Post: #1
Title: اليأس يُبطل مشروع عرب الشتات!! كتبه محمد الصادق
Author: محمد الصادق
Date: 07-20-2024, 12:28 PM
12:28 PM July, 20 2024 سودانيز اون لاين محمد الصادق-السودان مكتبتى رابط مختصر
في الماضي القريب خاض الجيش حربا طويلة ضد التمرد في الجنوب، والذي حولته الحكومة في وقت لاحق إلي صراع ديني عرقي، وزعمت أنه حرب علي الإسلام، وجنّدت الآلاف من طلبة الجامعات ليدافعوا عن دينهم !! وبعد إتفاقية السلام ظهر منبر عنصري ادّعي أن الجنوبيين يختلفون عنّا في الدين والثقافة والعادات والسحنات، واتخذ له منبرا اعلاميا نجح للأسف في اقناع الجنوبيين والشماليين بالإنفصال. وما شجع الجنوبيين علي الإنسياق وراء تلك الإدعاءات وجود آبار البترول بأراضيهم !! ولكن لا يمكن انكار أن تمرد الجنوب كان يضم بعض قبائل الشمال، والحركة الشعبية (شمال) إنما كانت جزء من ال SPLM، وجيشها إنما كان جزء من ال SPLA. للأسف الحكومة استخدمت نفس الأسلوب مع تمرد دارفور، فأنشأت مليشيا الجنجويد، نواة الدعم السريع، حيث ُجيّشت قبائل (العرب) لمواجهة قبائل (الزرقة)، حتي يُفشلوا مشروع كبير وخطير هو مشروع: (دولة الزغاوة الكبرَي) !! مع أن حركات التمرد كلها كانت قومية تضم مختلف القبائل، تجمعها مطالب سياسية وتنموية، ومسمياتها تدل علي ذلك، (حركة تحرير السودان)، (حركة العدل والمساواة) ... الخ. السلطات في ذلك الوقت لجأت للحلول السهلة، فبدلا من الإستماع لمطالب المتمردين والنظر في إمكانية تحقيقها، فضلت الحكومة أن تضرب قبائل المنطقة بعضها ببعض، مما ساعد علي تكريس القبلية وتنامي النزاعات القبلية التي لا زال بعضها مستمرا. والآن للأسف يروّج بعض الصحافيين لمشروع وهمي يكرّس أيضا للقبلية ويصب الزيت علي النار، فزعموا أن هناك ما أسموه (مشروع دولة عرب الشتات الكبري) !! الذي يطمح لجمع القوميات العربية المتناثرة في عدد من الدول الأفريقية، وتوطينهم في دولة واحدة، والغريب.. أنهم يستدلون علي وجود تلك النوايا فقط بما يرونه من تمدد قوات الدعم السريع، وإحكام سيطرتها على إقليم دارفور وتمددها في كردفان والإقليم الأوسط وإنطلاقها جنوباً وشرقاً وصولاً إلى الحدود الإثيوبية، ويزعمون أن هذا يعنى حرصهم علي ضم مناطق الثروات الحيوانية والمعدنية في غرب البلاد، بالإضافة إلي ضم أالأراضي الزراعية الخصبة في الجزيرة والقضارف !! فإذا إفترضنا صحة هذا السيناريو، فإن سيناريو تجريم تنسيقية تقدم يبطل تلقائيا، ويكون الجيش قد ضيّع فرصة وجود حكومة وطنية ذات ثقل سياسي تضعف موقف الدعم السريع في المحافل الدولية وتمنع عنه الدعم اللوجستي. الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها، أن الحرب كانت نتيجة لإنقلاب اكتوبر، لكن السؤال: هل كان الإنقلاب نتيجة لإنقسام القوي السياسية، أم أنه طمع (طبيعي) للعسكر في السلطة. وسواء كان هذا أو ذاك يبدو واضحا أن بعض القوي السياسية - وليست كلها - متورطة.. في (استمالة) الدعم السريع للتنصل من دعمه لإنقلاب اكتوبر، لكن في نفس الوقت هذا لا يعني أنها هي من دفعت القوات الي الحرب، علي الرغم من سعيهم في البداية للإستعانة بقوات عبد الواحد والحلو، وبالرغم من أن تحالف المعارضة الشمالية كان لديه قوات عسكرية قبل عشرين عاما بقيادة الراحل العميد عبد العزيز خالد، وقد استطاعت السيطرة علي بعض المناطق مثل منطقة همشكوريب في الشرق. بعد انقلاب اكتوبر كان بعض قيادات الأحزاب يردد عبارة: (ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة) وربما دفعهم إلي قول ذلك حالة اليأس وال################ التي انتابت الإحزاب من (كثرة) الإنقلابات العسكرية، ومن تطاول أمد الحكم العسكري، فمن جملة ٦٨ عاما هي عمر الإستقلال استأثر العسكر ب ٥٨ عاما من الحكم. ربما كان أولئك القادة المستعجلون يستبعدون حدوث الحرب، والظاهر أنهم لم يتحسّبوا إلي أن العسكر نَفَسهم قصير، وأكثر منهم استعجالا !!
□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة <<< =======
نذكّر بالدعاء علي الظالمين في كل الأوقات ..وفي الصلاة وخاصة في القنوت بعد الركعة الثانية في الصبح (سِراً) علي الذين سفكوا الدماء واستحيوا النساء واخرجوا الناس من ديارهم وساموهم سوء العذاب وعلي كل من أعان علي ذلك بأدني فعل أو قول فالله .. لا يهمل ودعاء المظلوم مستجاب ما في ذلك شك
_______مقالات سابقة:
تهافت الصحافيين السودانيين https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1717091274.html
|
|