Post: #1
Title: من فضلكم.. جنوب السودان لا تحتاج إلى حرب أخرى بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 03-06-2025, 11:21 AM
10:21 AM March, 06 2025 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
تدل الشواهد المنبثقة من الأحداث الأخيرة في منطقة الناصر بولاية الوحدة ، أن شبح الحرب بدأ يتشكل في سماء دولة جنوب السودان مرة أخرى ، وهو أمر جد خطير ، فالسلام الذي ، إستمتع به قطاع واسع من شعب دولة جنوب السودان في السنوات السبع الماضية ، بدأ مده ينحسر ، بسبب أخطاء أهل السياسة ، مع أن الاتفاقية قد نشطت أكثر من مرة ، و كيف لا تحدث أخطاء كارثية ، و مؤسسات الحزب الحاكم شبه معطلة ؟ و القرار السياسي ، ينفرد به نفر كريم في حزب الحركة الشعبية ؟؟ فالوضع الطبيعي هو : الوقوع في الخطأ في معظم المرات ، و الوضع غير الطبيعي هو تحقيق النجاحات السياسية ؟ نعم ، فمن الطبيعي أن تحترق الناصر ، و تحدث جميع الإنفلاتات الأمنية في أقاليم الدولة الوليدة ، طالما مؤسسات حزب الحركة الشعبية لا تعمل بالكلية؟ . . أن عملية جمع السلاح من بعض المواطنين المنفلتين ، و بخاصة المواطنين ولاية الوحدة تحتاج إلى ضمانات سياسية قبل إتخاذ أي إجراءات في أرض الواقع ؛ بمعنى أنها مرحلة يسبقها عمليا وضع الدستور الدائم لدولة جنوب السودان ، و بموجب النصوص القانونية الموجودة فيه فيما يتعلق بحيازة السلاح يتم عملية النزع ، و يسبقها إكتمال عملية دمج القوات النظامية في الدولة الوليدة في قوة واحدة ، و تاهيل شرطة دولة جنوب السودان التأهيل المطلوب للقيام بواجباتها المختلفة في ولايات الدولة الوليدة ، و فتح فرص العمل للشباب حتى إذا تم نزع السلاح منه ، يركن إلى مهنة تضمن له حياة كريمة له و لمن يعول من أسرته ، و لكن أن يتم هذا النزع في الوقت الراهن ، و توكل المهمة لقيادات ذات عداوات سابقة مع مكون أساسي من مكونات ولاية الوحدة ، فأين يضمن هذا المكون أمنه حيث لا دستور يحميه ، و بقية المكونات الأخرى المنافسة لا زالت محتفظة بسلاحها ؟؟؟ أسئلة مشروعة تبين خطأ هذا الإجراء ، يحكي لي أحد التجار من دارفور أن الصراع بين الزرقة و العرب الوافدين من دول إفريقيا الوسطى لإقليم دارفور كانت تميل الكفة فيها لصالح الزرقة من سكان دارفور الأصليين ، و لكن في نهاية تسعينيات القرن الماضي ، قامت حكومة الإنقاذ بعقد إتفاقية لنزع السلاح في إقليم دارفور ، و بعد أن تم نزع السلاح من معظم الزرقة في دارفور ، قامت الحكومة بتسليح القبائل العربية في شكل قوات حرس الحدود ؛ و من ذلك الحين مال ميزان القوة لصالح تلك القبائل ، و نزح الزرقة من مناطقهم ، و لجأ العديد منهم لبقية دول العالم الأخرى ، و السبب هو عدم وجود حكومة حكيمة في السودان ، حيث لا يحترم نص دستوري في البلاد ، و يسود الهوى و المزاج في منح الحقوق و منعها حتى اللحظة ، فمن الصعب أن يقبل المكون الأساسي في ولاية الوحدة بتكرار نفس الخطأ التأريخي.. فما الحل إذن ؟ الحل يكمن في تجميد الخيار العسكري كحل للمشكلة الحالية ؛ لأنها ستزيد تعقيد الأمور المعقدة أصلاً من جميع النواحي ، فالمشكلة الحقيقية لا تكمن حالياً في طبيعة تغليب المكونات المختلفة لشعب دولة جنوب السودان لخيار الحلول العنيفة ؛ بل تكمن المشكلة حقيقة في تعطل أجهزة صنع القرار في حزب الحركة الشعبية الحاكمة ، فهذا التعطيل هو الذي يتسبب في معظم الأزمات السياسية التي تعاني منها دولة جنوب السودان حاليا ، فالحل في إحياء بناء مؤسسات حزب الحركة الشعبية مرة أخرى ، بإستعياب الكوادر المؤهلة التي إنشقت عن الحزب الحاكم في أزمة العام ٢٠١٣ ، فهذه الأزمة هي التي تسببت في تعطل مؤسسات حزب الحركة الشعبية ، لأن حصاد ما بعد العام ٢٠١٣ إلى الآن لا يرقى لطموح و أحلام شعب دولة جنوب السودان ، فقد تحطمت تلكم الأحلام بإنفراد أفراد بعينهم بقرارات ينبغي أن تصدر من مؤسسات الحزب لا من أفراده و لو كانوا من المؤثرين ، شخص واحد هو الذي نجح في حكم بلده بعقله وحده ، بدستور من وحي عقله ، حسب وجهة نظري المتواضعة ، هو العقيد : معمر القذافي صاحب نظرية: الكتاب الأخضر ، أما معظم من سعى سعيه ، فقد مني بالفشل الذريع ، و سبب نجاح القائد معمر القذافي ، يعود لسبب صدقه مع نفسه و صدقه مع ربه ، و صدقه مع شعبه ، و من الصعب أن يجمع القائد بين هذه المميزات الثلاثة ، لذا يفشل الكثير من القادة ، في حياته ، كنت أمقت النرجسية التي هي طابعه في تعامله مع الجميع ، و لكن بعد مماته ، أدركت أنه جزئياً ، كان محقاً ، لأنه إستطاع تحقيق ما فشل فيه كل من تسربل بثوب الدكتاتورية من قادة العالم ، و عاش الشعب الليبي في نعيم في زمانه . فالدور في المرحلة المقبلة هي للوساطة الدولية ، لكي تعالج سياسياً ما طرأ من خلافات سياسية بين شركاء إتفاقية السلام المنشطة الأساسيين ، هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى أن تدرك المجموعة الموجودة في السلطة من حزب الحركة الشعبية الحاكم ، أن الطريق الامثل لتقليل أخطاء الحزب هو بتفعيل مؤسسات حزب الحركة الشعبية مرة أخرى ، و عدم تجاوزها بالإنفراد بالقرار السياسي ، و أن إستيعاب مجموعة الحركة الشعبية في منبر كينيا التفاوضي يمثل ضرورة لزيادة فاعلية مؤسسات حزب الحركة الشعبية ، فهي أشبه بعملية ضخ دماء جديدة في جسد الحزب ، قال لي أحدهم : في زمان وجودهم في الحزب ، لم يحدث أي تغيير للأمام ؟ فقلت له : هل كان سعر الدولار في العام ٢٠١٣ مثل سعره في الوقت الراهن ؟ قال : لا . . فقلت : إذن هنالك فرق . E _M: [email protected]
|
|