خطر فقر البرامج على الأنظمة السياسية بقلم المهندس أحمد نورين دينق

خطر فقر البرامج على الأنظمة السياسية بقلم المهندس أحمد نورين دينق


12-10-2024, 08:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1733857859&rn=0


Post: #1
Title: خطر فقر البرامج على الأنظمة السياسية بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 12-10-2024, 08:10 PM

07:10 PM December, 10 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



إن البرامج التنموية والخدمية الطموحة هي التي تميز نظام سياسي عن نظيره ، و هي الوقود الذي يحفظ هذه الكيانات ، و متانة النظام أو ضعفه ، مرتبط بهذه الأدوات.. بعض من هذه الأنظمة السياسية تدرك هذه الحقيقة ، و لكن جزء كبير منها ، يغيب عنها هذه الحقيقة بسبب الجهل أو التجاهل ، و لكن من خلال سنين الممارسة السياسية ، تتجلى هذه الحقيقة للعيان .. من كان يعتقد أن نظام الأسد ، و بعد صموده أمام الربيع العربي في العقد الماضي ، فإن مصيره سيكون السقوط بدون إطلاق الرصاص بين الأطراف المختلفة ؟ و لكن ذلك حدث في الأيام القليلة الماضية.. فقد قرر بشار الأسد مغادرة سوريا ، و ترك أمر السلطة فيها للسوريين ، يتنافسون فيها من بعده ، و السؤال المهم في القضية هو : لماذا وضع الاسد نهاية لفترة حكمه دون مقدمات ؟ شخصياً لم أعثر على إجابة شافية للسؤال ، و لكن التشخيص الذي أراه مناسباً هو كون الأسد قد تأكد من فشل برامجه جلها بعد الربيع العربي ، فلم يتعافى الاقتصاد و لا الإجتماع و لا السياسة بعد الربيع العربي ، فكانت المؤشرات سلبية في جميع المجالات ، فكان من الطبيعي أن يدرك المناصرون في الداخل - من خلال فشل البرامج- أن رهانهم عليه كان خاسراً ، و لعل الأسد قد لاحظ ذلك في عيون بطانته ، فبادر هو قبل مبادرة البطانة ، و سيكتب له التاريخ ذلك في صحائفه ، فالرجوع إلي الحق فضيلة ، و باب التوبة مفتوح على مصراعيه قبل بلوغ الروح الحلقوم ، فكان أمامه أن يكابر كما فعل سلفه القذافي في ليبيا ، و لكن مستوى وعيه السياسي من ناحية ، و تضحيات جزء من الشعب السوري من أجل بقائه في الحكم إدبان ثورات الربيع العربي ، هذه المعطيات أرغمته على إتباع أسلوب الرئيس التونسي بن علي في تسليم السلطة بطريقة ميسرة و سهلة ( فهمتكم .. فهمتكم ) .. و يشكر للقوات النظامية السورية أنها قد سلكت نفس طريق القوات النظامية في تونس .. و ماذا بعد عهد بشار الاسد ؟ إن الحكومات الانتقالية القادمة في سوريا أمامها تحديات جسام ، فالتحدي الأول هو توفيق التيارات السياسية في سوريا لصياغة دستور يوافق أهواء و أمزجة سوريا كأمة تحوى معتقدات و إثنيات مختلفة ، و الثاني كسب ود الأطراف الإقليمية والدولية من أجل المساعدة في عملية إعادة إعمار سوريا ، و لعل نموذج الجارتين العراق و تركيا فيها ترياق لسوريا إذا أحسن هضمه سياسياً ، فتركيا يحكمها حزب إسلامي ، و لكن تجد الأحزاب السياسية ذات الاتجاهات الفكرية المخالفة من الحريات ما يمكنها من التطور و المساهمة في المجالات المختلفة ، و العراق ، بعد نظام صدام حسين دخل في حلقة مفرغة من حكومات فاشلة ، لم تخرج منها إلا بعد مجيء حكومة محمد شياع السوداني ، التي أظهرت من البرامج الجادة ما أجبر الشعب على السكوت بعد إن كان معتاداً على التظاهر كل مرة ، و الحكومات الجادة لا تأتي من فراغ ، إنما تأتي من وضع الكفاءات المناسبة في المواقع المناسبة ، و هذا هو أقصر طريق أمام الكيانات السياسية في سوريا . أن المدن و الحواضر التي كانت حواضر في أزمان علو الدولة الإسلامية كبغداد و دمشق و مصر ، لا ينبغي أن تعاني من ويلات الخلافات المذهبية أو الإثنية ، لأنها أعتادت منذ القدم على إحتضان الجميع ، فإذا أعتبر السوريون من التجربتين التركية و العراقية فالنجاح حتماً سيكون حليفهم .