يواجه عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، ورطة حقيقية في ظل التحولات السياسية الإقليمية والدولية. بعد تحالفه مع إيران، يبدو أنه محاصر بين خيارين صعبين: الإستمرار في تحالفه مع ملالي إيران أو البحث عن دعم جديد من الولايات المتحدة، خاصة بعد فوز دونالد ترمب في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة، وإعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عن إحباط خطة إيرانية لاغتيال ترمب.
عودة ترمب إلى السلطة تعني تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، لا سيما تجاه إيران وحلفائها. هذه التحولات تضع دعاة الحرب ومشعليها في السودان في موقف حرج، حيث أن التصعيد العسكري أو دعم الجماعات المسلحة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في ظل السياسة الجديدة لإدارة ترمب.
في هذه الظروف، يجد البرهان نفسه أمام خيارات معقدة. إذا قرر الإستمرار في تحالفه مع إيران، سيواجه تداعيات سلبية على المستوى الدولي، خاصة من جانب الولايات المتحدة. إدارة ترمب ستسعى إلى تنفيذ وعودها بجعل أمريكا القوة العظمى، مما يتضمن فرض ضرائب باهظة على الواردات ومراجعة سياسة المساعدات الخارجية، بالإضافة إلى تشديد الحظر الاقتصادي على إيران وحلفائها، بما في ذلك الجماعات الإسلامية التي تستثمر في الفوضى كما هو الحال في السودان.
هذا الوضع يضع دعاة الحرب في السودان في ورطة حقيقية، حيث أنهم قد يجدون أنفسهم في مواجهة عقوبات صارمة وتضييق على الموارد. الخيارات المتاحة للبرهان قد تؤدي إلى تصعيد الصراع الداخلي، مما يزيد من حالة الاضطراب النفسي التي يعاني منها دعاة الحرب ومشعليها، الذين أصبحوا مفضوحين ومعزولين أمام الرأي العام في الدول الديمقراطية.
الفترة المقبلة ستكون حاسمة، وستضع البرهان بين نارين: إما التحالف مع إيران، مما قد يكلفه الكثير على الصعيد الدولي، أو التخلي عنها والبحث عن دعم جديد من الولايات المتحدة، وهو خيار محفوف بالمخاطر. اتخاذ أي من هذين الخيارين سيكون له عواقب خطيرة، ليس فقط على البرهان، بل على جميع الداعمين للحرب في الداخل والخارج، مما يعكس حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة