Post: #1
Title: العراقة تكسب الإحترام : فوز حزب العمال البريطاني بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 07-07-2024, 04:03 PM
04:03 PM July, 07 2024 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
فاز حزب العمال البريطاني في الانتخابات العامة التي أجريت في الأيام القليلة الماضية بنتيجة ثلثي مقاعد البرلمان البريطاني ، وهو الحزب الذي لم تسعفه الظروف طوال ١٤ سنة الماضية من المشاركة في الحكم ، و لكنه لم يصاب باليأس ، و ثار على الظروف المقعدة ، عبر خطة الإصلاحات العامة التي لجأ إليها زعيمه الجديد كير ستارمر في السنوات الأخيرة ، وb التي أدت في الأخير إلى هذا الفوز الثمين ، توجد أحزاب سياسية صغيرة في المملكة المتحدة ، و لكن التعويل دائماً في الانتخابات يكون على الأحزاب السياسية العريقة ، حزب العمال البريطاني ، و حزب المحافظين البريطاني ، فالحال في بريطانيا شبيه بالحال في الولايات المتحدة الأميركية من الناحية سياسية ، حيث تتحكم الأحزاب السياسية العريقة في المشهد السياسي ، و في الصين أيضا ، حيث الحزب الشيوعي الصيني ، و في إيران ، حيث حزب المحافظين ، و حزب الإصلاحيين ، بيد أن هذا الفوز ينبغي أن يتعامل معه حزب العمال البريطاني على أنه هبة الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعالم اليوم جراء الحروب المنتشرة فيه و على رأسها حرب روسيا مع أوكرانيا ، و حرب غزة ، بالإضافة لتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، فللحفاظ على هذا الفوز ، فالحزب مطالب ، بخلق إستراتيجيات فاعلة و مرنة مع هذه الملفات الساخنة في الساحة الدولية ، وهي مهمة عسيرة و لكنها ليست مستحيلة في ظل تراكم التجارب في الحزب العريق . ندلف على أزمة العمل الحزبي في السودان من بوابة فوز حزب العمال البريطاني ، فالسودان بحاجة ماسة لخلق أحزاب سياسية تتوارث العمل السياسي من الأحزاب السياسية المريضة الموجودة حالياً ، فالصراعات الدموية التي تنتهي بها أركان النقاش في الجامعات والمعاهد السودانية دليل مرض ، و إهمال الكوادر المتميزة في هذه الأحزاب في المنابر التعليمية المختلفة من الترقي في مناصب الحزب ، و غياب برامج التأهيل لهم لهو دليل آخر لوجود مرض عضال ، و تشخيصي يقوم على أن الحسد هو سيد الأمراض في العمل الحزبي في السودان ، لأن فهم الساسة لدور الأحزاب في العمل العام يحتاج إلى وقفة و مراجعة ، فالسياسي السوداني ينشيء حزبه في الأساس من أجل إكمال ما نقص من أبواب الشهرة و المكانة الاجتماعية التي يتمتع بها ، تماما كما ينشيء الصحافي المتقاعد صحيفته الخاصة ؟! فيرى أن بنوه و ذويه أولى بالمناصب و المكاسب التي تحققت من إنشاء حزبه ! أما غيرهم ، فمكرها أخاك لا بطل . إن إنشاء أحزاب عامة جديدة في السودان على مفاهيم جديدة ضرورة من أجل إسدال الستار على حقبة أحزاب (البريستيج) الكثيرة الموجودة حالياً ، فحقبة الأزمة السياسية السودانية مناسبة ، للخروج من المتاهات القديمة إجمالاً ، كما يحتاج السودان لدراسة تجارب الأحزاب العريقة في الحكم في هذه الحقبة ، و أرشح : تجربة الحزب الشيوعي الصيني في التنمية ، تجربة حزب العمال البريطاني و المحافظين البريطاني في الحكم ، تجربة الحزب الديمقراطى و الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية في الحكم ، فلو وجدت منظمات دولية تدعم السودان من أجل دراسة تجارب هذه الأحزاب السياسية العريقة في الحكم بغية تطوير فكرة العمل الحزبي في السودان تكون قد قدمت خدمة جليلة للدولة السودانية ، لأن مجال الحكم في السودان يحتاج إلى الكثير ، فالسودان قبل الحكم التركي و من بعده الحكم الانجليزي ، كانت دويلات ، فالتحول من دويلات لدولة يحتاج إلى عمل حزبي متطور بتطور التحديات . في ظل المعارك المحتدمة بين الحكومة السودانية و مليشيات الدعم السريع ، إرتفعت أصوات تطالب بترحيل المواطنين الأجانب و بخاصة التابعين لدولة جنوب السودان ، و للأسف الشديد فإن البعض في الحكومة السودانية يسعون بجدية لتنفيذ الأمر ، إن الأواصر التي تجمع بين الشعبين أقوى من هذه الأصوات النشاز ، بل في وجودهم تخفيف نفسي لحدة الأزمة و شدتها عليهم ، على الحكومة أن تركز في الصراع الأساسي ، فهي بهزيمته عسكرياً الدعم السريع ، تكون قد كفرت ضمنا ذنب صناعتها له ، و ذنب (الطناش) عن جرائمها قبل ذلك ، و يعود الجيش جيش الشعب ، يحنو عليه ، و يحرس مصالحه . أما موضوع الوجود الأجنبي في فئة المواطنين العزل ، فهو موضوع لاحق .
|
|