منقو قل لا عاش من يفتننا بقلم المهندس أحمد نورين دينق

منقو قل لا عاش من يفتننا بقلم المهندس أحمد نورين دينق


01-17-2025, 06:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1737136165&rn=0


Post: #1
Title: منقو قل لا عاش من يفتننا بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 01-17-2025, 06:49 PM

05:49 PM January, 17 2025

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



السياسة علم و فن ، ليس كل من هب و دب مؤهل لخوض غمار السياسة ، و من أدواء السياسة في السودان ، دخول الناس فيه أفواجاً من غير ملكات أو مؤهلات . . إطلعت قبل أربعة أو ثلاثة أيام مضت على الفيديوهات التي فيها ذبح المواطنين في ولاية الجزيرة من قبل قوات العمل الخاصة ، و بعض القوات الموالية للجيش السوداني ، و فيهم مواطنين من دولة جنوب السودان ، فقلت في نفسي: لقد أخطأت مؤسسة الجيش السوداني خطأ عظيماً يستوجب سرعة الإعتذار و سرعة المحاسبة للفاعلين ، لأن فعل ذبح مواطن يتبع لدولة شقيقة ، إضطرته الظروف للإحتماء بدولة تعاني من ويلات الحرب و شغل بعض الوظائف الهامشية في تلك الدولة ، و إتباع ذلك بدفن جثامينهم في مقابر جماعية دون إنتظار طلب جثمانهم بواسطة سفارتهم ، هو فعل إن دل على شيء ، فإنما يدل على ضرب الحكومة السودانية الأعراف و التقاليد الدبلوماسية عرض الحائط ، و مما زاد الطين بلة خطاب الرئيس البرهان في ود مدني الذي خلا من الحس الدبلوماسي ، و الذي يبين أن قيادة الجيش في فترات الإنتصارات ، تتذكر اللغة العسكرية فقط و تتناسى الأعراف والتقاليد الدبلوماسية التي تفرضها منصب رئاسة الجمهورية التي بحوزتهم ، فتخسر الدولة السودانية الغالي والنفيس جراء ذلك ، فلو كان الرئيس البرهان يفهم في السياسة ، لقدم إعتذار لشعب دولة جنوب السودان على الطريقة المهينة التي تم بها إعدام مواطنيهم ، دون محاكمة عادلة ، و دون إخطار لسفارتهم ، و لأمر بتغيير قيادة قوات العمل الخاصة فوراً ، و إجراء محاسبة عاجلة للمتورطين في تصفية المواطنين الأجانب بهذه الطريقة المهينة و الموغلة في البشاعة ، و لكن الرئيس البرهان خيب ظن شعب دولة جنوب السودان فيه ، كان يجب على بقية القادة في دولة السودان حث البرهان على تطييب خاطر شعب دولة جنوب السودان بعد هذه الجريمة البشعة مثل نائب رئيس مجلس السيادة السيد مالك أقار و حاكم إقليم دارفور السيد منى أركو مناوي خاصة بعد مشاركة القائد ( تقلات) في تحرير ود مدني من طرف القوات المشتركة ، و لكن شيئا من ذلك لم يحدث ، مما يعني رضاهم عن أفعال قوات العمل الخاصة في حق المواطنين الأجانب من دولة جنوب السودان.. و القوانين الدولية لم تضع الأعراف والتقاليد الدبلوماسية من فراغ في مؤتمر فيينا في النصف الثاني من القرن الماضي ، بل وضعتها من أجل حماية المصالح الحيوية بين الدول ، فبقدر إهتمامك بهذه الضوابط الدولية ، يكون حفظ هذه المصالح ، و أثناء أزمة هجليج، في بداية العام 2012م ، ظلت المصالح الحيوية بين البلدين في مأمن ، و لكن المذبحة البشعة التي أعادت إلى الأذهان مذبحة الضعين الشهيرة ، نكأت جراح الماضي ، و تسعى جادة لتدمير المصالح الحيوية بين البلدين ، إذا لم تغلب قيادة البلدين الشقيقين صوت الحكمة و قيود الدبلوماسية المتينة في أقرب وقت ممكن . نبيل و جبريل من التجار السودانيين الذين لهم متاجر في أحد أحياء جوبا ، في غمرة الغضب في ليلة أمس ، بكى (لوال) الصبي الصغير الذي ذو ١٤ عاما أمام أمه حاثا إياها على سرعة إنقاذ صاحبه (نبيل) قبل وصول الجموع الغاضبة لدكان صديقه ، فما كان من أمه (ميري) إلاّ أن تعاونت مع الجيران في إنقاذ نبيل و بعض مقتنياته المهمة و حفظه في مكان آمن ، و كذلك فعل الجيران الجنوب سودانيين مع التاجر الآخر (جبريل) ؛ فالود بين الشعبين قائم بالرغم من دخول الدولتين في أزمة دبلوماسية غاية في الصعوبة ، فالوقت ينفد أمام الأطراف الإقليمية والدولية التي يهمها إستتباب الأمن في الدولتين الشقيقتين . [email protected].