الشعب المعلم الحقيقي بقلم المهندس أحمد نورين دينق

الشعب المعلم الحقيقي بقلم المهندس أحمد نورين دينق


02-14-2025, 08:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1739560151&rn=0


Post: #1
Title: الشعب المعلم الحقيقي بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 02-14-2025, 08:09 PM

07:09 PM February, 14 2025

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



نحن السودانيين سواء كنا في دولة السودان أو دولة جنوب السودان نعيش في عصر الإثنية الضيقة بإمتياز ، نقول شيء ، و لكن عند التنفيذ ، نفعل خلاف ذلك ؛ نفعل بدافع الإثنية الضيقة ، و نقول بدافع الوطنية الواسعة التي تسع كل الإثنيات في وعاء الدول ، و لما كان الفعل مقدم على الكلام ، فإن أحلامنا تقف في حدود أقوالنا .. لسنا وحدنا في هذه القضية ، بل يشاركنا البعض في المشرق والمغرب ، فكل حكومة يتم فيها التعيين للمناصب القيادية العليا حسب المعرفة الإثنية الضيقة و القبلية ، هي صنو لنا ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا... الخ الآية ) أي معنى الآية الكريمة ، أن القول باللسان : آمنت بالله العلي العظيم ، دون أن يتبع ذلك إستقامة في السلوك ، لا يكفي بأن تدخل دائرة أهل الإيمان ، لأن الغرض من الإيمان بالله ؛ هو تهذيب السلوك وفقا لما جاء به الرسل ، فإذا تعذر ذلك ، فلا فائدة من الإيمان ، و كذلك في مجال الحكم إذا تعذر تحقيق الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أساس الفعل الوطني على حساب الفعل الإثني و القبلي فلا فائدة ، سنظل ندور في فلك القبلية و الإثنية ، و نلف حول رحى الحرب إلى ما شاء الله لنا . هذا لا يعني أن ليس للحرب أدواراً في تاريخ الأمم ، لا ، ففي حالة أمة كالسودان ، فقد فشلت الحكومات السابقة في مسألة نزع سلاح الميليشيات ، بل ساهمت بعضها في صناعتها ، و كانت النتائج أن أصبحت أجزاء واسعة من أقاليم كردفان و دارفور خارج دائرة الخارطة الأمنية و الإقتصادية والإجتماعية لدولة السودان ، وهي خسارة كبيرة من ناحية الموارد البشرية و الطبيعية للدولة ، فإذا نجحت الحرب في معالجة هذا الشرخ الأمني الخطير علاجا جذرياً ، و دمجت كل القوى و الحركات المسلحة تحت لواء القوات النظامية بمسمياتها المختلفة ، و السودان بحاجة لقوات نظامية تغطي كافة مساحاته الواسعة ، فتكون الحرب قد قدمت خدمة العمر للدولة السودانية ، لأن عدم الاستقرار هو سبب ترك القرى و التكدس في المدن و الحواضر في ظل الحكومات الوطنية العسكرية السابقة ، فإذا إستطاعت آلة الحرب معالجة هذه القضية ، و مهدت البساط لحكومات كفاءات وطنية سودانية ، تتولى مسؤولية إعادة الإعمار ، و إعادة توزيع الفرص بعدالة بين المواطنين السودانيين ، و إعادة صياغة العمل الحزبي في السودان على أسس متينة ، فإن الأحلام السابقة التي كانت تتكسر بفعل علو الحس الإثني على حساب الحس الوطني ، ستتحقق ، و عندئذ ، سنبني الكنا بنحلم بيهو يوماتي . الشعب المعلم الحقيقي هو الشعب البريطاني ، هذا الشعب الذي صدر للعالم نظام الحكم البرلماني ، و أتبعه بكرة القدم ، و أكتفي فيها حتى اللحظة بكأس عالم واحد !! شعب متطور ، منظم ، يستحق من جميع شعوب العالم الإحترام ، و لو كنت شاعراً لكتبت فيهم قصيدة عصماء ، و وسائل التواصل الاجتماعي ، قد حفظت للتاريخ جهود ممثل المملكة المتحدة في أروقة الأمم المتحدة ، لمعالجة الأزمة السودانية ، و في الختام ، يحتاج العالم بشدة لنموذج الحكم البرلماني البريطاني ، لذا إقترح على الشعب البريطاني تلخيص تجربة الحكم في دولتهم العظمي في شكل رسالة ماجستير ؛ فيها جانبي الحكم العملي و النظري ، و تقوم جامعتي أكسفورد و كامبريدج ، بتوصيل هذه الرسائل للدول التي تعاني في مسألة تحقيق الحكم البرلماني على أرض الواقع ، ففي كل مرة ، تختار بنظام القرعة دولتين ، توفد الجامعتين للدولتين بعثة تقوم بإجراء إمتحانات القدرات للطلاب و الطالبات المستهدفين و الذين يحبذ أن يكونوا من منسوبي الأحزاب السياسية في تلك الدول و الذين يقع على عاتقهم مهمة الحكم في المستقبل ، و يحبذ أن تعطي الأحزاب الفرصة لأفضل عناصرها ، و يمكن أن تجري البعثة هذا الأختبار في كل أقاليم الدولة المستهدفة في وقت واحد لإعطاء الفرصة لأكبر عدد من كوادر الأحزاب السياسية ، و بناء على نتيجة إختبار القدرات ، تعود كل من البعثتين للجامعتين العريقتين ، بالقوائم النهائية للطلاب والطالبات المقبولين لبرنامج منحة الماجستير المقدمة من الحكومة البريطانية للشعوب المستهدفة ، و بعد إكمال الدفعة دراستهم ، تجري الحكومة قرعة أخرى ، و هكذا إلا أن تنتهي عدد الدول المستهدفة ، و تكون حكومة المملكة المتحدة قد قدمت خدمة أخرى جليلة تضاف لسجلها في العلاقات الدولية و الدبلوماسية . E-M: [email protected]