في ندوة لحزب التجمع الاتحادى بالأمس ( الاحد ٧ يوليو) اتت وزيرة خارجية القحاتة مريم الصادق للندوة مراهنة علي سذاجة الحضور وإنبهارهم بعظمة المحاضر مما يسترها من اسئلة تختص بالمحاسبة accountability والتي يبدو انها لم تعتاد عليهاكمعظم سياسي وطننا اللذين يحسبون ان مهمة الجماهير هى التصفيق والاسئلة من شاكلة مجلة الرومانسية القديمة سمر: ما هو رأيك !!! فكانت اول هفواتها في ذكر ان حزبها منذ ١٩٤٥ كان دايم الاكتساح لكل الانتخابات البرلمانية السودانية والحقيقة ان حزبها سقط سقوطا مريعا في اول انتخابات في تاريخ بلدنا في انتخابات نوفمبر ١٩٥٣ واكتسح الوطنى الاتحادى الانتخابات مقعديا وجماهيريا!!
ثم تحدثت عن اهمية المحاسبة والعدالة الانتقالية التي هى اسس الحكم ولكنها لم تنتبه انها فرطت في العدالة ورهنتها لأمراء الحرب منذ اغسطس ٢.١٩ وتوجت القتلة ورئيس مليشياتهم علي قمة حكومة الثورة !
والأمر الأكثر استغرابا في حديث مريم الصادق هو انها طالبت القوى السياسية والشعب بأن تفكر في (العسكر نديهم شنو عشان يضعوا السلاح) . تلك القنبلة التي اطلقتها ولا تخاف عقباها كشفت بالضبط مخطط القحاتة الذى لم يبرحوه قيد أنمله منذ توقيع الوثيقة الدستورية في اغسطس ٢.١٩ وهو مقايضة المجرمين من العسكر ومليشياتهم وإفلاتهم من العقاب منذ جريمة الابادة الجماعية وميدان الاعتصام حتي انقلاب ٢٥ اكتوبر حينما رجعوا اليهم باتفاقية ٢١ نوفمبر ٢.٢١ وشاركوهم في حكومة انقلابهم. هذا هو السم الذى يقتل شعبنا ويوصله الي مصاف اكبر شعب مشرد بعد الحرب وما زالت مريم وقحاتها في مربع المقايضة، بالرغم من شعارات الثورة : الدم قصاد الدم … ما بنقبل الديه ، ولكن اثبتت مريم الصادق بمقولتها صحة هتافات الثوار : بكم … بكم … القحاتة باعوا الدم ، وما برحوا وما انفكوا. وحينما سألت الصادق عن هل يمكنها إدانة حكومة دولة الإمارات وتدخلها العسكرى القاتل في الحرب ، تجاهلت سؤالي تماما وأعلنت عن مغادرتها الندوة . نعم خرست مريم الصادق عن سؤال تورط الإمارات لتصبح القيادية الثالثة في قحت ( تقدم ) بعد ان رفض رئيس تقدم المقيم في قصر بن زايد ( حمدوك) كل التقارير التي تدين الإمارات وتثبت تورطها في الحرب وهروب بكرى الجاك عن تسمية الإمارات واكتفائه بعبارة ( دولة خليجية ) وخلو مؤتمر تقدم التأسيسي في اديس ابابا وبيانها الختامي من اى إشارة لتدخل الإمارات عسكريا في مد مليشيات البشير بالسلاح.
ومريم الصادق تهرب وتتهرب من اى مسؤلية حتي ولو اعتراف بالخطأ ، فحينما ادانت انقلاب ٢٥ اكتوبر طرحت عليها سؤال : لماذا تدنين الانقلاب ولا تدنين رئيس وزراء قحت الذى هرول وراء الانقلابيين وعقد معهم اتفاقية ليصبح رئيس وزرائهم والان هو رئيس للكتلة المدنية التي تتبع لها مريم . وبإمكانكم ان تتصورون ردها التجاهلي للسؤال وتذمرها الواضح من مثل هذة الاسئلة التي تضعها في موضع المحاسبة وهى ما لم تعتاد عليها طوال حياتها المليئة با promotion علي اساس استغلال الدين من الطائفة التي تنتمي إليها. فما تستهويه هو الحديث عن رحلاتها من السويد ومغادرتها لموسكو.
والحقيقة تُقال ان امثال مريم الصادق ليس مكانها الندوات بل مكانها المحاكم والسجون لما إرتكبته من تفريط في العدالة ورهن الثورة لأمراء الحرب وما زالت متورطة complicit في افلات امراء الحرب من العقاب وعقد الصفقات معهم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة