توقف العقل الجمعي للمثقفاتي السوداني عن الإبداع الفكري و المساهمة في معالجة القضايا السودانية العالقة التي خلفتها الأنظمة الحاكمة و التي فشل فيها كل الساسة السودانيين و الأنظمة الحزبية و الأيديولوجيات السياسية اليمينية المتطرفة و الوسطية الأسلامية المتغطية بثوب أيدلوجية اسلاموعروبي الدخلية و العقائدية الإقطاعية البيوتاتية و اليسار المتبني الفكر العلماني و المدني لايجاد حلول موضوعية و نهائية و تحقيق شعارات الإصلاح السياسي و النماء الوطني، إفرازات هذأ الفشل انعكست سلباً على مستوى الاستقرار السياسي و خلقت تشوهات بنيوية في المجتمعات السودانية خاصةً للمناطق الأكثر تحضراً و للذين يعيشون خارج حدود الوطن و هذه التشوهات البنيوية لدي العقل البشري السوداني و توقف منتجات العقل المثقفاتي من إنتشال الإنسان من قاع الهلاك و غياب دور الوطنيين الحقيقيين و المفكرين كمصلحين للمجتمع ساهمت بشكل مذري فى إنتشار الانحطاط الفكري، و تفكك النظام الاجتماعي و العرف السوداني المتبع. مع ظهور وسائل الإعلام الحديثة و منصات التواصل الاجتماعي الحر و تفوق موجهات العولمة و الرأسمالية العالمية التي أخذت دور و مكان الأعلام الوطني الرشيد الموجهة و المسنودة بالقيم الاجتماعية السودانية و غياب القانون و مؤسسات التي تضبط المجتمع و توجهها نحو مستقبل أفضل كثرت النعرات العنصرية و التعالي القبلي و الثقافي كمرض قاتل في أوساط المثقفين الطفيليين و النشطاء السياسيين الذين يخدمون اجندات مصطنعة موجهة لصالح الكهنة الذين شبعوا الفشل و ظهور فئات اخرى جديدة اكثر تشوهاً و انحطاطاً أغلبيتهم فاقد تربوي ، اخلاقي و فكري غير مدرب ينقصه الضوابط و أخلاقيات الذوق العام و القيم السودانية المتوارث تسيطر على المشهد السياسي الأسفيري الإفتراضي (يطلقون علي أنفسهم جزافاً بالنشطاء السياسيين)يمارسون العنف اللفظي باشكالها المختلفة و خطاب العنصرية و العرقية و الجهوية لتحقيق غاياتهم الشوفينية المريضة و الشهرة السطحية. و هذه الفئة المذكورة أعلاه تواجهة ازمة النواقص التربوية و الجهل الذي تؤثر على التحكم في نفيساتهم و عقليتهم، اختارت طريق الخطاب العنصري القبلي الذي يقودهم إلى المحطة التي تحقق عقدهم و الغبن الذي اكتسبوه من مراحل تفشي فيروس الإنحطاط الفكري و خطاب الكراهية عكس الخطاب الفكري الذي يتناول جذور الأزمة السودانية و هذه الفئة الشوفينية التي صنعتهم ظروف الصدفة و ظروف الشتم و السب عبر شاشة التلفونات في المنصات الاجتماعية اتخذت من الفردية والأنانية، مرض أنا عندي كم متابع ، لايك و مشاهدات معبراً نحو التبني بالقضايا الوطنية و أستحوذت على المشهد العام برغم ان هذه الفئة الامكواكية تفتقد القدرة على التعبير النقدي المنطقي، الحنكة ، الحجة و النقد المدعوم بالعلم و المعرفة كل ذلك ساهمت فى ركود الفكري و غياب الوعي الفكري الذي له القدرة على رسم خارطة طريق نحو التغيير و مواجهة الأزمات التي تعيشها مجتمعاتنا و ظروف الحرب الطاحنة التي تمر بها بلادنا و بظهور الخطاب الأمكواكية و المهاترات ادي إلى إغتيال الأصوات التي كانت سائدة في نشر الوعي و الفكر السياسي. للأسف الشديد اغلب فئات المجتمع و الساسة و الحكام صاروا مدمنين بمشاهدة فارقات فئة الفاقد التربوي و الاخلاقي الذين خلقوا ازدحام غير مفيد في المنصات الاجتماعية و طرقات الإستنارة و الوعي و قيادات المجتمع و الدولة اصبحوا يعتمدون على قوالات الذين يسمون أنفسهم بالنشطاء السياسيين جزافاً لان هذه الفئة الجهولة سارات تتحكم في الشهد السياسي و تلعب دور المثقف و محلل سياسي و خبير دارسات استراتيجية و هذا السرطان القاتل انتشر بصورة دراماتيكية في الآونة الاخيرة خاصةً ما بعد ثورة ديسمبر، و اتفاقية جوبا للسلام و مروراً بفترة الحرب الحالي في أوساط المجتمع و اثرت بمستويات كبيرة علي العقل البشري السوداني مع الغياب التام للإعلام المرئي والمسموع الصادق المنضبط الذي يستلزم وجود كادر مدرب مؤهل منضبط في مهنته يتحرك وقفاً للقوانين و الضوابط الاخلاقية الملزمة التي تحكم و تنظم مهنته و غياب ساسة وطنيين غيورين همهم الأول و الأخير الإصلاح السياسي و رفاهية الشعوب و انتجت ظاهرة الامبالاة ،السكل ، التواطؤ و التلكؤ في أوساط القادة السياسيين و الذين يتمسكون بزمام أمور الحكم مما ازدادت حدة الانقسام السياسي و توقف عجلة التغيير الحقيقي و الفشل الذريع في معالجة القضايا العالقة و ايجاد الحلول اللازمة لازمات البلد و كثرت الإنتهازية السياسية و اصبح اغلب الذين يعملون في مؤسسات الدولة و الحكام يتسابقون نحو الكسب الذاتي المادي و السلطوي و بناء العروش العاجية فوق جماجم الناس و ظهور اللصوص يستغلون ظروف الحرب و غياب المؤسسات الحكومية الوطنية الرشيدة مما سهلت عليهم الدخول في القنوات و بؤر الفساد ليتقاسموا ثروات البلاد و يتلاعبون بعقول شعبها علي حساب معاناة الجياع و الضياع و البؤس الذي يعيشه الانسان السوداني في معسكرات الزل و الهوان و الاغتراب القسري المجهول و الشتات المجتمعي الأبدي. 🟩Bakhet Mohammed (Boss) -16/08/2024- UK 🟩
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة