أولاً عليّا الإعتراف أن المُتابعة اليومية لأجل التوصل لحلول لأزمات بلادنا وعلي رأسها الحرب الحالية مسألة مُنهكة ومُرهقة للحد البعيد جسدياً ونفسياَ وصحيّاً ، خاصةً لأمثالي ممن هم خارج أي إطار تنظيّمي حزبي حالياً أو في كيان وتيار مُنظّم فيه أدوار ومهام مُحددة لتخفيف الأعباء وتقليل المجهود وتشاركه مع آخرين ، إلا أنه ومع هذا ليس هنالك بُد من الإستمرار ، لأنه وفي كُل ثانية تمّر هنالك شخص يموت أو يُجرح أو يُفقد أو فتاة وسيدة تُغتصب ، ومريض يحتاج العلاج ومجموعات تنزح ووو ... غيرها من مآسي الحرب الكارثية الحالية التي إجتاحت بلادنا وأصبحت وسيلة تكسُب لكثيرين ممن يشعلونها ويشتركون فيها ، أو وسيلة سياسية يستخدمها طرفي الحرب للبقاء في السُلطة ودائرتها لدرجة أن يُصرح أحدهم من مُجرمي الحرب وقائديها ، بأنها وإن إستمرت ١٠٠ عام فلن يتم التفاوض أو حتي التوصل لهدنة ( ومعلوم لماذا الهُدنة ) فهي من أجل إغاثة الناس وتأمين أمانهم للتحرك والنجاة ، حتي يتم الحسم العسكري للمعركة ، وفي تيئيس للسُودانيين ورسالة سالبة أن لاتنتظروا وقف الحرب قريباً ، خاصة في عدم مقدرتهم الواضحة لحسمها عسكرياً. عملنا لأجل محاولات إيقاف الحرب وطرق أبواب الحلول المُختلفة ، وتوحيد جميع القوي السياسِية والثورية لأجل العمل الجماعي لوقفها ، ظلّ يصطدم بسببين رئيسين في تقديري ، وهما: ١/ضعف الإرادة السياسِية أو غيابها لكافة القوي السياسِية والمكونات المُختلفة ٢/إنعدام الثقة مابين نفس تلك القوي السياسِية والمكونات المدنية والثورية
فالفشل في التوصل لوحدة للعمل الفاعِل المُفضي والمُثمر لنتائج تُساهم في حلول صحيحة ومُتفق عليها لوقف الحرب و وقف مُعاناة السُودانيين ، يرجع بدرجة رئيسية لهذين العاملين أو السببين. فضُعف الأرادة السياسِية بلا شك وإنعدامها في كثير من الأحيان ساهم في تطويل أمد الحرب ، وفي التوصل لطريق يجمعنا كقوي سياسِية ومدنية وفاعِلين ، برُّغم واقع الحال الذي صنعته هذه الحرب ، والخطر الكبير علي وجود البلد نفسها وأهله الذين يتعرضون للإبادة والتشريّد جراؤها وفي كُل لحظة ، فالفشل في التوصل حتي لجلسات حوار أو تبادل رأي ، أو إتفاق علي صيغة للعمل مع بعضنا البعض ، وفي أشياء لايجدر أن تكون محل إختلاف هو ظاهرة أصل حدوثها هو ضُعف أو غياب الإرادة السياسِية وبالتالي عدم المقدرة علي الفعل المُنتج الإيجابي ، والذي يُشعر جماهير الشعب السُوداني وكافة فئاته وقطاعاته ومُجتمعاته بقليل من الطُمأنينة ويبعث فيها الأمل للخلاص من هذه الحرب وتلك المُعاناة. السبب الآخر وهو إنعدام الثقة ، وهذه واضحة في حالة التباعد الكبير وعدم القُدرة أيضاً علي تجاوز الكثير من المرارات وحالات الحنق والغضب والتخندق في المواقف والأراء وعدم تجاوز كُل ذلك لأجل الوطن وشعوب السُودان ، ولذلك فشلنا في تخطي حالة الإحتقان والإستقطاب ، لأننا لانستمع لبعضنا البعض ولانقبل بعضنا البعض ، ونصّر علي "تغليط" الآخرين وبإستمرار ، مما خلق حالة يصعب معها التجاوز ، ولاحتي إمعان العقل والحكمة والقيادة المسؤولة بواجباتها نحو البلد والسُودانيين ، وإنعكست أزمة عدم الثقة هذه مابين القوي السياسِية والمكونات المدنية والثورية علي الشعب نفسه الذي أصبح غالبيته لايثق في هذه القوي السياسِية كي تساهم في إنتشال البلد من هذه الحالة وتتوقف هذه الحرب ومُعاناتها ، والكثيرون أصبحوا يرددون ( ثقتنا بقت في الله بس ) لافي قوي سياسِية لاقيادة سياسِية لامدنية ولاعسكرية!. إذاً للخروج من هذه الحالة نحو وحدة فاعِلة للقوي السياسِية والمكونات المدنية والثورية ، فهذا يتطلب إنهاء مسألتي ضُعف الإرادة السياسِية ، وإنعدام الثقة ، وهذا أمر ليس إختياري لكي نتخطي هذه المرحلة الصعبة في كُل تاريخنا الوطني والسياسِي ، وإنما هو فرض ومسؤولية ودونه فقدان البلاد والشعوب السُودانية من عليه حاضراً ومُستقبلاً. الإرتفاع لمستوي المسؤولية يجعلنا نخاطب أنفسنا والجميّع بضرورة تعلية الأرادة السياسِية والوطنية لأقصي درجاتها لجميّع القوي المدنية السياسِية والوطنية ، والعمل الجاد علي خلق الثقة التي تحتاج لمجهودات حقيقية في التجاوز لكل حالات الإحتقان والإستقطاب وخطابات الكراهية وإستبدالها بمستويات إيجابية ذات فائدة في التعاملات مابين كُل هذه القوي لصالح أجندة الوطن فقط ومصالحه العُليا ، ودون الركون للأجندة الذاتية أو الحزبيّة والخاصة بتلك المكونات وكل هذه القوي. أخيراً ندعوا الجميّع لفتح صفحات جديدة تُمهد لمرحلة جديدة من العمل الجماعِي المُخلص والجاد والمُثمر لصالح بلادنا ولكافة شعبنا. ١٥ يوليو ٢٠٢٤
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة