذهبنا للمحطة مرة أخرى لخطب ود مركبة عامة أخرى تقل صديقي لمنطقة الكلية الحربية السودانية حيث يقطن هنالك و قد تمت العملية بسلام.. في دفعتنا في وادي سيدنا الإبتدائية ، قد رافقني لمدرسة كرري النموذجيه بالثورة الحارة (١٣) من ضمن بضع و سبعين طالب أحد الأصدقاء المميزين جدا ، إبن منطقة الكاملين ، الذي إلتحق بكلية الطب بجامعة الفاشر إدبان المرحلة الجامعية ، الأخ الصديق : محمد عمر زروق ، الذي تعلمت من منافسته قاعدة هامة في الحياة تقول : قوة منافسك من قوتك ، فلا تحاول إضعاف منافسك إذا أردت أن تحافظ على قوتك. و لن أنس في المرحلة الثانوية في الفترة (١٩٩٦_١٩٩٨) الأخ الصديق و الشيخ الجليل الذي إلتحق بكلية الطب بجامعة الخرطوم في فترة الدراسة الجامعية الطبيب: آدم يوسف إدريس موسى ، كان هو أول مدرسة كرري النموذجيه بالثورة الحارة( ١٣ ) عند قبول الدفعة الأولى المكونة من ٢٠٠ طالب هم أميز الطلاب في محافظة كرري في العام ١٩٩٦ و كان مجموعه( ٢٤٥_٢٥٠) ، و كان أول الدفعة و الثالث عشر على مستوى الشهادة الثانوية السودانية في العام ١٩٩٨ ، فخلال السنوات الثلاثة ، إستطاع هذا الطالب أن يؤثر بالإيجاب على معظم هؤلاء ٢٠٠ طالب !! و على الطلاب الجدد ! بل حتى في كلية الطب بجامعة الخرطوم كرر نفس الشيء!! فالرجل يمتلك كاريزما من الطراز الأول.. سكنت أسرتي في منطقة الحتانة شمال في الفترة (١٩٩٠_٢٠٠٨) ، فلي في الحتانة عدد معتبر من الأصدقاء و زملاء المرحلة الثانوية و جامعة الخرطوم ، إنقطع حبل الوصل تبعاً لظروف السفر و الترحال التي رافقت المواطنين السودانيين في السنوات الأخيرة ، عادة ما أراجع البريد الالكتروني بعد إرسالي لمقالاتي الجديدة ، و يوم ١٢/٢/٢٠٢٥ ، وجدت رسالة أنيقة لصديق عزيز ، فارقته منذ قرابة العشرين عاماً الماضية ، و كان البريد الالكتروني حلقة الوصل التي إستطاعت جمع الشتيتين بعد طول فراق ، و هي فرصة لمراجعة ثقافة البريد الالكتروني التي لا تجد الإهتمام الكافي من المثقف السوداني بالتحديد ، فالحمد لله رب العالمين ، و الله نسأل أن يهتم أهل السودان بالعملية التعليمية بعد فترة الحرب ، لأنها الأمل المرتجى لمداوات جروح الحرب في مفاصل الدولة السودانية و فتح نوافذ المستقبل أمام الأجيال القادمة لبناء سودان الغد السعيد . E_M : [email protected]