حزب الدعم السريع: الدعم السريع كتنظيم سياسي كتبه د.أمل الكردفاني

حزب الدعم السريع: الدعم السريع كتنظيم سياسي كتبه د.أمل الكردفاني


04-30-2024, 09:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1714508045&rn=0


Post: #1
Title: حزب الدعم السريع: الدعم السريع كتنظيم سياسي كتبه د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 04-30-2024, 09:14 PM

09:14 PM April, 30 2024

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




كيف تنشأ الأحزاب السياسية غير الطائفية في السودان؟ إنها مجرد مجموعة من الطامحين للوصول للسلطة بدون تضحيات، وهذا في الغالب هو السبب الأساسي لفشل تلك الأحزاب، ففي السودان تشكل قرابة ثمانين حزب سياسي لم نسمع لها بعد تشكلها صوتاً ولا ركزاً.
أما الدعم السريع فهو تجربة شاملة، نتجت عن تضحيات مؤلمة، وبحنكة الفريق دقلو استطاع الدعم أن يمتلك خبرة واسعة من خلال التدافع والتعاون وتشكيل التحالفات، وهي تحالفات لم تكن عسكرية بل هي تحالفات سياسية في المقام الأول.
الفريق حميدتي لم يدخل الجامعة، لكنه امتلك خصائص البدو التي منحتها له حياة الصحراء كالشيخ زايد والملك عبد العزيز، فحياة البدو تصقل الرجال بالصبر والتروي والثبات، وهذا ما نجده عند أعظم الأنبياء وهو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي عاش حياة البادية منذ أن أرضعته حليمة السعدية، وترعرع في ثقافة الصحراء وهو النبي الأمي الذي رفع الله ذكره فاسمه مطروق في أصقاع الأرض يعلمه القاصي والداني منذ ما ينوف عن الألف والأربعمائة عام.
نعم حياة البادية منحت الفريق حميدتي الحنكة السياسية، والصبر والثبات وقوة العزيمة والدهاء والقدرة على اتخاذ قرارات جريئة وغير متوقعة، والعمل بصمت، ومن خلال الحرب استطاع وحده قيادة العديد من الإثنيات المهمشة، وكسر سمعة جيش ٥٦ المزيفة، وبات قاب قوسين أو أدنى من النصر.
غير أن أهم ما أحدثته هذه الحرب هي أنها قلبت كل التاريخ وغيرت كل الموازين، وغيرت نوع الخطاب السياسي بل فرضت معجمها الخاص، وحيرت حتى علماء السياسة. إذا فالدعم السريع لم يعد قوة عسكرية، بل أصبح فوق ذلك قوة سياسية، نتجت خطوطها المفهومية من النص المعيش، ومن تفاعلات السلم والحرب، ومن واقع الميدان والقصر، والمركز والهامش، واستخدمت أسلحة سياسية كلاسيكية وحديثة. إذا فالدعم اليوم هو تنظيم سياسي بكل ما تعنيه هذه الكلمة، بتحالفاته وصراعاته بأنصاره وأعدائه بطموحاته المتقاطعة مع طموحات غيره، بمركزه المالي، بسنده الشعبي، وبفحواه الثقافي. إنه في الوقع تنظيم سياسي لم تنشؤه نخبة حالمة وكسولة، ولا طائفية بائدة، ولا سياسيون في أبراج عاجية. فماذا تبقى لهذا التنظيم سوى أن يمتلك السلطة، ويدير الدولة؟
لا شيء..
الذين يصرون على تسمية الدعم بالمليشيا إنما هم أشخاص يدفنون رؤوسهم في الرمال لكي لا يروا الحقيقة والواقع. ولا يريدون أن يروها، لأن مصالحهم عالقة في السودان القديم وأهواءهم متشبثة بأدوات الماضي وأسلحته. لذلك فهم لن يستفيقوا من أحلامهم إلا بعد فوات الأوان.