Post: #1
Title: الإنحطاط الفكري و مآلات إنسداد الأفق كتبه بخيت محمد جمعة ابكر
Author: بخيت محمد جمعة ابكر
Date: 08-17-2024, 08:32 PM
08:32 PM August, 17 2024 سودانيز اون لاين بخيت محمد جمعة ابكر-السودان مكتبتى رابط مختصر
توقف العقل الجمعي للمثقفاتي السوداني عن الإبداع الفكري و المساهمة في معالجة القضايا السودانية العالقة التي خلفتها الأنظمة الحاكمة و التي فشل فيها كل الساسة السودانيين و الأنظمة الحزبية و الأيديولوجيات السياسية اليمينية المتطرفة و الوسطية الأسلامية المتغطية بثوب أيدلوجية اسلاموعروبي الدخلية و العقائدية الإقطاعية البيوتاتية و اليسار المتبني الفكر العلماني و المدني لايجاد حلول موضوعية و نهائية و تحقيق شعارات الإصلاح السياسي و النماء الوطني، إفرازات هذأ الفشل انعكست سلباً على مستوى الاستقرار السياسي و خلقت تشوهات بنيوية في المجتمعات السودانية خاصةً للمناطق الأكثر تحضراً و للذين يعيشون خارج حدود الوطن و هذه التشوهات البنيوية لدي العقل البشري السوداني و توقف منتجات العقل المثقفاتي من إنتشال الإنسان من قاع الهلاك و غياب دور الوطنيين الحقيقيين و المفكرين كمصلحين للمجتمع ساهمت بشكل مذري فى إنتشار الانحطاط الفكري، و تفكك النظام الاجتماعي و العرف السوداني المتبع. مع ظهور وسائل الإعلام الحديثة و منصات التواصل الاجتماعي الحر و تفوق موجهات العولمة و الرأسمالية العالمية التي أخذت دور و مكان الأعلام الوطني الرشيد الموجهة و المسنودة بالقيم الاجتماعية السودانية و غياب القانون و مؤسسات التي تضبط المجتمع و توجهها نحو مستقبل أفضل كثرت النعرات العنصرية و التعالي القبلي و الثقافي كمرض قاتل في أوساط المثقفين الطفيليين و النشطاء السياسيين الذين يخدمون اجندات مصطنعة موجهة لصالح الكهنة الذين شبعوا الفشل و ظهور فئات اخرى جديدة اكثر تشوهاً و انحطاطاً أغلبيتهم فاقد تربوي ، اخلاقي و فكري غير مدرب ينقصه الضوابط و أخلاقيات الذوق العام و القيم السودانية المتوارث تسيطر على المشهد السياسي الأسفيري الإفتراضي (يطلقون علي أنفسهم جزافاً بالنشطاء السياسيين)يمارسون العنف اللفظي باشكالها المختلفة و خطاب العنصرية و العرقية و الجهوية لتحقيق غاياتهم الشوفينية المريضة و الشهرة السطحية. و هذه الفئة المذكورة أعلاه تواجهة ازمة النواقص التربوية و الجهل الذي تؤثر على التحكم في نفيساتهم و عقليتهم، اختارت طريق الخطاب العنصري القبلي الذي يقودهم إلى المحطة التي تحقق عقدهم و الغبن الذي اكتسبوه من مراحل تفشي فيروس الإنحطاط الفكري و خطاب الكراهية عكس الخطاب الفكري الذي يتناول جذور الأزمة السودانية و هذه الفئة الشوفينية التي صنعتهم ظروف الصدفة و ظروف الشتم و السب عبر شاشة التلفونات في المنصات الاجتماعية اتخذت من الفردية والأنانية، مرض أنا عندي كم متابع ، لايك و مشاهدات معبراً نحو التبني بالقضايا الوطنية و أستحوذت على المشهد العام برغم ان هذه الفئة الامكواكية تفتقد القدرة على التعبير النقدي المنطقي، الحنكة ، الحجة و النقد المدعوم بالعلم و المعرفة كل ذلك ساهمت فى ركود الفكري و غياب الوعي الفكري الذي له القدرة على رسم خارطة طريق نحو التغيير و مواجهة الأزمات التي تعيشها مجتمعاتنا و ظروف الحرب الطاحنة التي تمر بها بلادنا و بظهور الخطاب الأمكواكية و المهاترات ادي إلى إغتيال الأصوات التي كانت سائدة في نشر الوعي و الفكر السياسي. للأسف الشديد اغلب فئات المجتمع و الساسة و الحكام صاروا مدمنين بمشاهدة فارقات فئة الفاقد التربوي و الاخلاقي الذين خلقوا ازدحام غير مفيد في المنصات الاجتماعية و طرقات الإستنارة و الوعي و قيادات المجتمع و الدولة اصبحوا يعتمدون على قوالات الذين يسمون أنفسهم بالنشطاء السياسيين جزافاً لان هذه الفئة الجهولة سارات تتحكم في الشهد السياسي و تلعب دور المثقف و محلل سياسي و خبير دارسات استراتيجية و هذا السرطان القاتل انتشر بصورة دراماتيكية في الآونة الاخيرة خاصةً ما بعد ثورة ديسمبر، و اتفاقية جوبا للسلام و مروراً بفترة الحرب الحالي في أوساط المجتمع و اثرت بمستويات كبيرة علي العقل البشري السوداني مع الغياب التام للإعلام المرئي والمسموع الصادق المنضبط الذي يستلزم وجود كادر مدرب مؤهل منضبط في مهنته يتحرك وقفاً للقوانين و الضوابط الاخلاقية الملزمة التي تحكم و تنظم مهنته و غياب ساسة وطنيين غيورين همهم الأول و الأخير الإصلاح السياسي و رفاهية الشعوب و انتجت ظاهرة الامبالاة ،السكل ، التواطؤ و التلكؤ في أوساط القادة السياسيين و الذين يتمسكون بزمام أمور الحكم مما ازدادت حدة الانقسام السياسي و توقف عجلة التغيير الحقيقي و الفشل الذريع في معالجة القضايا العالقة و ايجاد الحلول اللازمة لازمات البلد و كثرت الإنتهازية السياسية و اصبح اغلب الذين يعملون في مؤسسات الدولة و الحكام يتسابقون نحو الكسب الذاتي المادي و السلطوي و بناء العروش العاجية فوق جماجم الناس و ظهور اللصوص يستغلون ظروف الحرب و غياب المؤسسات الحكومية الوطنية الرشيدة مما سهلت عليهم الدخول في القنوات و بؤر الفساد ليتقاسموا ثروات البلاد و يتلاعبون بعقول شعبها علي حساب معاناة الجياع و الضياع و البؤس الذي يعيشه الانسان السوداني في معسكرات الزل و الهوان و الاغتراب القسري المجهول و الشتات المجتمعي الأبدي. 🟩Bakhet Mohammed (Boss) -16/08/2024- UK 🟩
|
|