سوء الظن من حسن الفطن .. تاريخ أمريكا الاسود ومفاوضات جنيف كتبه بهاء جميل

سوء الظن من حسن الفطن .. تاريخ أمريكا الاسود ومفاوضات جنيف كتبه بهاء جميل


08-12-2024, 05:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1723480160&rn=0


Post: #1
Title: سوء الظن من حسن الفطن .. تاريخ أمريكا الاسود ومفاوضات جنيف كتبه بهاء جميل
Author: بهاء جميل
Date: 08-12-2024, 05:29 PM

05:29 PM August, 12 2024

سودانيز اون لاين
بهاء جميل-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




قلنا في مقالات سابقة أن أمريكا ستستخدم الجزرة ، والعصا ، وأنها ستفعل كل ما تستطيع من تلاعب ، ومن مكر ، ومن خداع حتى تقنع الجيش بالذهاب الى جنيف ، لتسوقه بعد ذلك لما اتفقت عليه مع مجموعة أعداء السودان ، قحط أو تقزم ، والدعم السريع ، واللّوبي اليهودي ، وبعض دول الجوار ، وها هو رئيس وفد التشاور محمد بشير أبو نمو يؤكد كلامنا ، ويتحدث عن تعرضهم للتهديد الشديد ، حتى يتخلوا عن كل مطالبهم، ويوافقوا على الطيران الى جنيف صاغرين ، حيث كانوا سيتعرضون لتهديدات أشد ، وأقسى ، من أجل القبول بما يريده الكاوبوي الأمريكي ، وبعض الدول الاخرى كفرنسا ، وبقية حلف الشر ذلك .
واستنادا لما سبق كنا نأمل ، ونتمنى أن يكون وفد التفاوض بالمستوى المطلوب من الحنكة ، والدراية ، والذكاء ، وأن يكون فيه من يعرف كيفية المناورة ، ويكسب الوقت ، ففي مثل هذه المفاوضات ، لا تجدي المواقف الواضحة ، ولا تفيد الآراء الصريحة ، المباشرة ، والاكثر فائدة ، هو التحدث بالعبارات التي تحمل عشرات المعاني ، واستغلال مرونة اللّغة ، في جعل كل المقاصد ممكنة ، والخوض في التفاصيل التي تجعل ما يمكن أن ينتهي في يوم ، ينتهي في أسبوع ، دون الوصول فيه الى نتيجة محددة ، لذلك كان على الوفد أن يكون أكثر تلاعباً ، ومراوغة ، من أجل كسب الوقت ، فالحكومة الامريكية الحالية تلفظ أنفاسها الاخيرة ، ولم يتبقى لها الكثير في سدة الحكم ، واهدار الوقت كان سيمكن من تفويت الفرصة على جميع الخصوم ، حتى لا يتمكنوا من اتخاذ قرار سريع ، محدد ، فأنهاء جولة التشاور في يومين أثنين ، وبذلك الموقف الابلج ، مقابلة لرفض الكاوبوي الامريكي لأبعاد الامارات ، والايجاد ، أعتقد انه ستكون له عواقب كبيرة على الأرض ، فما ستفعله امريكا ، وحلفاؤها من أعداء السودان ، من ابناء السودان ، وغيرهم ، هو انهم سيطلقون يد التمرد ، وسيرفدونه بكل ما يحتاج اليه ، وحتى ما لا يحتاج اليه ، وسيبذلون الغالي ، والنفيس ، وسيحاولون استخدام أوراق الوضع الانساني ، تلك الحجة ، التي اعتادوا أن يحشدوا بها العديد من دول التآمر حولهم ، حتى يشرعنوا ما يتخذوه من قرارات بشان الخص من أجل الضّغط عليه ، واشعاره بأنه فوت فرصا ذهبية لتجنب الخسائر ، فرصا كان يمكنه استغلالها ، والاستفادة منها ، حتى يؤثر ذلك في قرارته المستقبلية ، عندما يعيدوا الكرة .
لقد قالت العرب قديما ان سوء الظن من حسن الفطن ، و الشك في نوايا أمريكا لا يحتاج لسوء ظن ، فأمريكا اثبتت خلال تاريخها الطويل من سياسة السوء ، والاستغلال ، والظلم ، انها اسوأ من أن تحتاج لسوء ظن أحد ، فيكفي أن ينطق أسمها ، حتى تقفز الى الاذهان صورة شيطان ، مريد ، كريه ، لا تحكمه أخلاق ، ولا يقيده وزاع من ضمير ، أو مبادئ ، فهي تعادي كل خير ، وتدعم كل شر ، وهي تحارب كل شريف ، طاهر ، وتناصر كل خائن غادر ، أنه تاريخ أسود من أشعال الحروب ، ومن سرقة المقدرات ومن الكذب باسم الديمقراطية ، وحقوق الانسان ، والعدالة ، والمساواة ، وتلك الشعارات البراقة ، وما العراق ، وافغانستان ، وكوبا ، والفلبين الا أمثلة حية على ذلك ، وتاريخ طويل ، من التدمير ، والتجويع، والحصار ، وازهاق الارواح ، وقتل الابرياء والاطفال ، والاذلال ، وتسفيه الدين ، والمعتقدات ، وما غزة ، وليبيا ، وسوريا ، والسودان الا أمثلة شاهدة على ذلك ، وللأسف هذا التاريخ أغلبه ، وجله ، تمت كتابته على جدران اوطان العالم الاسلامي ، بأجساد ابنائه ، وبدمائهم الطاهرة ، الزكية ، وبدماء شهدائه ، حيث لا يريد الانسان أكثر من الامن ، ولا يبحث عن أكثر من الامان ، ووالله أن غضبنا ليس على أمريكا ، فهي دولة تبحث عن مصالحها ، وهي دولة ميكافيلية القناعة ، ولكن غضبنا على الاغبياء من أبنائنا ، الذين في كل مرة يتجاهلون ، ويتناسون كل ما ذكرنا ، ويصدقون الشيطان ويمشون ورائه ، ويرفعون شعاراته ، ويطالبون بما يريده ، غضبنا على شعوبنا التي من الواجب عليها أن تلتف مباشرة حول كل من تقف أمريكا ضده ، فالقاعدة الواضحة ، الصريحة التي أثبتها الواقع المعاش ، أن من تعاديه امريكا هو الصالح ، وهو الوطني ، وهو الرافض لان يبيع بلده وشعبه ، وقناعاته ، ومبادئه ، وذلك لا يعني بالضرورة أن كل من تهادنه أمريكا هو الطالح ، فأمريكا في الكثير من الاحيان تجد نفسها مضطرة - من اجل مصالحها - لمهادنة ، ومصادقة من لا تريد ، حتى تجد الفرصة لتنقض عليه .
ان المحاولات لن تتوقف لا العسكرية ، ولا محاولات جر السودان الى تفاوض ماكر خادع ، فالمشروع هو المشروع ، وأصحابه لن يتخلوا عنه أبدا ، وما على حكومة السودان أن تفعله هو ما وصي به كل المخلصين حتى تفشل مخططات المتآمرين ، فالمعركة خطيرة ، وكبيرة ، ومستمرة ، وهي تحتاج الى دقة اختيار من توكل لهم مهام إدارة القتال سواء في الميدان ، أو على طاولات المفاوضات ، أو في منصات الاعلام ، ووسائط التواصل الاجتماعي ، أو في ادارة الشأن الداخلي ، من أجل تخفيف المعاناة على من يعانون الامرين من المغلوبين على أمرهم ، فعليك بالمخلصين يا مجلس السيادة عليك بالوطنين الخبراء المتمكنين .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل