* إنضم كيكل إلى ميليشيا الجنجويد بإختياره الحُر.. لكنه انضم إلى الحق للوطن (مجبراً لا بطلاً) كما تروِّج بعض وسائل التواصل الاجتماعي المضلِلة والمضلَلة..
* وقد إنضم للميليشيا، كما يُقال، في يوم ٢٠٢٣/٦/١٥، قائداً عاماً لمتمردي ولاية الجزيرة الكبرى.. و مع إنضمامه، هاجمت الميليشيا مدينة ودمدني، عاصمة الولاية يوم ١٦ ديسمبر.. وعاثت في المدينة وضواحيها فساد المغول،بقيادة هولاكو التتار، في بغداد و ما حواليها..
* و توغلت الميليشيا، في عمق أعماق الجزيرة، تعيث فساداً في الأموال والأرواح.. وتغرس الرعب في الأنفس دون وازع ولا رادع.. و كان كيكل هو المسئولية عن كل تلك الوحشية والدموية الشنيعة..
* و أتى الرادع، بعد حين، في شخص كماشة مغاوير (العمل الخاص)، والكماشة تضيق عليه الخناق باتعاً.. فكان أمامه خياران: إما الإجهاز عليه إجهازاً مذلاً، وإما أن يرفع الراية البيضاء إستسلاماً لسوء الخاتمة الذي سوف تتحدث عنه الجزيرة لسنوات وسنوات..
* أرجوكم، لا تحاولوا اسباغ دور البطل المنقذ لولاية الجزيرة، عليه بعد الآن.. فهو السبب في كل ما أحاق بالولاية من أذى مادي و بشري.. و لا يستحق شعثَ نِعالِ ابن الجزيرة البار.. بل هو ابن الجزيرة العاق الديوث المارق على قيم وأعراف قرى الجزيرة الوادعة في احضان الحقول والمراعي الخضراء.. و هو الذي ظل وبالاً على الجزيرة كلها يومَ خرج من القرية و انضم لميليشيا الجنجويد.. و ظلت قرى الجزيرة تنوء تحت بطشه و هو يقود شرذمة من الأفاقين الذين فتح لهم أبواب مدن وقرى الجزيرة على مصاريعها.. وهو العارف بكل شعاب الولاية ودروبها ووديانها وسهولها وبطاحها..
* و جراء تلك المعرفة المميزة، يهلل بعضنا و يكبرون، ويعللون بأن إنضمامه المزعوم للحق والوطن مكسب عظيم له ما بعده.. لكننا لا نرى في ما حدث من إنضمام مزعوم سوى خراب يباب و دمار أعتى مما كان..
* عن أي حق وعن أي وطن تتكلمون؟ إن حق مواطني الجزيرة لن يضيع كما ظل حق السودان كله يضيع تحت جملة "عفا الله عما سلف! "
* صارت قرية كيكل لا أثر لها اليوم سوى الدماء والدموع، كما هو حال جميع قرى الجزيرة..
* بعودة كيكل، توسعت دوائر الانتقام والوحشية المسعورة.. وتضاعفت حالات الاغتصاب والانتحار الجماعي للفتيات خشية وصمة العار، و يأساً من حياة كريمة ذات قيمة إجتماعية لها معنى، مستقبلاً..
* كان خروج كيكل على الحق والوطن خسارة كبيرة، إلا أن عودته المزعومة إلى الحق والوطن جلبت معها الخسارة الأكبر من أي خسارة يتخيلها أي ضمير حي..
* وكثيراً ما يُشار إلى القتل و الإغنصابات والدمار للمحاصيل في الحقول، وإلى الترحيل القسري الذي واكب هجمات الوحوش الآدمية على القرى.. لكن نادراً ما يُشار إلى حوادث الانتحار التي حدثت في الجزيرة.. و لا إلى ارتفاع وتيرة الانتحار بعد عودة كيكل المزعومة آلى الحق والوطن!
* إستمعتُ إلى سيدة تتحدث عن العلاقة الطيبة بين أسرتها و بين جماعة من ميليشيا الجنجويد.. و أن الجماعة أكلت (الملح والملاح) في بيت الأسرة وشاركت الأسرة في المناسبات الاجتماعية، أيام كان كيكل قائداً للجماعة في ولاية الجزيرة الكبرى.. و بمجرد الانضمام المزعوم للحق والوطن، تغيرت علاقة الجماعة بالقرية كلها، وتحولت إلى عاصفة دموية مدمرة اجتاحت الهدوء الذي كان.. و تمددت إلى جميع مدن وقرى شرق الجزيرة..
* لا أحد أجبر كيكل على الإنتماء لميليشيا الجنجويد.. كان انتماؤه باختياره الحر، كما ذكرنا.. لكن انتماءه المزعوم وارتداءه جلباب الحق والوطن الفضفاض، كان بدافع من الجبن والخور حين أحس بأن مغاوير العمل الخاص يترصدونه، وأنهم على وشك الاجهاز عليه.. فكان ما كان من اتفاق على رفع رية الاستسلام بدعوى العودة للحق والوطن..
* إن هذا الكيكل نذير خراب ودمار على المنطقة، منذ ضلوعه مع ميليشيا الجنجويد (القوية) في التعدي على القيم والمثل والأخلاق وحتى مغادرته لصفوف للميليشيا (المنهارة).. وتقول الوقائع أنه أحدث خراباً لا سابق له في مدن وقرى ولاية الجزيرة الكبرى..
* يقيني أن عقيدة كيكل القتالية هي شهوة السلطة والمال والنفوذ.. وهذه العقيدة لا تزال تلازمه وهو في جلباب الحق والوطن.. وهذا الجلباب الفضفاض أوسع من يحتويه..
* ومع تلك العقيدة القتالية الملازمة له، ظل كيكل حريصاً على الحياة حتى لا يتم (جغمه)، كما تم جغم علي يعقوب و غيره من قادة ميليشيا الجنجويد في الفاشر.. أَ وَ لم يصرِّح في أحد الفيديوهات أن " الفاشر دي كان جابوها هنا في الحصاحيصا، مابمشي ليها!"؟
* ما أجبنك يا كيكل!
- حاشية.. حاشية.. حاشية.. حاشية.. حاشية.. حاشية
- كانت نداءات الاستغاثة هي الطاغية في كل قرية.. لكن من يغيث من، بينما الميليشيا تهاجم الكل بالأسلحة الثقيلة والرشاشات دونتوقف؟ والمجازر البشرية منتشرة في كل شرق الجزيرة.. والجثث ملقاة على الشوارع.. و في بعض القرى، يصاحب التهجيرُ القسري للسكان العنفَ المفرط في بعض القرى..
- إن السكان الذين أجبروا على إخلاء منازلهم وتهجيرهم قسرياً أسعد حالاً من غيرهم، حتى وإن تركوا كل ما يملكون وراءهم عرضةً للنهب والحرق والتدمير.. فممارس العنف الجنسي و اغتصاب النساء أمام الرجال كانا جزءاً من تكتيكات الميليشيا في الحرب النفسية، إسرافاً في كسر شوكة الرجال، وخلق وصمة عار دائمة في المجتمعات التي تغزوها..
- لا نريد سماع مفردة (كيكل البطل)، فكيكل ديوثٌ ووصمةُ عار في جبين جيشنا العظيم، إذا تم ضُمه إلى الجيش بالفعل!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة