التزاحم على بوابة عروس البحر الاحمر خوف اشبينها بوتين كتبه بهاء جميل

التزاحم على بوابة عروس البحر الاحمر خوف اشبينها بوتين كتبه بهاء جميل


07-13-2024, 02:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1720878897&rn=0


Post: #1
Title: التزاحم على بوابة عروس البحر الاحمر خوف اشبينها بوتين كتبه بهاء جميل
Author: بهاء جميل
Date: 07-13-2024, 02:54 PM

02:54 PM July, 13 2024

سودانيز اون لاين
بهاء جميل-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





ومصر ( الرسمية ) هي ذاتها منذ عهد السادات وحتى اليوم ، دون تغيير ، ولا تبديل ، مرتهنة القرار السياسي ، والعسكري ، بل وحتى الاجتماعي ، لا تفعل أي شيء مستقلة ، أو بدوافع مصالح مشتركة ، مع جيران ، أو دول ، هي ذاتها مصر المستعدة للتّحالف مع ( الشيطان ) ، في سبيل مصلحتها ، حتى وإن كان ذلك على حساب أخوة في الدين ، والعروبة ، والمصير ، ومن ظن أن المؤتمر الذي عقد قبل يومين في القاهرة ، وعنوانه مُعالجة المشكلة السّودانية ، هو من بنات أفكار مصر ( الرسمية ) أو لحسن نواياها ، أو لرغبتها الصّادقة ، في رأب الصدع السوداني هو مجرد مخدوع لا أكثر ، ولا أقل ، فمصر ( الرسمية ) لا يهمها أن يضيع السودان ، أو أن يبقى ، ولا أن تضيع الامة بأكملها ، طالما أنها تأخذ ، وتقبض الثمن ، حتى ولو كان ما تقبضه فتاتا ، ومصر الرسمية لم تقف موقفا ايجابياً مع السودان مُنذ اشتعال الحرب ، وحتى اليوم الا في حدود ما يحفظ امنها القومي فقط ، لأنها لا تستطيع ان تفعل أكثر من ذلك ، دون مواقفة السيد المطاع ، ومن أراد التأكد من مزاعمنا ، عليه أن يراجع مواقف مصر ( الرسمية ) ، من قضية الأمة ، كلما احتدم الصراع ، واشتد ، بين المقاومة التي تدافع عن الدين ، والتراب ، وبين المحتل الذي ينوى سرقة ما تبقى من الأرض ، وطمس ما تبقى من الدين ، والهوية ، وليرى مواقف مصر من أي قضية عربية ، منذ سبعينيات القرن الماضي ، وحتى اليوم ، على ماذا تستند ، وأي مصالح تضع في المقام الاول ، بغض النّظر عن تلك المصالح ، وعن طريقة تحصيلها ، وبغض النظر عن الطرف الذي ستكون على حسابه ، ولينظر أيضاً لما يسمى بالمساعدة المالية الضّخمة ، التي تقدمها أمريكا لجيشها ، منذ اتفاق كامب ديفيد وحتى اليوم .
اما مصر ( الشعب )، مصر ( الكنانة ) ، مصر ( قلب الامة ) ، و( شريانها النّابض ) فهي بخلاف ذلك ، وترفض ذلك كله ، ولكنّها مكبلة الأيدي ، مُصّفدة من كواحلها بقيودٍ من حديدٍ ، وما تفعله مصر ( الرّسمية ) مع أبناء الشعب السوداني اليوم ، رغم أنها تقبض الثّمن من الأمم ( المنتحرة ) ، لا ترضاه مصر الشعبية ، التي لا يرتفع لها صوت ، لان الصوت مُحتكر كلّه لفئة معروفة من اعلامين ، ونشطاء ، يساندون طرفاً واحداً .
وقدر السودان هو أن تحيط به دول جوار تبيع ولا تشتري ، دول لا تنظر الا للمصلحة الانية الذاتية في انانية مقيتة ، وحتى ولو كانت على حساب الثوابت ، والمسلمات ، دول لا تعتبر بالماضي ، والحاضر ، ولا تنظر الى المستقبل ، ولا تضعه في حساباتها، فمن الشمال والغرب، الى الجار الشرقي ، الى شريك النيل الذي يقيم مئات الالاف من أبناء شعبه في أرض السودان ، منذ اربعة عقود خلت ، دون أن يطالبهم أحد بشيء ، ودون أن يقبض السودان ثمناً لبقائهم في أرضه ، يعملون ، ويتزوجون ، ويعيشون كأي مواطن سوداني أصيل .
الى أثيوبيا ، الى أسياسي افورقي ( المسيحي ) الذي يحرص على حضور قداس الأحد حرصه على حياته ، اسياسي الذي يجمع ما يسمى بالسياسين السودانيين عنده لشترطوا على الدولة السودانية ابعاد الدين عن الحياة ثمنا للسلام ، اسياسي الذي خرج علينا قبل عدة أيام ، وهو يلبس ثوب الحمل الوديع ، ليقول لنا انه لا يعمل ضد الجيش السوداني ، وانه لم يقم باستغلال الصراع الدائر في السودان ، لاسترداد اراضي الفشقة ، لان هذا لا يصح من الناحية الاخلاقية ( وكأن الارض كانت لأجداده ، أو كانه يحوز صك ملكيتها ) ، اوكأن الاخلاق هبطت عليه فجأة من السماء ، فإن كان اسياسي قد نسى مطالباته في الايام الاولى للحرب ، ونسى ماذا كانت مواقفه ، ومقولاته ، ومطالباته ، والى أي درجة كانت تخالف الاخلاق ، وعرف سيادة الدول ، فأننا لم ننسى ، وإن كان يظن انه بحديث المُنمق ذاك ، قادر على خداعنا فهو واهم ايضاً ، فالنّاس كلها تعرف بأمر المعسكر الذي يقال أنه تم انشائه فوق اراضي دولته - قبل أيام فقط - ليتم دعم قوات مليشيا حميدتي من خلاله ، لان الدّعم من جهة الغرب أصبح شبه مستحيل ، فالقوات المشتركة هناك ، باتت تقطع الطريق على كل متسلل من تشاد ، ومن ليبيا ، واذا كذبنا الجميع بشأن ذلك ، فكيف لنا ان تكذيب مستشار الدعم السريع ، الذي خرج يُكذب اسياسي ، بعد ساعات فقط من حديثه ، ليقول للعالم ، عبر الميديا كلها ، أنهم هاجموا سنجة ، وسنار، وسيهاجمون القضارف ، من أجل يفتحوا رئة مع أثيوبيا يستطيع الدعم التنفس من خلالها.
وصاحب اثيوبيا كصاحبنا ذاك ، لا يتحدث بهذه اللّغة الدبلوماسية حتى ولو لمجرد الحديث فقط ، الا لان التعليمات قد صدرت اليه من هناك ، من خلف البحار ، وأنه لم يرسل قبل عدة ايام يطلب الاذن بالقدوم الى عروس البحر الأحمر ، ولم يات بالامس ، الا لان امريكا الان تعيد حساباتها وتحرك لاعبيها .
ونحن لا نتحدث من فراغ ، ولا ننسج القصص من وحي خيالنا المريض ، فالتزاحم الان على بوابة بورتسودان ، التزاحم الذي قلنا من قبل أنه سيحدث لا محالة ، إن قام الجيش السوداني باتخاذ الخطوة الصحيحة ، واتجه شرقا ، قد حدث ، والحديث عن تغير الموقف الأمريكي ، واستعانته بكل حليف ، من أجل استدراك الامر ، قد حدث ايضا ، فخير ما تصفع به البيت الابيض ، وتجعله يعيد التفكير بجدية وواقعية ، هو أن تتجه شرقا .
والجيش السوداني أصبح الان يعرف هذا ، ومن ظن أنه تراجع ، أو سيتراجع من دون ثمن ، فهو واهم ، وحديث البرهان عن عدم الغاء الاتفاق مع الروس ، وأن الذي يؤخره هو فقط المطالبة بتعديله حتى لا يكون مُجحِفا في حق السودان ، لان الامور قد تغيرت ، وتأكيده ان ذلك لا علاقة له بالسلاح ، ولا بالصفقات ، يقول للناس أن الايادي ممدودة ، وأن كل السيناريوهات لا تزال مطروحة على الطاولة .
والدويلة ، تلك الدويلة التي لا تعرف حجمها ، لأنها ترى صورتها المنعكسة فوق مياه المحيط ، اكبر مما هي عليه حقا ، تحاول ما استطاعت أن تتدخل في شئون من يفوقها ويتفوق عليها في كل شيء ، و يا لها من بجاحه ، ومن جرأة تتحلى بها ، لتطلب ما طلبت ، بعد كل ما فعلت بالسودان واهله ، وأرضه ، ولكن كيف لها أن لا تطيع السّيد الذي يقودها من خطامها ، وتفعل ما يريد ، حتّى ولو كان فيه ما فيه ، من الصفاقة ، ومن قلةِ الحياء ، لتتمكن من تنفيذ مخططاته في المستقبل .
والذي يمكّن الخائن ، والغادر ، وعديم المبادئ من الفوز في بعض الجولات أحيانا ، هو أن الشريف ، والامين ، وصاحب الأخلاق ، لا يستطيع أن ينزل الى حضيضه ، ليجاريه في سفالته ، ولكن التّاريخ كله يقول أن المعارك يكسبها في النهاية أصحاب الحق ، والاخلاق ، والمبادئ ، وإن طال الزمن ، وارتفع الثمن .
وما مكن الدّعم السريع ، وحاضنته السياسية ، وداعميه من أهل الغدر ، والخيانة ، من كسب بعض المواقف ، هو انهم بلا ثوابت وبلا أخلاق ، وانهم يمارسون الكذب ، والتضليل ليل نهار ، وان أهم ما نجحوا فيه هو أنهم سوّقوا للعالم - خاصة في الشّهور الاولى - انهم يقاتلون الاخوان ، والعالم كله ضد الاخوان ، ونعرف لماذا ، وقد صدقهم العالم ، وأنهم رفعوا شعار الديمقراطية ، ولكن الشرفاء في كل مكان الان بدأوا في رؤية الحقيقة ساطعة سطوع الشمس في كبد السماء ، فالدعم السريع كل صباح يدين نفسه بنفسه ويااااااابرهااااااااااااااااان الاعلام ، الاعلام يا برهاااااااااااااااااااان .
وعن دبلوماسيتنا وسفراءنا نحدث ونتحدث ، عن العجز القاتل ، وعن الفشل الذريع نكتب في مقالانا القادم ، وعن الجيش الذي يقاتل وحده نكتب .
واللهم احفظ السودان واهل السودان ..