قلنا في مقالات سابقة أن أمريكا ستستخدم الجزرة ، والعصا ، وأنها ستفعل كل ما تستطيع من تلاعب ، ومن مكر ، ومن خداع حتى تقنع الجيش بالذهاب الى جنيف ، لتسوقه بعد ذلك لما اتفقت عليه مع مجموعة أعداء السودان ، قحط أو تقزم ، والدعم السريع ، واللّوبي اليهودي ، وبعض دول الجوار ، وها هو رئيس وفد التشاور محمد بشير أبو نمو يؤكد كلامنا ، ويتحدث عن تعرضهم للتهديد الشديد ، حتى يتخلوا عن كل مطالبهم، ويوافقوا على الطيران الى جنيف صاغرين ، حيث كانوا سيتعرضون لتهديدات أشد ، وأقسى ، من أجل القبول بما يريده الكاوبوي الأمريكي ، وبعض الدول الاخرى كفرنسا ، وبقية حلف الشر ذلك . واستنادا لما سبق كنا نأمل ، ونتمنى أن يكون وفد التفاوض بالمستوى المطلوب من الحنكة ، والدراية ، والذكاء ، وأن يكون فيه من يعرف كيفية المناورة ، ويكسب الوقت ، ففي مثل هذه المفاوضات ، لا تجدي المواقف الواضحة ، ولا تفيد الآراء الصريحة ، المباشرة ، والاكثر فائدة ، هو التحدث بالعبارات التي تحمل عشرات المعاني ، واستغلال مرونة اللّغة ، في جعل كل المقاصد ممكنة ، والخوض في التفاصيل التي تجعل ما يمكن أن ينتهي في يوم ، ينتهي في أسبوع ، دون الوصول فيه الى نتيجة محددة ، لذلك كان على الوفد أن يكون أكثر تلاعباً ، ومراوغة ، من أجل كسب الوقت ، فالحكومة الامريكية الحالية تلفظ أنفاسها الاخيرة ، ولم يتبقى لها الكثير في سدة الحكم ، واهدار الوقت كان سيمكن من تفويت الفرصة على جميع الخصوم ، حتى لا يتمكنوا من اتخاذ قرار سريع ، محدد ، فأنهاء جولة التشاور في يومين أثنين ، وبذلك الموقف الابلج ، مقابلة لرفض الكاوبوي الامريكي لأبعاد الامارات ، والايجاد ، أعتقد انه ستكون له عواقب كبيرة على الأرض ، فما ستفعله امريكا ، وحلفاؤها من أعداء السودان ، من ابناء السودان ، وغيرهم ، هو انهم سيطلقون يد التمرد ، وسيرفدونه بكل ما يحتاج اليه ، وحتى ما لا يحتاج اليه ، وسيبذلون الغالي ، والنفيس ، وسيحاولون استخدام أوراق الوضع الانساني ، تلك الحجة ، التي اعتادوا أن يحشدوا بها العديد من دول التآمر حولهم ، حتى يشرعنوا ما يتخذوه من قرارات بشان الخص من أجل الضّغط عليه ، واشعاره بأنه فوت فرصا ذهبية لتجنب الخسائر ، فرصا كان يمكنه استغلالها ، والاستفادة منها ، حتى يؤثر ذلك في قرارته المستقبلية ، عندما يعيدوا الكرة . لقد قالت العرب قديما ان سوء الظن من حسن الفطن ، و الشك في نوايا أمريكا لا يحتاج لسوء ظن ، فأمريكا اثبتت خلال تاريخها الطويل من سياسة السوء ، والاستغلال ، والظلم ، انها اسوأ من أن تحتاج لسوء ظن أحد ، فيكفي أن ينطق أسمها ، حتى تقفز الى الاذهان صورة شيطان ، مريد ، كريه ، لا تحكمه أخلاق ، ولا يقيده وزاع من ضمير ، أو مبادئ ، فهي تعادي كل خير ، وتدعم كل شر ، وهي تحارب كل شريف ، طاهر ، وتناصر كل خائن غادر ، أنه تاريخ أسود من أشعال الحروب ، ومن سرقة المقدرات ومن الكذب باسم الديمقراطية ، وحقوق الانسان ، والعدالة ، والمساواة ، وتلك الشعارات البراقة ، وما العراق ، وافغانستان ، وكوبا ، والفلبين الا أمثلة حية على ذلك ، وتاريخ طويل ، من التدمير ، والتجويع، والحصار ، وازهاق الارواح ، وقتل الابرياء والاطفال ، والاذلال ، وتسفيه الدين ، والمعتقدات ، وما غزة ، وليبيا ، وسوريا ، والسودان الا أمثلة شاهدة على ذلك ، وللأسف هذا التاريخ أغلبه ، وجله ، تمت كتابته على جدران اوطان العالم الاسلامي ، بأجساد ابنائه ، وبدمائهم الطاهرة ، الزكية ، وبدماء شهدائه ، حيث لا يريد الانسان أكثر من الامن ، ولا يبحث عن أكثر من الامان ، ووالله أن غضبنا ليس على أمريكا ، فهي دولة تبحث عن مصالحها ، وهي دولة ميكافيلية القناعة ، ولكن غضبنا على الاغبياء من أبنائنا ، الذين في كل مرة يتجاهلون ، ويتناسون كل ما ذكرنا ، ويصدقون الشيطان ويمشون ورائه ، ويرفعون شعاراته ، ويطالبون بما يريده ، غضبنا على شعوبنا التي من الواجب عليها أن تلتف مباشرة حول كل من تقف أمريكا ضده ، فالقاعدة الواضحة ، الصريحة التي أثبتها الواقع المعاش ، أن من تعاديه امريكا هو الصالح ، وهو الوطني ، وهو الرافض لان يبيع بلده وشعبه ، وقناعاته ، ومبادئه ، وذلك لا يعني بالضرورة أن كل من تهادنه أمريكا هو الطالح ، فأمريكا في الكثير من الاحيان تجد نفسها مضطرة - من اجل مصالحها - لمهادنة ، ومصادقة من لا تريد ، حتى تجد الفرصة لتنقض عليه . ان المحاولات لن تتوقف لا العسكرية ، ولا محاولات جر السودان الى تفاوض ماكر خادع ، فالمشروع هو المشروع ، وأصحابه لن يتخلوا عنه أبدا ، وما على حكومة السودان أن تفعله هو ما وصي به كل المخلصين حتى تفشل مخططات المتآمرين ، فالمعركة خطيرة ، وكبيرة ، ومستمرة ، وهي تحتاج الى دقة اختيار من توكل لهم مهام إدارة القتال سواء في الميدان ، أو على طاولات المفاوضات ، أو في منصات الاعلام ، ووسائط التواصل الاجتماعي ، أو في ادارة الشأن الداخلي ، من أجل تخفيف المعاناة على من يعانون الامرين من المغلوبين على أمرهم ، فعليك بالمخلصين يا مجلس السيادة عليك بالوطنين الخبراء المتمكنين . والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة