عندما تكون مرجعية الباحث فى الأثر والتأثر فى الشعر مبنية على مرجعية طباعة ونشر الدواوين خاصة فى الشعر المغنى تكون مبنية على جهالة فاضحة لم تعرف أسس ومرجعية انتشار الشعر منذ العصر الجاهلي إلى عصوره المتاخرة و التى اعتمدت على رواية الشفاهة و التى تتغير فيها بعض الكلمات بلا تغيير للوزن او المعنى وما كانت أوزان الشعر إلا لتنغيمه لجذب أذن السامع فيغنى ليسهل حفظه وانتشاره وقد كانت أقدم نسخة له فى الحداء الذى بدأ بصدر بلا عجُز( وايداه وايداه) فكان أول نغم ادركته الابل فحثت فى السير ،،، ومن أشهر رواة الشعر من العهد الوسيط حماد الراوية وخلف الاحمر وابن قتيبة وأبي الفرج إلى ظهور طبقة القيان كربرب وغيرها ،،، كما ان رواية السماع تتجلى فى حفظ تراث الهلاليين المتمثل فى تغريبة بنى هلال والتى يظهر تأثيرها حتى فى سيادة بعض اللهجات فى دارفور وكردفان ومنطقة موريتانيا والجزائر وليبيا والمغرب وشمال غرب مصر ،، فإذا كانت الشفاهة قد حافظت على لغات غير مكتوبة إلى تاريخ اليوم فما بال الشعر الذى جله جاء عن طريق الشفاهة ،،، اما الشعر البرمائى فهو غير مقيد باوزان وهو شعر ميت بلا روح سوى فى خيال صاحبه وهو اردا انواع الصناعة فهو ليس له طريق للانتشار الا عبر طباعته فهو خالى من الموسيقى وغير قابل للتغنى الا فى حالات ضيقة تتطلب موهبة عالية فى التلحين ،،، والأكاديمي بطبعه كسول فهو يعمل بروح الواجب المنزلى باستثناء البعض ومنهم على سبيل المثال لا الحصر شوقى ضيف وجواد على ، اما عبده بدوى والذى يعتبر الأقدم مع عبدالله عبدالرحمن الضرير فى التوثيق للشعر وإن سبقهم بالتدوين دون تحليل احمد بن الحاج ابوعلى،فبدوى طوف فى مراحل تطور الشعر فى السودان وعندما جاء إلى فترة العشرينات لم يتعمق بتحليل النصوص من ناحية المؤثر واكتفى بالإشارة إلى المديح والتواشيح فهو حام ولم يقع ، وحينما يغفل الاكاديمى تاثير السينما و التى دخلت السودان منذ عام 1912و التى بدورها تنقل الغناء الذى أساسه الشعر بانواعه يعتبر خمول ناسف لكل فرضياته المتوقفة فى محطة الطباعة و التى تعتبر حديثة فى العالم ما خلا قارة اسيا التى عرفت المطبعة الخشبية ،، ولكن على الباحث الموهوب ان لا يغفل ايضا تاثير المغرب العربى الذى هو طريق الهجرة الكثيفة التى دخلت عن طريق المشرق إلى مغرب شمال افريقيا ثم جنوب الصحراء وطريق الحج الذى نقل بعض علوم ومخطوطات تمبكتو،،،،،....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة