امريكا الامس هي امريكا اليوم:مفاوضات جنيف الفخ الكبير كتبه بهاء جميل

امريكا الامس هي امريكا اليوم:مفاوضات جنيف الفخ الكبير كتبه بهاء جميل


08-07-2024, 04:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1723044367&rn=0


Post: #1
Title: امريكا الامس هي امريكا اليوم:مفاوضات جنيف الفخ الكبير كتبه بهاء جميل
Author: بهاء جميل
Date: 08-07-2024, 04:26 PM

04:26 PM August, 07 2024

سودانيز اون لاين
بهاء جميل-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




وامريكا الامس هي ذاتها امريكا اليوم وغدا ، وبعد غد ، ترسم خططها الاستراتيجية لخمسين عام ، ولا تبدل أهدافها ، ولكن تبدل وسائلها ، وطرق الوصول الى تلك الاهداف حسب معطيات الواقع ، وتغيراته ، واتجاهاته .
وأمريكا التي قلنا مراراً ، وتكراراً ، أن قرار ما يخص الشأن السوداني ليس بيدها وحدها ، وانما بيد اللّوبي الصهيوني ، هي ذاتها أمريكا التي تلجم حكومات العالم اليوم عن اتخاذ أي قرارت وعن مجرد الحديث عما يحدث في غزة من قتل ، وتدمير ، وتشريد ، من أجل اليهود .
وامريكا التي تقول اليوم أنها في صف الجيش السوداني ، لن تكون في صفه الا اذا ضمنت أن ذلك الجيش سيكون في صفها ، وفي صف اسرائيل تماما ، والا اذا انصاع لكل ما تريد ، وما تريده دوله الكيان الصهيوني ، كحال جيوش غيره في المنطقة ، فوقتها ستكون هي أول داعميه ليبقى في السلطة ما شاء الله له أن يبقى ، ومع أننا ، والسواد الأعظم من السودانيين نطالب بذلك ، وننادي به خاصة في المرحلة التي تلي وقوف الحرب ، الا أن ذلك سكون كارثة كبرى ، ووبالا على السودان إن تم برضى الامريكان ، وبمباركتهم ، أو بالاتفاق والتنسيق معهم ، فوقتها سيجد الجيش نفسه مضطرا للسير في طرقات لم يكن يظن انه سيسير فيها ، وللدخول في متاهات لا توصل الا الى خسارة السودان للكثير والكثير .
وامريكا التي تصرح بانها تسعى لما يسمى بالتحول الديمقراطي في السودان نطالبها بأن تسعى لذلك في مصر ، او أن تسمح به في دول أخرى إن كانت صادقة فيما تزعم وان كانت لا تتخذ من ذلك مجرد مطية ووسيلة .
وامريكا التي سترعى مفاوضات جنيف - إن حدثت - هي ذاتها امريكا التي ساوت بين الجيش ، وبين الدعم السريع في خطاباتها وفي عقوباتها السابقة كلها ، وهي التي سمحت ، بل وبالتأكيد تواطئت لتوفير السلاح للدعم السريع ليقتل به المواطن البريء ، الذي تزعم الآن أنها تريد أن توصل له الاغاثة ، وتوفر له الامان ، وما يحتاج اليه ، وهي ذاتها صاحبة الخبرة الضخمة في التلاعب بالمصطلحات ، وبالكلمات ، وشراء الذمم ، واستخدام الجزرة ، والعصا ، ودراسة نقاط ضعف الاطراف عن طريق خبراء متمكنين ، واستغلالها اسوا استغلال .
وامريكا التي تقول اليوم أنها في صف الجيش ، والشعب السوداني ، وضد الدعم ، هي أمريكا ذاتها التي قالت بالأمس انها مع وحدة السودان ، وهي نفسها التي أوحت للجميع بان استفتاء جنوب السودان لن يقود الى أي انفصال ، وأنها ستكافئ حكومة المؤتمر الوطني ، برفع اسم السودان من قائمة الدول الرعاية للإرهاب ، التي وضعته هي فيه ظلما ، وجوراً ، من أجل الضّغط عليه للوصول الى ما تريد ، وبعد أن وافقت حكومة البشير على الاستفتاء ، وقبل ترسيم الحدود ، بذلت أكبر جهد ممكن لتقنع الجنوبيين حتى يختاروا الانفصال عن الشمال ، وعندما نالت ما أرادت ، لم ترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، بل زادت الحصار، والتضييق عليه ، وهي ذاتها امريكا التي دفع لها حمدوك رئيس الوزراء السابق الذي كان أحد اسباب ما يحدث في السودان الان من دمار ملايين الدولارات ، بسبب حادثة لم يكن للسودان أي دخل فيها ، ثم أعرضت عنه بعد ذلك ، ولم توفي له بما وعدت ، مع أنه كان أحد لاعبيها الكبار .
وانا أؤكد ، واقطع جازما ، أن أمريكا وقبل ان تدعو لذلك التفاوض ، قد رسمت خططها سرا مع اسرائيل ، والامارات ، وقحط ، والدعم السريع ، ومع كل صاحب هدف قذر في السودان ، أياً كان ذلك الهدف ، وانها ستسعي لتحقيق اهداف تلك الخطط ، بذات الطرق التي تمارسها من المكر ، والخداع ، والتلاعب ، والايحاء ، والايهام ، وان اسوأ ما يفعله الجيش الان هو القبول بالذهاب الى تفاوض تكون امريكا راعية له ، وتكون احدى الدول المشاركة في مذبحة الشعب السوداني وتشريده ، طرفا فيه فهي وتلك وهم ، قد يئسوا جميعا من الوصول الى ما يريدون عن طريق المعارك ، والقتال ، ولذلك هم اليوم يبدلون الوسيلة ، فقط الوسيلة ، ولكن الاهداف ثابتة .
وأمريكا تعرف جيدا أن الجيش السوداني - الذي تفادى تكوين أي حكومة حتى الآن ولا نعرف لماذا - تنقص افراده الخبرة ، والدراية الكافية بالمفاوضات ، وأجوائها ، وصراعاتها ، ومعاركها ، وأنها ستكون قادرة على تمرير أجندتها من بين أيادي مفاوضيه بكل سهولة ، ويسر ، وهي ستختار لذلك أفضل كفاءاتها .
والجيش السوداني الذي هو في موقف القوة الان ، يلعب بالنار بالقبول بالذهاب الى جنيف ، للانخراط في تفاوض ليس هو في حاجة اليه ، فالجيش لا يحتاج إلى أكثر من تسليح المتبقين من الاوفياء ، الصادقين ،المخلصين من أبناء الشعب السوداني ، ثم يعلن بعدها أنه لن يتفاوض مع أحد في أي مكان ، وأن أفراد الدعم السريع إن ارادوا تفاوضا ، فليكن ذلك التفاوض داخل السودان ، ودون تدخل ، أو رعاية من أي دولة اخرى ، مهمن تكن تلك الدولة ، والا فأنها الحرب ، حتى ينتهي ما تبقى من جيوب المليشيا ، ووالله لو فعل الجيش ذلك لوقفت امريكا عند حدها ، ولوضع ما تبقى من قوات الدعم السلاح واتوا مسالمين .
اننا مع السلام والشعب السوداني كله معه ، ولكننا مع السلام العادل الذي يجلب للسودان الامن ، والعدل ، ووحدة النسيج الاجتماعي ، ولسنا مع سلام تكون نتيجته اسوا مما يحدث الان ، سلام تكون عواقبه في المستقبل ان يفقد الامن دون امل في عودته ، وان يسود ظلم لا قدرة لاحد على رده ، وأن ينتشر فساد لا قوة لاحد على استئصاله ، وان يستباح جسد السودان للطامعين فيه حتى ينهشوا ما يريدون من لحمه ومن شرفه ومن عزته .
ان ابناء الدعم السريع هو ابناء الوطن ، وهم احد اركان قوته ان عادوا الى ربهم ، ورشدهم ، وعملوا بما امرهم به دينهم ومبادئ امتهم ، وان جنحوا للسلم فاجنح لها ولكن الجنوح يجب ان يكون هو الجنوح الذي وصى به الدين ، لا الجنوح الذي تسعى اليه امريكا وعملاؤها واذنابها .
الا هل بلغنا ، اللهم فاشهد