تُظهر الأحداث الجارية في السودان أن الوضع القائم لا يمثل حكومة تمثل إرادة الشعب بل هي عصابة يديرها أفراد من فلول النظام السابق فاقدون للشرعية، يتظاهرون بأنهم يمثلون الحكومة. إن هذه العصابة، التي تسعى إلى الحفاظ على السلطة بأي ثمن، تستغل الأزمات لتوجيه الأنظار بعيداً عن جوهر الأزمة الحقيقية، التي تتمثل في الإخوان المسلمين، أي "الكيزان"، وليس في دولة الإمارات العربية المتحدة كما يحاولون الترويج. الحديث عن مبادرة تركية للمصالحة بين عصابة بوركيزان ودولة الإمارات العربية المتحدة هي محاولة بائسة تسعى إلى "دس السم في العسل". إن المشكلة الأساسية في السودان تكمن في الإخوان المسلمين، الذين تآمروا على الشعب السوداني وأفشلوا مسيرة الدولة نحو ترسيخ الحكم المدني الديمقراطي. تعرض النظام الديمقراطي للانقلاب على يد الجبهة القومية الإسلامية في 30 يونيو 1989، حيث نصبوا أنفسهم حكاماً بقوة السلاح ورفعوا شعارات جوفاء مثل "نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع"، والتي لم تلبث أن تحولت إلى سراب وخراب أدى إلى انفصال الجنوب وإفقار الشعب وعزلة إقليمية ودولية. إن الاتهامات التي تطلقها عصابة بوركيزان تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة ليست سوى محاولة يائسة لإيجاد شماعة يعلقون عليها أخطائهم وجرائمهم. هذه الاتهامات تأتي في سياق مؤامراتهم التي تتعارض مع تطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة والسلام. فالشعب السوداني لم يخول هذه العصابة للتحدث باسمه، فهي فاقدة للشرعية ولا تمثل إرادته. إذا كانت هناك رغبة حقيقية في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان، فإن على هذه العصابة أن تتحمل مسؤوليتها وتقر بأن المشكلة تكمن في وقوفها عقبة كأداء أمام مسيرة التحول المدني الديمقراطي. لقد إنقلبوا على حكومة الثورة بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك، وأشعلوا نيران الحرب على قوات الدعم السريع، التي إختارت الوقوف مع خيار الشعب المدني. لذا، لا معنى للمبادرة التركية التي تدعو إلى المصالحة بين العصابة المجرمة بقيادة البرهان ودولة الإمارات. إن المشكلة الحقيقية في السودان تتمثل في الحرب اللعينة التي أشعلها البرهان بدعم من الإخوان المسلمين، الذين تسببوا في إلحاق الأذى والخراب بالشعب السوداني. إن الإخوان المسلمين، المعروفين بـ"الكيزان"، هم من يتحملون المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي آلت إليه البلاد، ويجب على المجتمع الدولي أن يدرك ذلك ويعمل على دعم إرادة الشعب السوداني لوقف الحرب اللعينة وتحقيق السلام ومن ثم بناء دولة مدنية ديمقراطية تمكنه من التخلص من السرطان الذي يسمى الإخوان، أي "الكيزان".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة