عبارة (لا للحرب) عبارة جوفاء للاستهلاك الغوغائي ،مثلها مثل عبارتي (بل بس) و(جغم بس). فكل هذه العبارات..بربكم.. فليقل لي أحدا ماذا أثمرت وكيف أفادت في تحقيق الأمن والسلام والنصر والحرية والعدالة والكرامة للوطن والمواطن ؟ سوى أن أضرت وبلبلت وفرقت..وحصدت وتحصد يوميا دماء شباب في طور الإنتاج والتعليم وعساكر بؤساء ؟! فالذاكرة لازالت تحتفظ للعبارة الأولى بشبيهتها الجوفاء الأخرى ( السلام سمح- بتاعة سلام المسارات المشبوهة )..وللأخريتين ( جغم بس)و ( بل بس) بشبيهاتهما أمثال ( أكسح،أمسح، أكله ني ما تجيبو حي)..
ياااا.. كنا قد قلنا لقد هرمنا حتى جاءت تلك الساعة، ساعة انبعاث ثورتنا السلمية..كما تنبعث العنقاء من وسط الرماد .
فياااا..هؤلاء وأولئك ..المواطن ليس غالبا مستهلك ساذج كما تظنون. وليس بالضرورة ( أنه يجب وحتما و لا بد ) أن يكون متلقيا فقط إملاءات كالقطيع كما لطالما كنتم تظنون. فألم تتعلموا بعد ؟!! حقا ..!!
فلنفكر يا قوم بالله عليكم أو بالوطن.. بجدية ( ونصنقر في واطة الله دي جميعنا )..في كيفية إنهاء دورات الحروب الأهلية المصنعة داخليا أو خارجيا هذه..بدلا عن ابتداع وثم اجترار..ببغاوية تحسدون عليها.. العبارات الجوفاء أو العنترية هذه ( مع الاعتذار لعنترة بن شداد )، وثم تتبعها وريقات موقعة مسبقا أو تصريحات حنجورية هنا او هناك .. وإلا فما فائدة تعليمنا ..تجاربنا..جميعنا كسودانيين .. ؟!
ثورتنا السلمية المجيدة رغم مهرها بالدماء الغالية .. علمتنا أن اللا عنف هو فعلا أنجع دواء لدورة العنف الغاشمة التي لطالما أسالت دماء الشعبة وأدت لتشظي الوطن .ولكن، عبارتا اللا عنف والسلمية ستكونان أيضا مجرد عبارات جوفاء دون فعل حقيقي على أرض الواقع في سبيل تأسيس لدولة مستدامة الأمن والتنمية المتوازنة والحرية والعدالة والديمقراطية والرفاهية لشعبها في كل البقاع.
وهذا الأمر الجلل، يحتاج أن نجلس معا جميعا ومن كل جهات الوطن وعلى الهواء مباشرة (وليس خلف الغرف والقاعات والردهات المغلقة المكيفة سواء كانت داخل الوطن أو خارجه)..في الهمبريب كل عقلاء إقليم يجلسون ( في الواطة ..أعني الواطة حرفيا ممرغين بغبار وتراب هذا الوطن المسال عليه الدماء) كما كان يفعل أسلافهم بأعراف عتيقة وحكيمة لرأب الصدع وإطفاء نيران الفتن ..وكي ننتخب ممثلينا الذين يفكرون ويستثمرون علمهم وتجارب وطنهم وشعبهم من كل الجهات ..وحتى الأميين البسطاء من حكماء الوطن نجلس معهم دون استعلاء فارغ ..نختار بتجرد وطني بصورة حقيقية ممثلو جهاتنا الحقيقيين وليس المصطنعين باختيار تشوبه الشللية أو المناورات الداخلية والخارجية المكشوفة لكل الشعب. نفر منا نساء ورجال شيبا وشبابا، ويستهلمون جميعاً تجارب تاريخهم حسنة كانت أم مريرة..ويتفكرون بحدب في كيف يحققون..بشفافية تامة عبر الفعل وليس عبر الشعارات والاتفاقيات الشللية المونولوجية والمركزية والانتقائية أو الإملاءات الخارجية والرعاية والتمويل الأجنبي الذي يرهن الإرادة الوطنية ويفرخ العملاء. ... وإلا ..ألم يكل الرماد حماد بعد ؟!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة