بسم الله الرحمن الرحيم " وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
لقد تحدثنا في الحلقة الاولى، والحلقة الثانية، عن الواقع الحضاري من حيث الدين، والواقع الحضاري اليوم المتمثل في الحضارة الغربية السائدة .. وخلصنا إلى اننا اليوم نعيش في فترة من انقطاع الرسل، والدين يحتاج إلى بعث .. وهذا البعث لا يكون إلا في مستوى التحديات التي يفرزها الواقع الحضاري .. والبعث، اي بعث ديني، يحتاج إلى رسول من الله، يأذن له بهذا البعث .. وبعد ختم النبوة، لم تعد البشرية تحتاج إلى وحي جديد، فالرسالة الجديدة لا بد أن تكون من داخل القرآن نفسه .. وعلى الرغم من ان الله تعالى يقول "وَلِكُلِّ أُمَّةٍۢ رَّسُولٌ" .. يقول " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ" .. إلا ان جماعة الإخوان المسلمين يريدون بعث الدين من غير رسول من الله، ولا إذن منه تعالى، ولذلك هم منذ البداية خارج الدين بصورة مبدئية عامة، ويعملون على نقض سنة الله تعالى في إرسال الرسل كلما كانت هنالك حاجة إلى بعث جديد .. ومعلوم ان الرسول المبشر به هو المسيح، الإخوان المسلمون يعلمون ذلك، ولكنهم يريدون قيام أمر الله قبل وقته، وهذا مستحيل " أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ " .. استعجال أمر الله شِرك، ومن المستحيل أن يأتي أمر الله قبل وقته، وقبل المأذون.. ومفارقة أخرى خطيرة للجماعة، هي انهم يريدون بعث الدين كجماعة، وهذا مستحيل!! فالبعث لا يكون إلا عن طريق فرد، لأننا لا نلاقي الله إلا فرادى، وقد جرت بذلك سنة الله في جميع الرسالات السابقة. الموقف من المعصوم : قد رأينا كيف انهم ابعدوا الله تعالى من ان يقيم دينه عن طريق الرسول الذي يختاره، في الوقت الذي يحدده هو!! والآن لنرى موقفهم من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. يقول الاستاذ سيد قطب، من كتابه (معالم في الطريق): (إن قرآن هذه الدعوة بين أيدينا، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهديه العملي، وسيرته الكريمة بين أيدينا كذلك، كما كانت بين أيدي ذلك الجيل الأول، الذي لم يتكرر في التاريخ .. ولم يغب إلا شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل هذا هو السر؟ لو كان وجود شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتما لقيام هذه الدعوة وإتيانها ثمرتها، ما جعلها الله دعوة للناس كافة، وما جعلها آخر رسالة، وما وكل إليها أمر الناس في هذه الارض ولآخر الزمان) .. فسيد قطب يرى ان غياب شخص رسول الله لا يفسر غياب المجتمع الإسلامي الذي كان عليه الأصحاب!! إذا ما هو السر؟! يرى سيد قطب ان السر هو غياب "شعور التلقي للتنفيذ" .. وإستبداله بـ"منهج التلقي للدراسة والإتباع" .. وعنده المنهج الأول أخرج جيل الصحابة، والثاني أخرج الأجيال التي تليه .. فسيد قطب يريد أن يقول إن كل شيء جاهز لإقامة مجتمع مثل مجتمع الصحابة، فإذا أخذنا بمنهج (التلقي للتنفيذ)، يمكن إعادة ذلك المجتمع .. تلقي ماذا لينفذ؟! هو يقصد تلقي القرآن، وتلقي الحديث .. ولكن القرآن مثاني، وفيه ناسخ ومنسوخ، فما الذي نعمل به؟! القرآن فيه آية السيف " فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلْأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ" .. وهي ناسخة لجميع آيات الإسماح.. والقرآن فيه: " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" .. ومن المستحيل الأخذ بهما معا.. فماذا نأخذ من الآيات، ولماذا؟ إن إجابة سيد قطب، وكل جماعات الهوس الديني، النظرية والعملية، هي الأخذ بآية السيف!! إذاً لماذا أنزل الله آيات الإسماح، وهي كثيرة في القرآن؟ ولماذا أبطل الله عمليا دور الحرب في الواقع الحضاري المعاصر، كما بينا في الحلقة السابقة؟ ولماذا ختم الله تعالى النبوة؟ ختم الله النبوة لأن كل ما يريد أن يوحيه إلى أهل الأرض استقر في القرآن بين دفتي المصحف، فلن يأتي جبريل بوحي جديد، وبذلك انتهت الرسالة التي يمكن أن تقوم على وحي جديد .. ولكن الرسالة من حيث هي لم تنتهي كما يفهم سيد قطب وأصحابه، وإنما أصبحت من القرآن نفسه .. ومعلوم عند جميع الفرق الإسلامية، البشارة بمجيء المسيح .. ومهما كان الفهم، المسيح رسول وهو لن يأتي بشيء خارج عن القرآن .. ورسالة المسيح هي قمة رسالات السماء، وتقوم على أصول القرآن، على عكس دعوة الإخوان المسلمين التي تقوم على الشريعة - فروع القرآن .. ولما كان المسيح لما يأتي بعد، فإن إذن التطبيق للإسلام لما يأتي، ولكنه قطعا سيأتي طالما ان الله تعالى وعد به.. وربما في القريب العاجل إن شاء الله!! فمن أين أتى الإخوان المسلمون بتطبيق فروع القرآن – الشريعة ؟ وقد جرت سنة الله ان كل رسول جديد لا يأتي بنفس رسالة الرسول السابق له بتفاصيلها، وهذا أمر بداهة فإن المجتمع قد تغير ويحتاج إلى تشريع جديد يناسبه .. ولو كان الأمر خلاف ذلك لما تعددت الرسالات من آدم إلى محمد، صلى الله عليهم جميعا .. والتغيير الذي حدث منذ القرن السابع وإلى اليوم، هو أكبر تغيير في التاريخ، وهو لا تناسبه آية السيف، ولكن آيات الإسماح تناسبه.. الوقت ليس للجهاد بالسيف، الجهاد الاصغر، وإنما للجهاد الاكبر، جهاد النفس، كما ذكر المعصوم .. والإخوان المسلمون مواجهون بقوله تعالى " قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ" ؟! هم قطعا يفترون على الله، وهو تعالى لم يأمرهم، بإذن مباشر منه كما الحال مع جميع الرسل، فهم على الله يفترون !! القضية الاساسية هي ان تنظيم جماعة الإخوان غيب الله تعالى، واكتفى بذكر القرآن، وسنة النبي ونهجه .. هم غيبوا الله واكتفوا عنه تعالى بقرآنه، كما غيبوا الرسول واكتفوا عنه بحديثه.. عندما تم البعث الاول، إنما تم بإتباع الرسول، كشخص لا بإتباع أقواله بمعزل عنه .. وإنما هبط الإسلام عند المسلمين، عند غياب الرسول كتجسيد .. قال أحد الأصحاب: (ما كدنا ننفض أيدينا عن قبر رسول الله حتى انكرنا قلوبنا).. هم لم يؤمروا بإتباع أحاديث الرسول بمعزل عنه، وإنما اؤمروا بإتباع شخص الرسول " مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ " .. فأقوال الرسول لا تكون معزولة عنه .. الطاعة لله تعالى بإتباع توجيهاته الواردة في القرآن .. والإتباع هو إتباع لشخص الرسول في توجيهاته الواردة في أحاديثه .. لا فصل بين الله وكلامه، ولا بين النبي وأحاديثه وتوجيهاته .. في الدين لا توجد توجيهات بمعزل عن صاحبها .. العمل في الدين يقوم على النية، والنية تقوم على طاعة الله ورسوله، لا طاعة التوجيهات بمعزل عنهما .. طاعة التوجيهات هذا فهم فلسفي، اما الفهم الديني فالطاعة للشخص. أمران مقترنان : لبيان هذه النقطة الهامة جدا، نورد هنا قول الأستاذ محمود، عن (دقائق التمييز) .. فهو قد قال: (أمران مقترنان، ليس ورائهما مبتغً لمبتغٍ، وليس دونها بلاغ لطالب: القرآن، وحياة محمد .. اما القرآن فهو مفتاح الخلود .. واما حياة محمد فهي مفتاح القرآن .. فمن قلد محمداً، تقليداً واعياً، فهم مغاليق القرآن .. ومن فهم مغاليق القرآن حرر عقله، وقلبه، من أسر الاوهام .. ومن كان حر العقل، والقلب، دخل الخلود من ابوابه السبعة.. ويجب التمييز بين حياة محمد، وحديث محمد .. فأما حياته فهي السمت الذي لزمه في عاداته، وفي عباداته، من لدن بعثه، وإلى ان لحق بربه .. واما حديثه فضربان، فما كان منه متعلقا بسمت حياته في عاداته، وفي عباداته، فهو منها، ولاحق بها .. وما كان منه مراداً به إلى تنظيم حياة الجماعة التي بعث فيها، فهو لم يصدر عنه إلا بإعتباره امام المسلمين، يشرع لهم من الدين ما يلائم حاجتهم الحاضرة، وما يستقيم مع مستواهم العقلي، والمادي والاجتماعي .. ولو قد فعل غير ذلك لشق عليهم، ولأعنتهم، ولأرهقهم إرهاقاً .. وما قام من تشريع حول حياة محمد فهو ليس بالشريعة الإسلامية، وإنما هو سنة النبي، وهو لا يزال صالحاً، في جملته وفي تفصيله، لأن النفس البشرية لا تزال، في وقتنا الحاضر بحاجة إليه، ولم تشب عن طوقه. وما قام من تشريع حول حديث محمد الذي (اراد به إلى تنظيم حياة الجماعة) فهو الشريعة الإسلامية، وهو خاضع لسنة التطور – سنة الدثور، والتجديد – لأن المجموعة البشرية قد ترقت أكثر مما ترقت النفس البشرية، وقد استجدت لها امور تحتاج إلى تشريع جديد، يستوعبها، ويحيط بيها جميعاً .. هذا التشريع موجود في القرآن، ولكنه مكنون، مصون، مضمون به على غير اهله .. فمن سره ان يكون من أهله فاليقلد محمداً في منهاج حياته، تقليداً واعياً، مع الثقة التامة بأنه قد أسلم نفسه إلى إرادة هادية تجعل حياته مطابقة لروح القرآن).. المنهاج والتربية : الدين كله عبارة عن سير إلى الله " يَٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَٰقِيهِ" ، وهذا السير إنما يكون بالعمل بأوامره، والإنتهاء عن نواهيه .. وهذه الأوامر والنواهي وردت في القرآن، كما جاء بها الرسول .. فالأمر كله يقوم على إتباع الرسول، يقول تعالى " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ" .. والإتباع لا يكون مفيدا إلا إذا إنطوى صدر المقلد على الثقة والمحبة للرسول صلى الله عليه وسلم .. فطاعة الرسول هي الوسيلة لطاعة الله " مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ " .. فالصلاة، وهي عماد الدين تقوم على خلق الصلة بالله (الصلاة صلة بين العبد وربه) .. وبالصلاة والأركان الأخرى يتم العروج إلى الله "الصلاة معراج العبد إلى ربه" .. والدين كله يقوم على الصلة، على الوصل .. ودين الإخوان المسلمين يقوم على الفصل، يقوم على قطع ما أمر الله به أن يوصل .. ولذلك هو منبت، ولا يمكن أن تكون له ثمرة إيجابية .. إهتمام الاخوان المسلمين كله يقوم على الشريعة الجماعية، ويهمل اهمالاً تاما التربية والشريعة الفردية .. هو يركز على المجتمع ويهمل الفرد، وتربية الفرد !! يقول الاستاذ سيد قطب: (الإسلام لا يعرف إلا نوعين اثنين من المجتمعات .. مجتمع إسلامي ومجتمع جاهلي).. ويعرف المجتمع الجاهلي بقوله: (إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم).. وعنده كل مجتمع تعطل فيه شريعة الله الجماعية، هو دار حرب، اسمعه يقول: (كل أرض تحارب المسلم في عقيدته، وتصده عن دينه، وتعطل عمل شريعته، فهي دار حرب ولو كان فيها أهله وعشيرته وقومه وماله وتجارته).. وهذا ينطبق على جميع الدول، بما فيها الدول الإسلامية، فهي جميعها "تعطل عمل شريعته" حسب سيد قطب .. حاصل