التعافِي الوطني شروطه وضرُورته كتبه نضال عبدالوهاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-07-2025, 07:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2024, 03:16 AM

نضال عبدالوهاب
<aنضال عبدالوهاب
تاريخ التسجيل: 04-10-2019
مجموع المشاركات: 295

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التعافِي الوطني شروطه وضرُورته كتبه نضال عبدالوهاب

    03:16 AM September, 25 2024

    سودانيز اون لاين
    نضال عبدالوهاب-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    ورقة مُساهمة مُقدمة من:


    26 سبتمبر 2024

    🔴لكل الشعب السُوداني وقواه السياسِية وفصائله الفاعِلة...

    فتحت هذه الحرب الحالية ، أو ما أُصطلح علي تسميتها بحرب الخامس عشر من أبريل باباً للعديد من الأسئلة الهامة ، والتي دون شك تحتاج إجابات ، و برُغم أنها ليست الحرب الأولي أو الوحيدة في السُودان ، وقد سبقتها عدداً من الحروب ، والتي لم تتوقف في السُودان ومُنذ إستقلاله إلا في فترات محدودة جداً ، شهدت إستقراراً وسلاماً ، ولكنه لم يكُن سلاماً دائماً ، وبعد كل توقيع لإتفاق سلام ، تعود بعده الحرب أشدّ و أشرس ، وقد حدث هذا في حرب الجنوب التي إمتدت علي فترات وكانت الحرب الأطول ، ثم حرب دارفور المُستمرة مُنذ أكثر من ٢٠ عاماً إلي الآن ، وحروبات أقاليم النيل الأزرق وجنوب كُردفان وجبال النوبة ، إضافة إلي الشرق ، بينما تميّزت عنهم الحرب الحالية بأنها حرب شاملة ، إمتدت وبدأت بالمركز في الخرطوم ثم إنتقلت إلي أجزاء واسعة أخري في دارفور والجزيرة وجنوب وغرب وشمال كردفان والنيل الأبيض وإقليم النيل الأزرق ، ولاتزال مُستمرة حتي اللحظة.
    أهمّ الأسئلة التي أوجدتها هذه الحرب هي هل سيستمر السُودان بذات القوام السياسِي وذات الطريق للحُكم؟ ، حتي وإن قُدر لأحد الطرفين المُتقاتلين تحقيق أنتصار عسكري علي الآخر؟ ، وهل سيستمر السُودان بذات التركيبة السُكانية خاصة بعد هجرة ونزوح الملايين؟ ، وهل سيحل آخرون من مناطق أخري مكانهم ( تغيير ديمُغرافي)؟ ، وهل سيستمر السُودان بذات أجزائه وحدوده الحالية؟، أم سيفرض واقع الحرب تقسّيماً جديداً لأقاليم ظلت في حالة من عدم الإستقرار والصراعات المُسلحة حتي قبل الحرب الحالية ؟ ، وهل سيتم التقسيّم علي أساس السيطرة علي الأرض للأطراف المُتحاربة وشرّعية الأمر الواقع لكليهما ؟ ، وخلق واقع يعترف ويتعامل معه المجتمع الدولي ؟ ، أم سيتم هذا بالإتفاق والتفاوض بين الأطراف المُتحاربة؟ ، هل سيتعامل السُودانيون مع واقع جديد يُفرض عليهم ويقبلوا بذلك ؟ ، سواء بالتقسيّم ، أو حتي الإحتلال ، أو بالقبول بالهجرة عنه والنزوح والبحث عن أوطان بديلة ؟ ، هل سيستسلموا أو من تبقي منهم لعودة الإسلاميين والكيزان لسُلطة الامر الواقع العسكرية المُستبدة مرة أخري ؟ ، أم هل سيقبل السُودانيون بمليشيا الجنجويد والدعم السريع كسُلطة أمر واقع إن هي وجدت دعماً دولياً أو قبول خارجي ؟ ، أم هل سيقبل السُودانيون بطرفي الحرب معاً حتي وإن شاركوا المدنيين في السُلطة والحُكم مرة أخري ؟ ، هل سيتخلي السُودانيون عن الثورة وحُلمهم في التغيير علي تتم مُقايضة ذلك بالأمن كما يحاول العسكر وبعض الإسلاميين والكيزان فرض ذلك عليهم من خلال مُعطيات الحرب الحالية ومآلاتها ونتائجها التي يسعون إليها والقضاء علي الثورة؟ ، هل سيتعامل الشعب السُوداني مع قوي سياسِية يعتقد البعض أنها شريكة في الحرب الحالية وتدعم أطرافها ؟؟ ، و السؤال الكبير والجامع هو إذاً هل سيكون السُودان وبعد هذه الحرب الحالية كما كان قبلها ؟؟؟.
    سنحاول الإجابة علي هذه الأسئلة ، والمحاولة للوصول لنتائج تفيّد وتخدم قضايا وقف الحرب وإستدامة السلام والإستقرار والتغيير للأفضل في بلادنا.
    لاشك أن تاريخ الصرّاع السياسِي طويل في السُودان ومُعقد ومُتشعب ، وأن جوهر هذا الصرّاع ظلّ يتخذ طابع الصرّاع علي السُلطة والثروة والموارد في السُودان ، ولكنه ليس محصوراً فيها فقط ، فقد إتخذ أوجه أخري من الصرّاع ، صرّاع ثقافي وإجتماعي وديني ، نتيجة للتنوع الكبير والتعدد الإثني والقبلي ، ورغم التاريخ المُشترك والتعايش الكبير بين كافة المكونات السُودانية ، ولكن لوجود بعض التمييز والتفريق وكنتيجة رئيسية للسيطرة علي السُلطة وإحتكار الوظائف والهيمنة الإقتصادية ، وإفرازات الأنظمة المُتعاقبة الحاكمة سياساتها ، وغياب الديمُقراطية والدستور الوطني الديمُقراطي والإحتكارية السياسِية والخلل في السياسات وإختلالات التنمية وغياب العدالة وعدم توفر مشروع وطني تفلح معه الإدارة الصحيحة للتعدد والتنوع في السُودان ، ظهرت الفوارق والإختلالات والتمييز ، وغياب العدالة الإجتماعية ، مما أنتج الفقر والتهميش والبطالة ، وفي ذات الوقت لعب الصرّاع حول السُلطة حصرها في فئيات سياسِية وإجتماعية مُحددة ، ولعب الموروث الإجتماعي والثقافي أدوار سالبة في تكريس الطائفية والتمييز علي الأساس الأُسري والإجتماعي والقبلي ، ثم علي أساس الهوية والمناطقية والثقافة والدين ، وكُل هذا ولّد صراعات سياسِية ثم أدي لرفع السلاح وتحول الصرّاع إلي صراعات مُسلحة وحروب مُشتعلة ومُستمرة ، وبالتالي ضحايا وضعف عام للدولة في وجود كافة إفرازات الحروب السالبة ، ففشلنا بالمجموع وطوال الحقب السابقة في وضع الطريق لسُودان مُستقر سياسِياً ، فكان الناتج سُودان غير ديمُقراطي ، غياب الدستور الوطني الديمُقراطي ، فُتح الباب مُشرّعاً وبسبب عدم الصبر علي الديمُقراطية وعدم القبول بالآخر أمام الإستبداد السياسِي والحُكم العسكري الديكتاتوري الشمولي ، وحُكم القِلة والفرد ، فظهر القمّع والبطش والقهر وكبت الحريات التي صاحبت كُل الأنظمة العسكرية التي حكمت بلا إستثناء إبتداءاً بحكم الفريق عبود مروراً بمايو وإنتهاءاً بنظام الإسلاميين في ١٩٨٩ بإنقلابهم ثم حتي إلي عهد مابعد الثورة المُتمثل في البرهان وحميدتي والمكون العسكري الميلشياوي.
    وحتي الفترات القليلة التي كانت فيها أنظمة ديمُقراطية عانت من عدم الإستمرارية ، والتطوير والصبر عليها ، وعانت كذلك من الفهم الخاطئ للديمُقراطية نفسها وسلوكها الصحيح في الأفراد والدولة ، وكانت بها هي نفسها العديد من التشوهات ، نتيجة لوجود أحزاب تقليدية وموروثة وذات أساس طائفي وبيوتات ، لم تمارس العدالة في الحُكم ولا في وضع دستور ديمُقراطي به كافة حقوق المواطنة المتساوية الحقيقية ، بل مالت في خلق التقسيّم والتمييز ، وأدخلت الدين والهوية واللغة في الصرّاع السياسِي ، في بلد لايصلح أن يتم حكمه بدستور ديني ، ولا بهوية أُحادية تُفرض علي الجميع المتنوع المُختلف ، فكان الدين نفسه أحد أدوات الصرّاع السياسِي والذي تمت به إجهاض الديمُقراطيات و التأسيس و التكريس للإقصاء والعزّل السياسِي وعدم القبول بالآخر المُختلف ، ونسف مبادئ الحريات في العقيدة والتفكير والتنظيّم السياسِي ، كُل هذه الأخطاء صاحبت التجارب القليلة الديمُقراطية ، وميّزت الأحزاب السياسِية خاصة التقليدية الدينية والطائفية ، فشهدنا ديمُقراطيات كسيحة ومنقوصة ومُختلة وهشة ، وسلوك بعيد عن الديمُقراطية وعدم مؤسسية ، حتي داخل الأحزاب السياسِية ، فتحت الباب نحو الفساد والمحسوبية ، وإنعكس ذلك في السياسات المُتبعة ، وآثارها علي الإقتصاد والمجتمع ، وتم تحزيب وتسييس المؤسسة العسكرية نفسها ، ولأن الإنقلابات العسكرية والأنظمة المُستبدّة الحاكمة بها كانت ليست حكراً علي السُودان ولكنها كانت موجودة في كُل دول العالم الثالث وتلعب إستخبارات الدول الكُبري أيضاً أدواراً في تصديرها لتلك الدول وتحويلها لدول تابعة لها في مرحلة مابعد الإستعمار وبعد الحرب العالمية وفترات التحرر الوطني ووجود المُعسكرين والقطبين الشرقي الإشتراكي الشيّوعي والغربي الرأسمالي بقيادة الولايات المُتحدة والإتحاد السوفيتي ، وإفرازات الحرب الباردة وحالة الإستقطاب العالمي ، كُلها ساهمت أيضاً في خلق الأنظمة التابعة وعلي رأسها الأنظمة الإنقلابية العسكرية ، فتكامل إذاً في عدم الأستقرار السياسِي والصرّاع العاملين الداخلي والخارجي ، وتأرجحت السياسات حتي للأنظمة العسكرية الإنقلابية التي حكمت مابين المُعسكرين الإشتراكي الشيّوعي والرأسمالي الغربي ومحاورهما ، ولم نكن بعيدين كذلك ومُنذ زمن مُبكر لدخول النفوذ الإقليمي الإستخباراتي وسياسات الإحتواء ، خاصة من مصر ، وليبيا ثم تلتها لاحقاً دول الخليج العراق والسعودية والإمارات ، قبل أن تدخل إيران وقطر وتركيا في الصورة خاصة في عهد الكيزان والأسلاميين ، ثم دخول دول أخري إقليمية في هذا الصرّاع وأسهمت في عدم الإستقرار السياسِي أو أوجدت بذور لتغذيته ولصالح دول كبري أخري ، مثل يوغندا وكينيا واثيوبيا وإرتريا وتشاد ، أي معظم جيران السُودان والتي حول حدوده ماقبل الإنفصال للجنوب وبعده ، ولاننسي وجود إسرائيل كذلك القوي ومُعظم الصرّاع الذي نشأ في منطقتي الشرق الأوسط والبحر الأحمر إضافة للقرن الأفريقي.
    كُل هذا العوامل والأسباب داخلياً وخارجياً أسهمت وساعدت في خلق عدم الإستقرار السياسِي للسُودان مُنذ إستقلاله وإلي اليوم ، وبفعل السياسيات الداخلية للأنظمة المُختلفة المُتعاقبة في السُودان أعطت الفرصة للتدخلات الخارجية والإقليمية وحركة المصالح الدولية ، والتي كان يتم تقديمها علي مصالح بلادنا وسيادتها ، ودخل الفساد السياسِي والإقتصادي المُرتبط بتلك الدوائر الخارجية ، كُل ذلك أثر علي بلادنا سلباً ، ثم التحولات العالمية التي حدثت منذ حرب الخليج والحرب في العراق والغزو العراقي للكويت ودخول التحالف الدولي العسكري للمنطقة وتزامن ذلك مع السقوط المدوي المُعسكر الإشتراكي ومرحلة العولمة وإنتصار المُعسكر الغربي الرأسمالي بقيادة الولايات المُتحدة وهيمنة القطب الواحد وظهور الليبرالية الجديدة ونمط الإقتصاد المُرتبط بها وهيمنة الشركات العابرة للدول والقارات ، ثم محاولة فك هذا الإحتكار ودخول روسيا والصين في هذا الإتجاه كمنافس قوي للولايات المُتحدة وحلفائها ، وللسيطرة علي ثروات الشعوب خاصة الأفريقية ودول العالم الثالث ، إضافة لإنجلترا وفرنسا والمانيا أقوي الدول الأوروبية وأصحاب النفوذ فيها ، ومحاولات التقسيّم علي أساس النفوذ وإحتكار الثراوت ، وظهور المحاور الدولية والإقليمية ، وبروز الدول النفطية الخليجية إقتصادياً ولكن مُتحكم في سياساتها وترتبط بذات الصرّاع الدولي الموجود ، ومحاولات إسرائيل لتمديد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وشعار إسرائيل من النيل للفرات ، فكانت إتفاقيات السلام الإبراهيمية وخلق التحالفات الإسرائلية والتي ظاهرها إقتصادي وثقافي ولكن أساسها عسكري لتمديد النفوذ والسيطرة ، فظهرت سياسة الحرب بالوكالة ، والقضاء علي الثورات وإجهاضها ، وجُندت أموال ضخمة للإستقطاب والإختراق الأمني والسياسِي ، وشراء من يسهُل شراؤه ، كل ذلك يدخل ضمن منطق الصرّاع الدولي والإقليمي من أجل المصالح والثروات والنفوذ والهيمنة عليها وإحتكارها ، والسُودان بهذا المنطق هو داخل للأسف وبقوة في هذا الصرّاع ، وكنتيجة مُباشرة لسوء وضعف الأنظمة السابقة والحالية ومن هم كانوا ولايزالون يديرون المشهد ، فتم جرّ السُودان للتبعية ، ليتم فرض مايريده الخارج الدولي والإقليمي بناءاً علي مصالحهم وليس لصالح بلادنا بالقطع وشعبنا وحاضرنا ومُستقبل الأجيال القادمة ، فسناريهوات الإحتلال أو التقسيّم وفرض الوصاية وتكريس التبعية وإضعاف أو إنعدام سيادتنا كدولة أساسها هو هذا التكالب الدولي الإقليمي ومخالبها هم للأسف من أبناء البلد مدنيين وعسكريين سواء بوعيّ منهم وقصد ومصالح ذاتية أو دونه.
    كل ماذكرته أعلاه داخلياً وخارجياً أسهم في الواقع الحالي لبلادنا ، وحول السُودان لبلد غير مُستقر سياسِياً أو كدولة ، ويملؤها الصرّاع والتشرزم والحروبات ، وينتشر فيه خطاب الكراهية ، وتتراكم فيه الغبائن ، وتظهر أسؤا الأخلاق فيه والتردي الإجتماعي وإنتشار الجريمة والفساد.
    هذا الواقع هو الواقع الذي من المُفترض مواجهته من الجميّع بشجاعة وواقعية للوصول لحلول وطنية له تعيد لهذه البلاد إستقرارها وتتوقف به الحروب ويستديم السلام وتتم المحافظة فيه البلاد نفسها ، ووحدتها ، ووقف إبادة شعبها وتهجيره ونزوحه أو إستبداله ، ثم ينفتح فيه الطريق لتبادل سلّمي وديمُقراطي للسُلطة وتنعدم فيه المليشيات وينتهي تعدد الجيوش والوصول فيه لجيش قومي وطني مهني وموحد لايخدم إلا قضايا الدفاع عن السُودان وعن الدستور الديمُقراطي فيه ، ويتم وضع دستور ونظام حكم تتحق بهما العدالة وكافة حقوق المواطنة المتساوية ، وإنهاء التفريق والعنصرية والتمييز ، ويتم نبذ العنف والإنصراف للبناء والتعمير والعيش فيه بكرامة و بتسامح وسلام.

    🔴طريق التعافِي الوطني:

    لتحقيق كُل الذي ذكرته لوقف الحروب نهائياً وفتح طريق الإستقرار السياسِي والمُجتمعي ، ووضعنا كشعب ودولة في طريق البناء والتقدّم والتغيير المُستمر للأفضل ، نحتاج إلي المرور بشروط مُحددة لإنجاز ذلك والنجاح فيه ، وذلك بالآتي:

    ١/التخلص من كُل تركة الماضي ، والأخطاء السياسِية المُتعاقبة التي أدت بنا لهذا المصيرّ الحالي والخطر الكبير الذي يواجهنا كدولة وكشعب
    ٢/لن يكون تخلُصنا من كُل تركة الماضي والأخطاء مفروشاً بالورد وسلِساً وميسوراً ، ولكنه في ذات الوقت ليس عسيراً أو مُستحيلاً.
    ٣/النظر للمُستقبل وعدم التمترُس والإنحباس في الماضي باخطائه وأحقاده ومراراته
    ٤/الإنفتاح جميّعاً علي بعضنا البعض والقبول ببعضنا البعض كسُودانيين ، مُتعددي القبائل والإثنيات والأعراق واللغات والأديان والثقافات والتجارب الإنسانية.
    ٥/الإقرار بأننا حقيقةً جميعنا متساوي الحقوق والواجبات في هذا الوطن وشُركاء فيه ، وله علينا جميّعاً حق ، ونعمل فيه معاً لأجل تلك الحقوق المتساوية وإقرارها دون تعال أو تفرقة أو تمييز بين جميّع السُودانيات والسُودانيين فيه.
    ٦/العمل الجماعي لنبذ العُنف منهجاً وسلوكاً ، للدولة والأفراد ، وتكرييس مبدأ المُساواة فيه أمام القانون وليس هنالك أحداً في كُل الدولة فوق القانون.
    ٧/العمل الجمّاعي لأجل سيادة الوطن والبلاد وتعلية مصالحها ومصالح شعبها علي ماعداها من أي مصالح أُخري ذاتية وشخصية ، خارجية ، أو لكيانات وطوائف وجماعات أو أحزاب أو أي فصيل ومكون إجتماعي أو سياسِي دون الدولة السُودانية الموحدة.

    لكُل هذه المبادئ والشروط للتعافي الوطني ولكي تتحقق مُقدمات وشروط أساسِية من الضروري تحققها وأسبقيتها في الواقع.

    🔴مُقدمات التعافي الوطني:

    ١/ الحوار الوطني السياسِي الشامل دون أي إقصاء للجميّع ، وفق معايير مُحددة وهي:
    *القبول التام بالآخر المُختلف.
    **الإعتراف بأننا كُلنا سُودانيون متساون في هذا الوطن دون تفرقة أو أي تمييز
    ***الإقرار بالأخطاء السياسِية السابقة والإستعداد التام للمُحاسبة عليها في حال ثبوت أو التقديم لمحاكم جنائية أو جهات عدّلية ، أو لإنصاف ضحايا في مواجهة أفراد إرتكبوا جرائم في حقهم
    ****نبذ العُنف منهجاً وسلوكاً والإقرار بذلك
    *****القبول بالتداول السّلمي الديمُقراطي للسُلطة والإعتراف والإقرار العلني بذلك ، والقبول بأي إجراءات يتم الإتفاق عليها لتحقيق هذا الشرط
    ******القبول بأن الدولة وحدها هي من تحتكر العنف ، والقبول بالجيش الوطني الموحد وإنهاء حالة المليشيات وتعدد الجيوش الموازية وبترتيباتها الأمنية وإجراءتها التي سيتم الإتفاق والتوافق عليها
    *******القبول التام بعدم دخول العسكريين والمؤسسة العسكرية بعد إصلاحاتها ، تحت أي مُبرر وخروجهم تماماً من السُلطة ، والقبول فقط بالنظام الديمُّقراطي والتدوال السلمّي لها كسُلطة ومدافعة الجميّع علي الدستور الديمُقراطي الذي سيتم التوصل له لخلق الإستقرار المطلوب.

    أعلاه تلك هي المعايير والشروط التي من المهم أن تسبق الحوار الوطني الشامل.
    🔴نواصل في مُقدمات التعافي الوطني:
    ٢/ إيقاف كُل مظاهر خطاب الكراهية ومايؤدي إليه ومحاربة أي إتجاه لنشره والتعاون التام من الجميّع في ذلك.
    ٣/وقف جميّع الحملات الدعائية والإعلامية التي لاتعمل في إتجاه خلق أجواء صحيّة لهذا الحوار الوطني الشامِل
    ٤/الإتجاه بالكامل للحلول الوطنية الداخلية ، والتعاون مع الخارج والمجتمع الدولي فقط فيما يحقق مصالحنا دون مساس بالسيادة الوطنية أو التبعية أو الوقوع في فخ المحاور الخارجية الدولية والإقليمية.
    ٥/مُشاركة كُل القوي السياسِية الوطنية ، من أحزاب وفصائل سياسِية أو منظمات مجتمع مدني ، أو حركات كفاح مُسلح وفقاً لفاعليتها ووجودها السياسِي وليس فقط من خلال واجهات ، مع وجود أكبر عدد من المُمثلين لكافة القوي السياسِية الوطنية و المُجتمعية من كل البلد و الشخصيات الوطنية القومية ، وتمثيل الشباب والمرأة بعدالة ، كي نخرج بحوار وطني حقيقي يمثل الشعب السُوداني ويفيد حاضره ومُستقبله.
    🔴آلية الحوار الوطني الشامل:

