رجم السودان البرئ ، بالتهليل و التكبير كتبه كيسر أبكر

رجم السودان البرئ ، بالتهليل و التكبير كتبه كيسر أبكر


07-05-2024, 07:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1720203605&rn=0


Post: #1
Title: رجم السودان البرئ ، بالتهليل و التكبير كتبه كيسر أبكر
Author: كيسر أبكر
Date: 07-05-2024, 07:20 PM

07:20 PM July, 05 2024

سودانيز اون لاين
كيسر أبكر-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




هذة هي المؤامرة الكبرى :
بعد مضي سنة ، ما فتئت هذة الحرب تفضح يوميا الجوانب المرعبة و التشوهات الأخلاقية التي فرضتها الأسس الدينية الكاذبة لحكومة الإنقاذ على شخصية الشعب السوداني . ففي إطار المقاربة العامة و المألوفة عالميا تقريبا ، عن هذه الشخصية فلقد عرفت ، بإنها علامة و مثال عن مكارم الأخلاق .
لكن تلك السمات و المزايا الأخلاقية بدات في التاكل و التلاشي تدريجيا مع إستيلاء طغام الإنقاذ على الحكم ، فتدهورت بشكل مخيف مع إنهيارالبلاد في هذة الحرب .
و لقد تراجعت حاليا بقوة ثقة الناس و العالم بمقولة : الشعب الأمين الطيب ، "معلم الشعوب " الشعب المتحضر المتمدن الممتد حضارته لألآف السنين . و هنا ربما يجمع الإجتماعيون، بأن كل هذة إالإرتدادات الثالبة ، هي النتيجة المنطقية ، للبراديغما المنحرفة التي مارستها تلك الطغمة ضد السودانيين ، لمدة تجاوزت الثلاثين سنة .
لنتذكر هنا قبل كل شئ ، بأن تلك الجراحات و الصدمات كانت عميقة و غائرة و مؤلمة . لطالما كنا نأمل ، بأن هذه الأمة المنكوبة ، قد تتمكن بثورتها المجيدة من إستعادة شخصيتها الوطنية و ثوابت قيمها الأصيلة . و لنعترف أيضا بإنها ، لم تمهل فلقد أجهضت تلك الإنتفاضة في مهدها، ولا شك بأن الأيادي المرتجفة في النظام الساقط ، وأحزاب علاقات الدم القديمة متورطة في تلك الجريمة .
مع ذلك ما زلنا نؤمن ، بأن الشعب قد يمضي في إستثمار هذة النكبة لإعادة إحياء تلك القيم النبيلة و لغرس روح الجسارة و الثبات و العمل الجاد والتضامن و المروءة و التفهم ، و نتمنى ألا يحدث العكس تماما .
فلقد شاهدنا بصدمة ، الجرائم المروَعة لزمر الميليشيات التي تهلَل و تكبر أثناء تلك الممارسات الشيطانية . ثم فوجئنا بإنتشارالإستغلال السافر للظروف المزرية لضحايا الحرب ، بشكل غير مسبوق . هنا كالعادة ، تأتي الإجابة السحرية البسيطة من قبل هذة النخبة في شكل دائرة مغلقة : هي الحرب !
فبدلا عن معالجة فاعلة و حاسمة لمحاسبة و نقد و مراحعة الذات ، تلجأ للإستدلال بموسغات الجاهلية الأولى ، فقط لإستمراء الغيبوبة و الحلول الزائفة و عدم الكفاءة .
لقد رأينا أيضا إستغلال محمد حمدان دقلو ، هذا الدمى الإسلاموعروبي، الذي بمال الإرتزاق إستخدم أبناء الفقراء و الضحايا كميليشيات قبلية ليعيثوا الخراب في البلاد على أكتاف عشيرة بدوية ، بدواعي و ذرائع كاذبة لبناء دولة ديمقراطية .
السودان بالرغم من كونها مازالت دولة متخلفة جدا، إلا إنها تجاوزت حكم أسرة أو قبيلة واحدة ، ليست كما هي في بعض دول العالم الثالث ، لذا لا ينبغي إعادة عقارب الساعة للوراء .
فبعد مسيرة طويلة من النضال ، لم يصدَق السودانيون بأنهم تحرَروا من حكم السلطنات ، الإستعمار ، الأسر الطائفية ، الدكتاتورية الدينية و عبادة الزعيم ، فإذا بهم يجدون أنفسهم وجها بوجه أمام خيارين لنكبة أخرى . فحاليا تتم تهديد للسودانيين من قبل فئة الاسلاموعروبيين ، بإما القبول للعودة لعصر الجاهلية و حكم لسطوة أسرية قبلية أو الذهاب الى الجحيم . إنها الثمرات الخبيثة لسياسة تمكين الفساد المجتمعي و الديني و الأخلاقي التي نشرها نظام الأنقاذ العنصري المنحرف.
رأينا التلذذ بممارسة تدنيس التحف التذكارية و التاريخية لكنداكات و " تر " ترهاقا و غيرهم من الذين شكلوا لنا بدمائهم المقدسة تربة السودان لنرثها اليوم . إنها أفعال سفلة تفوق أفعال حقد الأعداء ، في تدميرها الممنهج لتاريخ عريق لمهد الحضارات الإنسانية .
لأن وجود تلك المعالم الأثرية هي إدانة أبدية ، لمحاولات طمس حقائق هوية هذة الشعب، فضلا عن إنها تقف سدا منيعا ضد تزييف تاريخ هذة الامة لتهيمن عليها أجندة إستعمارية . لأن محو ذاكرة أية أمة هي أحدى العلامات الفاصلة ، لإحلال شعب اخر محل الشعوب الأصلية ، فلسطين مثالا ، و هي أحد أسوأ أنواع الإستعمار . فلذا نضالات و ثورات الاغلبية المهمشة هي روح السيرورة لتلك الأمجاد الموغلة في القدم ، بالرغم من وحشية حكومات الوصاية الأجنبية .
دائما إنها سيرة أعداء السكان الأوائل في كل مكان ، هم من يتلذذون أكثربإذلال و إحتقارهؤلاء الذين حفظوا تراب الاجداد ليلجأوا إليها ، كل من ضاق به الأرض ، فبدلا من تكريهم ، تتم إبادتهم .
تدمير السودان بالتهليل :
كل هذا الشر المطلق ، تمارس ليس بإسم الشيطان ، إنما بإسم " الله أكبر " .
ورد في التراث اليهودي ، بأن النبي موسى سأل المولى عزَ وجَل عن إسمه ، فعلمه أياه ، غير إن ذلك الإسم بقيَ سرَا حتى لا يدنَسه المنافقون و كهنة تجار الدين الفريسيين.
قبل مجئ ما سمَي بثورة الإنقاذ ، تحت قبة الاسلاميين ، كان لإسم الله سبحانه و تعالى ، مكانا مهيبا و مقدَسا في قلوب السودانيين .
لكن ، كل ذلك تبدَل تماما في الثلاثين سنة من قبضة الإنقاذيين .
فلقد تم تلقين السودانيين لإستخدام إسم " الله أكبر " عبثا مثل إستخدام مناديل الورق . و هكذا بدى و كأن السودانيين أكثر الشعوب إستهتارا بإسم الله .
و على هذا ، تم إستغلال إسم " الله أكبر " في كل شئ ، في قتل الأبرياء و الإغتصابات و في النهب و السرقة ، الفساد ، و الفتنة ، و في حروب الجهاد ضد الأغلبية المهمَشة في السودان.
و تأكد هذة الحقيقة بوضوح في هذة الحرب الجارية التي شنتها زعماء عصابات الإسلاموعروبيين، و ميليشياتهم العرقية السابقة ، هؤلاء الجنجويد ضد سكان السودان.
هكذا نشر الإسلاموعروبيين ثقافة تدنيس إسم الله في التهليل و التكبير و إستغلاله في كل شيء ، لإذلال خلق الله .
نخبة أسلاموعروبية تستخدم كل شيء لإذلال هذا الشعب الذي تم تشويشه لينسى أصالته . لقد لاحظنا هذة النخبة حتى هذة اللحظة تسوَغ بنرجسية سافرة ، تأسيسها لمشروع ميليشيا الجنجويد العرقية ، و لا تبدي أية توبة أبدا بجرائم الحرب الوحشية ، التي إرتكبتها في كل ربوع السودان .
وهذة الفئة من النخبة الاسلاموعروبية تسارع دائما لتبرير ذلك ، بإنها ليست بدعة إنما الدول الغربية ، أيضا إستخدمت الميليشيات لسحق تمردات ضد الدولة . غير إن هذة الصفوة التي تدعى القيم الدينية المخالفة للقيم العلمانية ، لا ترى غضاضة بتبنيها لتلك المبادئ العلمانية ،عندما تضع في قفص الإتهام بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية .
الدولة الحديثة الغربية العلمانية ،لا تستخدم ميليشيات قبلية ضد مواطنيها ، إنما ميليشيات محترفة و شبه شعبوية زينوفوبية ضد حالات التمرد المهدَدة لكيان الدولة .
بغض النظر عن هذة الحجج الغامضة لسياسات الدول الميكافيلية ، ينبغي للفَرسيين الإسلاميين الإلتزام بتطبيق مبادئ الإسلام في أنفسهم أولا قبل التبشير به . لكنها سارعت الى الولغ في تفتين و إبادة هذة المجتمعات القبلية البسيطة البريئة في كل أنحاء البلاد .
هناك ثمة مؤامرات خارجية دائما ما تحاك ضد الدول الضعيفة ، لكن أكبر المؤامرات في حالة السودان هي من أهل السودان أنفسهم ، بخاصة نخبته .
العرب يصفون جموع السود بكلمة : السودان !
لكن السودانيون يكرهون هذا الإسم ، يمقتون هذا اللون الذي خلقه الله ، أنظر الى المسلسلات التلفزيونية السودانية تصَور الشرير دائما أسودا " أزرق " . لذا إنها مؤامرة أسوأ من مؤامرة الشيطان ضد الله ، لأن الأصل في ذلك الخلاف كان اللون .
كيسر أبكر