الأمر هو أن سيد قطب يقسم المجتمعات إلى مجتمع إسلامي، وهو الذي فيه يطبق شرع الله، ومجتمع غير إسلامي وهو الذي لا يطبق شرع الله .. ولما كانت المجتمعات كلها لا تطبق شرع الله، فهي جميعها دار حرب .. وعند سيد قطب لا سبيل لرد المجتمع إلى الإسلام، غير القتال (الحرب الجهادية) .. وعمليا لم يحارب سيد وصحبه اي مجتمع، غير المجتمع الذي أهله من المسلمين، والذين تمنع الشريعة قتالهم .. لم يحدث قط، طوال حركة الإخوان المسلمين أن قاتلوا دولة من دول العالم التي لا تطبق شرع الله.. ـكثر من ذلك، فهم في حربهم ضد المسلمين الذين يكفرونهم، يعتمدون اعتماداً تاما على سلاح الكفار، الذي لا يملكون غيره!! وسيلة الإخوان المسلمين لبعث الإسلام الوحيدة هي الحرب ضد العالم الجاهلي.. هذا هو منهاج الإخوان المسلمين في إقامة الدين .. هم يبتعدون تماما عن إقامة الدين في النفوس، وعندهم، حسب سيد قطب، مسايرة المجتمع الجاهلي خطوة واحدة، تؤدي إلى فقدان المنهاج .. يقول سيد: (وحين نسايره خطوة واحدة، فإننا نفقد المنهج كله، ونفقد الطريق) !! والمنهج عند سيد: (هو إزالة الطواغيت كلها، من الأرض جميعا) .. كل الأمر عندهم يدور حول السلطة .. فالإسلام عندهم لا يقوم إلا إذا تم القضاء على سلطة كل الطواغيت، واصبحت السلطة لهم هم .. خلاصة الأمر المنهاج عندهم هو الحرب الجهادية !! .. الأمر بالنسبة لهم يقوم على ان الجاهلية دخلت الوجود بغير إرادة الله، وهذا شرك عظيم !! والحق ان كل ما حدث، حدث بإرادة الله، وله تعالى في إرادته حكمة، علينا ان نتوخاها .. علينا الأخذ بما ينفع الناس وترك الزبد يذهب جفاء. هم يكذبون على أنفسهم، ويكذبون على الناس فعمليا هم يستمتعون بثمرات الحضارة، في العلم والتكنولوجيا، ويعملون وفق مناهجها في التعليم وفي جميع صور الحياة اليومية. خلاصة الامر انه ليس للاخوان المسلمين منهاج لإقامة الدين في النفوس البشرية .. وهم لا يهتمون بالتربية والقيم، هذا مع ان الدين كله يقوم على التربية والخلق "إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" .. و "الدين المعاملة" وهم عندما اهملوا منهاج التربية، غابت عندهم قيم الدين بصورة اساسية .. فسلوكهم بصورة عامة هو دون سلوك عامة الناس من المسلمين وغير المسلمين، خصوصا بالنسبة للكبائر.. فهم بصورة عامة يرتكبون الكبائر، وعلى رأسها قتل النفس، وهذا ما رأيناه عمليا في حكمهم لنا في السودان لفترة زادت على الثلاثة قرون .. وما نراه عمليا الآن في الحرب الدائرة في السودان، والتي ليس لهم غاية فيها إلا الرجوع إلى السلطة !! السلطة عندهم هي الصنم الأكبر!! الإخوان المسلمون يهملون التربية السليمة اهمالا تاماً، حتى في الحديث النظري ليس لهم بها إهتمام كبير، والنتيجة هي ما هم عليه الآن من فساد مروع، هبطوا به في سلم القيم دون الأفراد العاديين من غير المسلمين!! وموضوعهم كله هو عبارة عن فتنة عمياء، من فتن آخر الزمان. والعجيب انهم عندما يهملون التربية بصورة تامة، يبنون على المقولة: "إن الله ليزع بالسلطان، ما لايزع بالقرآن"، وهم بالطبع يحرفون المقولة، فمعناها الصحيح هو ان الله يزع بالسلطان المربى بالقرآن وقيمه، ما لا يزع بالقرآن دون سلطان .. وقد رأينا عن تجربة طويلة مع نظامهم ان الفساد الأساسي والكبير جدا، هو عند أهل السلطان منهم !! وهذا هو الأمر الطبيعي، فإن فاقد الشيء لا يمكن ان يعطيه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة