خرطوم الفن والإبداع والليالي الثقافية تحترق أمام ناظرينا كتبه عبد المنعم هلال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-06-2025, 01:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-15-2024, 02:30 PM

عبد المنعم هلال
<aعبد المنعم هلال
تاريخ التسجيل: 04-07-2014
مجموع المشاركات: 396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خرطوم الفن والإبداع والليالي الثقافية تحترق أمام ناظرينا كتبه عبد المنعم هلال

    02:30 PM September, 15 2024

    سودانيز اون لاين
    عبد المنعم هلال-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    هلال وظلال




    الخرطوم مدينة الثقافة والفن التي لطالما كانت منارة للإبداع السوداني وعاصمة للقاءات الفكرية والفنية تشهد اليوم تراجعاً مؤلماً وسط ألسنة اللهب التي التهمت مختلف جوانب حياتها من المسارح إلى قاعات الفن ومن الليالي الشعرية إلى العروض الموسيقية تعاني الخرطوم من تآكل مؤسساتها الثقافية وسط صراعات سياسية واقتصادية أحالت المدينة من رمز للحياة الإبداعية إلى ساحة للدمار والتراجع ومدينة أشباح تهيم فيها القطط والكلاب.
    الخرطوم عاصمة الفن والجمال التي كانت تضج بالحياة ليست مجرد مدينة عادية بل كانت قلب السودان النابض بالثقافة والفن كانت ملتقى المثقفين ومسرحاً للإبداعات الموسيقية ووجهة لكل من يبحث عن الحوار الثقافي، المسارح مثل المسرح القومي السوداني الذي شهد أفضل العروض المسرحية والأدبية والنوادي الموسيقية التي استضافت كبار الفنانين والموسيقيين كانت رموزاً لحيوية المدينة.
    كانت الخرطوم تحتضن العديد من الفعاليات الثقافية التي تجمع الشعراء والأدباء والمسرحيين والموسيقيين من جميع أنحاء السودان، المنتديات والليالي الثقافية كانت مشهداً مألوفاً في شوارع الخرطوم وأحيائها حيث كان الإبداع يتنفس بحرية ويزهر في كل مكان كل ذلك أصبح ذكرى بعيدة الآن، لكن مع اندلاع الحرب في أبريل 2023 تحولت الخرطوم من مدينة للسلام والإبداع إلى ساحة للمعارك المسلحة اختفى الفن من مسارحها وأغلقت القاعات الفنية أبوابها واضطر الفنانون إلى الهروب أو الصمت القسري. صارت النوتات الموسيقية تختلط بأصوات الانفجارات وغابت الحوارات الفكرية خلف جدران الخوف والصراع.
    مؤسسات الفن والثقافة التي كانت دائمًا مهداً للإبداع السوداني باتت اليوم مهددة بالتلاشي المباني التي كانت تعج بالحياة الفنية أصبحت خاوية على عروشها بينما صار الفنانون يواجهون تحديات لا حصر لها في ممارسة إبداعاتهم الحرب لم تقتصر فقط على تدمير البنية التحتية للمدينة بل ضربت الروح الثقافية التي كانت تميز الخرطوم.
    تحول الكمان إلى بندقية والعود إلى قنبلة ذكية وصوت الجيتار إلى دانات تسقط على رؤوس المواطنين كل صبح وعشية هذا هو الواقع الذي تعيشه الخرطوم اليوم حيث تلاشى صوت الفن والإبداع ليحل محله ضجيج الحرب والدمار في زمن كانت فيه الموسيقى لغة التواصل بين الشعوب والصوت الذي يوحد الأحاسيس ويعبر عن معاناة الناس وأحلامهم أصبحنا الآن شهوداً على إنقلاب المعايير وتحول رموز الجمال إلى أدوات للخراب.
    الفنانون السودانيون كانوا دائماً رمزاً للصمود والابتكار رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهتها البلاد على مر العقود كان الفن دائماً وسيلة للتعبير عن الآمال والأحلام وسلاحاً ضد اليأس والظلم لكن اليوم يجد الفنانون أنفسهم في مواجهة أكبر أزمة حيث لا يستطيعون الوصول إلى مسارحهم ولا إلى جمهورهم الذي كان يغذي إبداعاتهم.
    الكثير من الفنانين والمبدعين السودانيين اضطروا إلى النزوح تماماً كغيرهم من سكان الخرطوم أو مواجهة ظروف اقتصادية صعبة جعلت من ممارسة الفن رفاهية غير متاحة. الصالات والمعارض مغلقة والمسارح مدمرة أو غير صالحة للاستخدام ما حرم الفن من دوره كجسر للتواصل والتعبير في هذه الفترة الحرجة.
    اندثرت الليالي الثقافية التي كانت تجمع السودانيين من مختلف الفئات الإجتماعية والسياسية في قاعات ومسارح الخرطوم، اختفت تلك الليالي التي كانت تعقد فيها الأمسيات الشعرية وتناقش فيها الأعمال الأدبية وتحيا فيها الموسيقى وأطفأت أنوارها تلك الفعاليات التي كانت رمزاً للتنوع والتلاقي بين المثقفين والمبدعين ولم تعد موجودة.
    كانت هذه الليالي بمثابة نقطة تجمع لجيل من المثقفين الذين ساهموا في صياغة الهوية الثقافية للسودان واليوم ومع انهيار البنية التحتية الثقافية يواجه المجتمع السوداني خطر فقدان جزء كبير من تاريخه وهويته الثقافية التي تشكلت عبر تلك اللقاءات الفنية والإبداعية.
    رغم هذه التحديات الكبيرة يبقى الأمل في عودة الفن والإبداع إلى الخرطوم حياً وكما تجاوز الفن السوداني العديد من الأزمات في الماضي يمكن للفنانين السودانيين أن يستعيدوا دورهم في بناء مجتمع يعبر عن تطلعاته وأحلامه من خلال الفن، الثقافة والفن هما صوت الشعب وصوت الحرية الذي لا يمكن كتمه مهما اشتدت الظروف.
    يتطلب الأمر جهداً جماعياً من المثقفين والفنانين السودانيين لإعادة بناء المؤسسات الثقافية التي دمرتها الحرب.
    الفن لا يمكن أن يعيش في فراغ ويحتاج إلى مساحات وبيئة داعمة ليزدهر لذلك يجب أن يكون هناك تركيز على إعادة إعمار تلك المساحات الفنية التي كانت تجسد الهوية الثقافية للخرطوم.
    الخرطوم التي كانت عاصمة الفن والإبداع، تمر اليوم بمرحلة حرجة قد تكون الأسوأ في تاريخها الحديث لكن كما أن النيل يجري من جديد بعد كل فيضان يمكن للخرطوم أن تستعيد بريقها الفني والثقافي إذا توفرت الإرادة الجماعية. على الرغم من أن الخرطوم تحترق الآن أمام ناظرينا إلا أن رماد الحاضر قد يكون بداية لنهضة فنية وثقافية جديدة تضع المدينة في قلب الإبداع الأفريقي والعربي من جديد.
    الخرطوم تنتظر فجراً جديداً نتمنى ان تشرق شمسه قريباً























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de