    ١/مؤتمر وطني جامع يتم التحضير الجيّد له بعد إستيفاء كافة مقدامته ومبادئه و معاييره و شروطه.
    ٢/مائدة مُستديرة
    ٣/مؤتمر دستوري
    ويمكن كمقترح الجمّع بين كُل هذه الآليات علي أن تختص كُل إجتماع ومؤتمر فيها ضمن هذه الآليات لمناقشة أجندة مُحددة بتوقيتات وحضور نوعي ومتنوع يُناسب ما سوف يتم نقاشه خلاله للوصول لنتائج تخدم قضية وإتجاه التعافي الوطني وإستقرار البلد حاضره ومُستقبله.

    🔴المُصالحة الوطنية:

    المُصالحة الوطنية يُمكن أن تكون خطوة في سكة التعافي الوطني الشامل ، ولكنها لن تتم إلا وفق شروط المُصالحات الوطنية وفقاً للتجارب الناجحة من حولنا في كُل العالم ، و كذلك وفقاً لتجربتنا الخاصة وتاريخنا السياسِي ، ولا يُعني بها القفز عن تحقيق العدالة أو التغافل عنها ، ولا أن يتم من خلالها تغييب الحقوق لصالح كافة الضحايا في كُل التاريخ الحديث مُنذ الإستقلال وأخطاء كُل الماضي بالقدر الذي يجمّع مابين تحقيق الهدف والغاية الأسمي وهي التعافي الوطني وإستقرار ومصلحة البلاد في إنهاء كافة الحروب والسلام الدائم ، ومابين كافة الحقوق الخاصة لكل السُودانيين بطرق الإعتراف ولجان المُصالحات وجبر الضرر والتعويض وغيرها من أركان تحقيق المُصالحة الوطنية بشكل صحيح ، ولكنها تظل في الأخير هامة لأجل تحقيق التعافي الوطني الشامل والفاعِل.

    🔴أخيراً:
    وفي ختام هذه الورقة والمُساهمة أن ننظر لمُجمل تاريخنا السياسِي ، وما جره علينا كُل هذا الصرّاع والإحتراب كدولة وكشعب ، وماهي الفائدة التي جنيناها من خلاله طوال مايقرُب من سبعين عاماً مُنذ الإستقلال ، وعلينا التعلّم حقيقةً من كافة هذه الدروس ، وتعلية أجندة الوطن والتنادي والتنازل إليه ، والإتجاه للحلول الوطنية التي تحفظ كرامتنا وسيادتنا ووطننا ، وعلينا كما قال نيلسون ماندلا وهو الذي قاوم الفصل العنصري وقاتل حرباً وسلماً التفرقة والتمييز العُنصري في جنوب أفريقيا ودفع ثمن ذلك ٢٨ عاماً في السجون وبعيداً عن الأسرة والعائلة والحياة الطبيعية وبدلاً عن إختيار الإنتقام والتمترس في الماضي لكنه آثر شراء المُستقبل والنظر إليه لأجل بلاد مُعافاة و وطن أفضل للأجيال القادمة ، فعلينا إذاً وكسودانيون التخلص من كُل أخطاء الماضي والنظر للمستقبل وشراؤه لأجل بلادنا والوطن ولأجل التغيير لحياة أفضل للأجيال القادمة ، أجيال الثورة والطمّوح في سُوداننا الحبيب ، وفي وطن موحد ديمُقراطي يسع الجميّع.

    🔴هذه الورقة والمُساهمة مفتوحة ومُتاحة للجميّع للتدوال والنشر والمناقشة والحذف والإضافة والتعديل والتطوير وللفائدة والمصلحة العامة.
    وعاش نضال الشعب السُوداني... وليحيّا السُودان.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de