الحوار المباشر بين الإتحاد الأوروبي و روسيا هو ترياق الأزمة الأوكرانية الوحيد بقلم المهندس أحمد نور

الحوار المباشر بين الإتحاد الأوروبي و روسيا هو ترياق الأزمة الأوكرانية الوحيد بقلم المهندس أحمد نور


03-02-2025, 05:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1740933595&rn=0


Post: #1
Title: الحوار المباشر بين الإتحاد الأوروبي و روسيا هو ترياق الأزمة الأوكرانية الوحيد بقلم المهندس أحمد نور
Author: أحمد نورين دينق
Date: 03-02-2025, 05:39 PM

04:39 PM March, 02 2025

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



لم ينتخب الشعب الأمريكي دونالد ترامب عبثاً ؛ ففيه من المزايا ما يحتاجه المجتمع الامريكي في الوقت الراهن ، و من تلك ، الصراحة و الوضوح الذي يصيب البعض منا بالدهشة !؟ فالتملق غير موجود في قاموس السيد الرئيس ترامب .. إذا كانت للولايات المتحدة الأمريكية فائدة في مساعدة أوكرانيا في حربها من ناحية إستراتيجية ، فهي تعطيل المنافس العسكري المباشر للولايات المتحدة الأمريكية في الساحة الدولية ، أما المستفيد المباشر من كسب أوكرانيا للحرب ، فهي الاتحاد الأوروبي ، فهي الطرف الذي تسعى أوكرانيا لكسب ودها و الانضمام إليها فور تحقيق النصر العسكري على الطرف الآخر ، أما موضوع المعادن النادرة التي تسيل لعاب بعض الدول لكسب ود أوكرانيا ، فيمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تعثر عليها في دول أخرى ، و بالتالي توجد خيارات إستراتيجية أخري أمامها ، و بالتالي يبقى تعطيل المنافس العسكري المباشر هو الهدف المهم لخوض الولايات المتحدة الحرب طوال الفترة الماضية . . لكن إلى متى تستنزف موارد الولايات المتحدة الأمريكية في حرب مشكوك في شرعيتها من ناحية و مشكوك في تحقيق النصر العسكري فيها من ناحية أخرى ؟ هذا السؤال المهم جعل السيد الرئيس ترامب يقرر إيجاد حلول حقيقية للحرب بدلاً من الإستمرار فيها بغير هدى . وهو موقف جدير بالإحترام من كافة الأطراف ، و لكن الآلة الإعلامية الغربية تقف حجر عثرة أمام الجهود الدبلوماسية التي تحاول إيقاف الحروب ؛ لأنها تهتم بجانب الإثارة التي تكتنف الحرب و لا تهتم بنفس القدر بالجوانب السلبية الأخرى للحروب . الحرب الروسية الأوكرانية لم تبدأ حقيقة منذ ٢٤/٢/٢٠٢٢ ، لا و ألف لا ، بل بدأت بتأريخ ١٨/٣/٢٠١٤ عندما إعتمدت روسيا نتيجة أستفتاء شبه جزيرة القرم و ضمتها رسمياً لروسيا ، تلك المنطقة التي أعطتها روسيا لأوكرانيا في العام ١٩٥٤ عندما كانت أوكرانيا جزء من الإتحاد السوفييتي آنذاك ، فهذا الإجراء الدستورى ، حفزت أربع مناطق أخرى في أوكرانيا ، تتكلم اللغة الروسية و تسود فيها إثنيات تعود لروسيا و تتوشح بالثقافة الروسية أن تحذو حذو جزيرة القرم ؛ و المناطق هي : لوغانسك ، دونيتسك ، زاباروجيا ، و خيرسون ، و بدأت الحرب الضروس بين القوميات الانفصالية في هذه المناطق و الحكومة الأوكرانية ، و إستخدامت الحكومة الأوكرانية العنف المفرط تجاه القوميات الانفصالية في المناطق الأربعة ، و بلغ العنف مداه في العام الثامن من أعوام نضال هذه القوميات ، مما إقتضى تدخل الدولة الروسية لنصرة هذه القوميات في يوم ٢٤/٢/٢٠٢٢ .. فالخلفيات التي سبقت هذا التأريخ مهم الوقوف عندها عند محاولة سبر أغوار الأزمة الأوكرانية الروسية ، و لكن ، إختزال الأمر في التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا لا يخدم في معالجة جذور الأزمة .. القانون الدولي إذا كان يقف في صف حماية سيادة الدول و يتجاهل رغبات الشعوب المستوطنة في المناطق المتنازعة ثقافياً بين الدول فهو في حد ذاته يحتاج إلى تقويم و مراجعة.. فهذا القانون هو جهد بشري ، فيه النقص و الكمال ، و قابل للتعديل حسب مقتضيات الظروف و الصراعات الدولية ؛ فللدولة الروسية تمام الحق في الدفاع عن شعوب راغبة في الإنضمام إليه ، كما فعلت و ضمت إليه تلك المناطق الأربعة و من قبلها شبه جزيرة القرم ، و للإتحاد الأوروبي الحق في الدخول في مفاوضات مباشرة مع الدولة الروسية للوصول إلى صيغ مرضية للطرفين تضم بها بقية القوميات الأوكرانية التي تطالب بالإنضمام للإتحاد الأوروبي ، هذه هي الروشتة المناسبة لفض الإشتباك بين روسيا و أوكرانيا ، و طيء ملف الأزمة الروسية الأوكرانية تماماً ، فالوقوف أمام رغبات الشعوب في الإستقلال و الإنضمام إلى الكيانات المتوافقة مع عاداتها و ثقافاتها ، تسبب أزمات عميقة تستعصي على الحل في كثير من الأحايين. E_M: [email protected]