البند الأساس في مفاوضات جنيف : آليات خروج الجميع من السلطة بقلم المهندس أحمد نورين دينق

البند الأساس في مفاوضات جنيف : آليات خروج الجميع من السلطة بقلم المهندس أحمد نورين دينق


08-06-2024, 11:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1722940947&rn=0


Post: #1
Title: البند الأساس في مفاوضات جنيف : آليات خروج الجميع من السلطة بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 08-06-2024, 11:42 AM

11:42 AM August, 06 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



التفاوض و الحوار من أساسيات العمل السياسي ؛ و لكن يفترض أن يكون بعد تجريب الطرق الأخرى ، حتى يكون له من الأهمية ما يجعل نتائجه فرض عين على جميع الأطراف المعنية.. و في حال السودان ، فبعد تجريب آ لية الحرب ، و معرفة جزء كبير من تبعاتها ، فلا مناص من اللجوء في الأخير لآلية التفاوض ، من أجل إيجاد مخرج آمن للأمة السودانية .. و الأهم في عمليات الحوار السياسي هي أجندة التفاوض الأساسية ، و هي غالبا تستجلب من خلال التحليل العميق للمسببات الأساسية للأزمة السياسية ، فكلما صادفت هذه الأجندة مسسبات الأزمات ، فإن النجاح يكون مصير محتوم عند تطبيق مقررات الحوار في ميادين العمل السياسي ، و العكس عند الفشل في التشخيص الصحيح لأساسيات الصراعات السياسية . إن من أسباب فشل أتفاق سلام السودان الذي وقع في العام ٢٠١٩ ؛ إشراك المكون العسكري في الحكم ؛ و إشراك الأحزاب السياسية و هي غير جاهزة لتحمل مسؤوليات الحكم و قد إبتعدت عنها زمانا طويلا ، فالعسكر قد حكموا السودان منذ الاستقلال و حتى الآن ، و لم يستفد السودان من حكمهم غير تراكم الازمات السياسية و التي أفضت إلى إنفصال جنوب السودان ، و الأحزاب السياسية ، في الفترات التي سنحت لهم بالحكم ، لم يظهروا للشعب من الجدية شيئاً إلا التشاكس و الخصام ، فهذا يرفض الائتلاف ، و ذاك ينسلخ عنه ، و ظهور كتلة المستقلين في الجامعات والمعاهد السودانية هو نتيجة لفشل العمل الحزبي الواضح في السودان ، فميل الأحزاب صار أقرب للقبائل و للعشائر أكثر من الوطن ، و لما كان دور العسكر الأساس في الأوطان المعروفة هو حماية الحدود و الحفاظ على الدستور ، كان دورهم عند تسلطهم على السلطة كدور سائق تحت التمرين تولى مسؤولية قيادة العربة ، غصباً عمن هم أكفأ منه في العمل ، فكيف تنجح دولة تحت قيادة سائق تحت التمرين ؟ إن الحرب الضروس الحالية هي نتيجة طبيعية لشعب أهمل و سلم أمره لسائق تحت التمرين لمدة ستة عقود كاملة ، كان يتفرج و يمتعض فقط للجرائم التي تقترف في بقية أجزاء الوطن بسبب القيادة غير المسؤولة لسائق تحت التمرين ، حتى وصلت هذه الجرائم إلى صرة الوطن ، و بعدها أدرك الخطر بعد فوات الأوان ، فتعرض لنفس نوعية الجرائم التي كان يظن واهما أنها حكرا على الأطراف ، و ما درى ، أن أساس الجرائم هي تولى الحكم سائق تحت التمرين ، فغابت العدالة . حتى تنجح مفاوضات جنيف ، ينبغي أن تكون الأجندة الأساسية هي : آليات خروج العسكر و الأحزاب السياسية من السلطة ، و آليات تسلم الشعب سلطته عبر حكومات تكنو قراط ، تتولى الحكم بديلاً للأحزاب و العسكر ، و أن تساعد الأسرة الدولية هذه الحكومات على إرساء دعائم الحكم المدني ، فتبني لها أجهزة نظامية بدمج ما صلح من القوات المسلحة و الحركات المسلحة و الدعم السريع في جيش قومي واحد ، و تكوين قوات شرطة بمستوى قوة FBI الأمريكية و نشرها في أقاليم السودان المختلفة ، و أن تساعد هذه الحكومات في تكوين أحزاب جديدة من مخلفات الأحزاب السياسية الحالية ، تتولى مسؤولية قيادة البلاد بعد بلوغ سن الرشد السياسي ، بديلاً لحكومات الكفاءات السابقة ، و أن تساعد هذه الحكومات الحركات المسلحة ماليا حتى تنخرط كليا في الأحزاب السياسية الجديدة ، و يندمج من يرغب من عناصرها في القوات النظامية الجديدة ، و أن تفتح الباب واسعاً أمام من يرغب من القوات النظامية في ممارسة العمل السياسي شريطة أن يخلي خانته في القوات النظامية ، و ينخرط بعدها في العمل السياسي كشخص مدني حر . . فإذا طوت جنيف صفحة قيادة سائق تحت التمرين ، و طوت صفحة قيادة الأحزاب السياسية المتشاكسة لصالح حكومات تكنو قراط ، و بعد ذلك أعانتهم بالخبرات الدولية و المساعدات المالية ، فيمكنها أن تغير واقع السودان للأفضل بلا ريب .