لا كلمة لا زمزم .. إنتهى زمن المعسكرات في السودان بقلم المهندس أحمد نورين دينق

لا كلمة لا زمزم .. إنتهى زمن المعسكرات في السودان بقلم المهندس أحمد نورين دينق


12-21-2024, 02:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1734789147&rn=0


Post: #1
Title: لا كلمة لا زمزم .. إنتهى زمن المعسكرات في السودان بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 12-21-2024, 02:52 PM

01:52 PM December, 21 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



يقول ناظم النشيد الوطني: ( هذه الأرض لنا ) ؛ و يعني بذلك في كل الأحوال ، سواء أن كانت محتلة أو محررة .. و أقول أنا : ( هذا الجيش لنا ) ؛ و أعني بذلك في كل الأحوال ، سواء كان إختطفه الكيزان أو حتى الشيطان ، فهي مؤسسة وطنية سودانية ، إختطفته السياسة ردحا من الزمن ، فمن يعيده إلى دوره الأساسي في الحياة غير السودانيين أنفسهم ؟ أتابع مقالات الدكتور الهادي إدريس عبدالله أبو ضفاير ، و أقدر تركيزه على جزئية أزمة العقل السوداني ، و أثر تغييبه عن دوره الأساسي كجهاز رباني يملك من القدرات الكثير ، و من الوسائل المثير في حلحلة مشاكل الحياة و أزماتها المستعصية و على رأسها أزمة الحكم في السودان ، و لكن نخب الصف الثالث والرابع من الصعب أن تجد منهم سرعة الاستجابة ، و لكن المفكر لا يركز في طرحه الفكري على زمن واحد ، بل يرنو إلى أزمان أخرى كما قال الشاعر : ( أقابلك في زمن ماشي ، و زمن جاي ، و زمن لسه ) . فأهل دارفور وقع عليهم من جور و ظلم مؤسسة الجيش السوداني الكثير إدبان تقمصه دور السياسي ، و تخليه عن واجباته الأخرى ، و كان أكبر خطأ وقعت فيه المؤسسة العسكرية هو تسليح القبائل العربية البدوية ، من أجل مساعدته في عملية إستتباب الأمن في دارفور و كردفان ، هذا الخطأ أدى إلى خروج كردفان و دارفور بصورة كاملة عن دائرة الأمن و الإستقرار في السودان ، لأن هذه القبائل عملت العكس تماما ، فطردت القبائل الأخرى من حواكيرها و مواطنها ، و إستقرت هي فيما شاءت و رغبت فيه من الأراضي ، فالسلاح ، لا يعرف حقه إلاّ الإنسان المتمدن ، لمعرفته المسبقة بالقوانين واللوائح التي تحكم عمل السلاح ، أما البدو ، فهم بعيدين كل البعد من القوانين التي تحكم عمل السلاح ، فطوال السنين الماضية ، كان أهل دارفور في المعسكرات ، يرفعون أيديهم بالدعاء لرفع الظلم عنهم ، و أتبعوا ذلك بتدريب أبنائهم و فلذات أكبادهم على كيفية التعامل مع الأسلحة لدفع العدوان ، فالله في كتابه العزيز يقول :( و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض... الخ ) ، فالحرب الحالية هي جزء من إستجابة دعاء المظلومين في دارفور طوال الفترة الماضية ، لماذا ؟ لأن مؤسسة الجيش السوداني قد فطنت بعد تجربة مريرة للخطأ الجسيم التي وقعت فيه ، و صارت تراجع سياساتها الماضية ، و على رأسها سياسة : وجود السلاح في أيادي القبائل العربية البدوية و أثر ذلك على الأمن القومي السوداني ، فكان الحلف بين المؤسسة العسكرية ، و كل الحركات المسلحة التي يهمها إستقرار الدولة السودانية ، و كل مواطن سوداني يرغب في حفظ كيان الدولة السودانية من الإنهيار الذي يتهدده ، من كل حدب وصوب ، فالتاريخ سيحفظ لمالك أقار ، و مني أركو ، و مصطفى تمبور ، د. جبريل إبراهيم ، و كل قيادات الحركات المسلحة و كوادر الإتجاه الاسلامي وقفتهم مع مؤسسة الجيش السوداني ، فهذا جزء مهم في إتجاه إعادة صياغة مؤسسة الجيش السوداني ، فهي خطوة إستباقية في مستقبل القوات النظامية في السودان... إن الذين ينادون بوقف الحرب قبل تحقيق أهدافها الاستراتيجية و أهمها نزع السلاح من يد القبائل العربية البدوية ، لأنها السبب الرئيسي في إنفراط الأمن في كردفان و دارفور طوال العقود الماضية و أثر ذلك بالسلب على إقتصاد الدولة السودانية ، لا يفقهون في السياسة شيئا ، فوقف الحرب يمكن قبوله في حال كان وضع الأمن القومي قبل الحرب في السودان في تقدير جيد جداً أو ممتاز ، فيمكن قبول طرح فكرة وقف الحرب ، و لكن الواقع خلاف ذلك ، فالوضع كان قبل الحرب في تقدير : ضعيف ، هش جدآ ، و الحرب هي أكبر فرصة لتصحيح الصورة المقلوبة الموجودة في الأمن القومي السوداني ، لأن الأمة السودانية محتشدة و متحفزة الآن لمعالجة هذه المسألة بصورة جذرية .. في الآونة الأخيرة ، كثفت مليشيا الدعم السريع هجماتها الانتقامية على المواطنين في معسكر زمزم ، لأنهم آباء و أمهات القوات المشتركة التي فتكت بهم في محور الفاشر ، و تعالت الأصوات المنادية بحماية المعسكر ، إلاّ أن الواقع الذي أراه مناسباً أن تفرغ هذه المعسكرات من السكان ، فكبار السن يذهبون إلى المناطق الآمنة الأخرى في دارفور ، و الشباب يلتحقون بالقوات المشتركة و الجيش ، و من لم يأنس في نفسه الرغبة في القوات النظامية ، فعليه بالمهن الأخرى ، فالزمن القادم بعد الحرب سيشهد عودة كل القبائل الزنجية في دارفور إلي مناطقهم الأصلية تحت حماية القوات النظامية ، و كل من إستوطن في هذه الأراضي ستنظر الدولة في أمره ، و بالتالي فإن زمن المعسكرات قد أدبر ، و أقبل زمن الإستقرار لأهل دارفور ، فلا يوجد سبب منطقي يدعو للتمسك بهذه المعسكرات بعد الآن ، و على العمد و السلاطين ، في معسكري كلمة و زمزم ، التواصل مع أبنائهم الموجودين في قيادة عبد الواحد محمد نور ، فالرجل هو خارج الشبكة و دارفور في الوقت الراهن تتأهب لمعركة التحرر من نير عبودية الجنجويد و حرس الحدود و الدعم السريع و سياسات الحكومات الوطنية السابقة الخاطئة ، التي أقعدتها عقوداً طويلة عن التطور و النماء ، و هذه المعركة الفاصلة ، يجب أن يشارك فيها كل السودان ، بعد تحرير الجزيرة مباشرة ، ينبغي أن يبدأ تحرير دارفور و كردفان ، فعلى العمد و السلاطين إقناع أبنائهم الموجودين في الحياد من أجل الانضمام لركب داعي الوطن ، و كذلك على السلاطين في جبال النوبة إقناع أبنائهم الموجودين في الحياد للانخراط في داعي الوطن ، و على السودانيين أن يتواثقوا على تحفيز المواطنين في دارفور و جبال النوبة ، و النيل الازرق و شرق السودان ، الذين يمثلون أكثر المتضررين من التهميش في عملية تقسيم السلطة و الثروة في السودان بعد الإستقلال ، و لوضع حد نهائي لهذا الخطأ الاستراتيجي ، و في ظل غياب الرؤية لدى الأحزاب السياسية المتاحة لحكم السودان بسبب ضعفها و حاجتها لوقت طويل لترتيب بيوتها من الداخل من أجل إستعادة زمام الأمور ؛ و تأكد العسكر بأن إحتراف السياسة قد أضر بأدوارها الأساسية ، و كان أحد أهم أسباب الحرب المدمرة بالإضافة لسياستها الخاطئة بتسليح القبائل العربية البدوية ؛ فإن الفرضية المتاحة لإصلاح الدولة السودانية بعد الحرب مباشرةً هي التواثق على تشكيل حكومات كفاءات وطنية ، و أقترح أن يتفق السودانيين على أن يكون عددها أربع حكومات ، مدة كل منها : أربع سنوات ، يقيم البرلمان القومي عمل كل حكومة منها مع إقتراب نصف الفترة ، و يوصي بالاستمرار في حال النجاح في مؤشرات التنمية المستدامة ، و بالحل في حال الفشل ؛ و تقوم اللجنة الوطنية لإعادة هيكلة الخدمة المدنية ، بعملية إختيار الكفاءات الوطنية لشغل المناصب القيادية في الحكومة الإتحادية و الحكومات الولائية ، و يمكن للكفاءة أن يكون مستقلا أو منتميا لكيان حزبي ، طالما قبل بشروط اللجنة الوطنية في التكليف و القاضي بتقديم المصلحة العامة فوق كل اعتبار.. و لما كان اللجوء لحكومات الكفاءات من أهم أسبابها معالجة التهميش في بعض مناطق السودان ، فيجب على اللجنة الوطنية أن ترهن الوزارات المهمة في الحكومة الإتحادية لأبناء هذه المناطق و كذلك منصب حكام الولايات التي يشكلون أغلبية فيها ، و يا حبذا أن تسند هذه المناصب لمن يعود تأريخ تواجدهم في السودان لما قبل العام ١٩٢٤ ، تأريخ ثورة اللواء الأبيض ، لترسيخ قيم المواطنة و الأصالة في السودان ما بعد الحرب ، و لرفع التهميش عن من كان لهم الفضل في تأسيس الدولة السودانية ، و أقصد بالوزارات الإتحادية: المالية ، الداخلية ، الخارجية ، الدفاع ، العدل ، و المناصب الإتحادية المهمة : رئاسة الجمهورية ، رئاسة مجلس الوزراء ، رئاسة المجلس التشريعي القومي ، و المناصب الولائية المهمة : منصب الحاكم ، رئاسة مجلس النواب الولائي.. تقوم اللجنة الوطنية بتدوير هذه المناصب في كل دورة بين أبناء هذه المناطق ، حتى تطمئن بأن الدورات الأربع قد تسنم فيه أبناء هذه المناطق كل المناصب القيادية المهمة في الدولة السودانية ما بعد الحرب ، و على اللجنة تجهيز تشكيلتين في كل دورة من الدورات الأربع ، تحسباً لقرار مجلس النواب القومي بحل الحكومة الإتحادية في نصف الفترة ، لتحل التشكيلة الأحتطاطية محل التشكيلة الأساسية ، أما في حال النجاح ، فتكون التشكيلة الأحتطاطية هي صاحبة الأولوية في الدورة المقبلة ، و تجهز تشكيلة أخرى لنصف الفترة المقبلة ، و هكذا ، حتى تكتمل دورات حكومات الكفاءات الوطنية ، و نكون قد عالجنا مشكلة التهميش بصورة جذرية ، و تكون الكيانات الحزبية في السودان قد رتبت بيوتها و إستعدت للدخول في حلبة الحكم الديمقراطي ، على أن تساعد حكومة الكفاءات الوطنية هذه الكيانات الحزبية على تنظيم نفسها أثناء فترة حكمهم ، عندئذ ، ستكون لكلمات النشيد الوطني السوداني وقع خاص ، و تكون للدولة السودانية ثقل حقيقي ، فاعرف نفسك و قدرها حق قدرها ، بعد ذلك توقع من الآخرين تقديرك التقدير المطلوب : ( نحن جند الله ، جند الوطن ، إن دعا داعي الفداء لن نخن ... نتحدى الموت ، عند المحن ... نشتري المجد ، بأغلى ثمن ... هذه الأرض لنا ، فاليعش سوداننا ... علما ، بين الأمم ... يا بني السودان .. هذا رمزكم .. يحمل العبء ، و يحمي أرضكم ) .