هاهو يودعنا ويغادرنا شهر رمضان ويترك شيئا من الحزن والفراغ العريض في صدورنا التي امتلات برمضان وعبادة الصبر وتحمل الجوع والعطش طاعة لله حبا وطمعا ورجائا وخوفا ويبقى السؤال الذي ينبغي أن يطرحه كل منا على نفسه، وهو على أعتاب مغادرة هذا الشهر هل عندما يغادرنا الشهر فإننا بدورنا نغادره، ليعود كل منا إلى سابق عهده، وليكون هذا الشهر شهرا فريدا من السنة ينتهي بانتهائه؟ الأمر ينبغي أن لا يكون كذلك، وليست هذه هي الصورة التي أريدت لهذا الشهر، فالله سبحانه لم يرد لشهر رمضان أن يكون شهرا في السنة، بل أراده أن يكون سيدا للشهور وقائدها وعمدتها، لذلك هو يدعونا أولا إلى أن نتأهل في هذا الشهر لبقية الأشهر، وأن تتعمق أجواؤه الروحية والإيمانية والتربوية في نفوسنا وعقولنا وسلوكنا وتطلعاتنا على مدى العام، فنتابع فيه ما كنا نقوم به في هذا الشهر من الأعمال الصالحة، فلا ننقطع عنها بمجرد الإنتهاء من شهر رمضان. نعم، قد لا يكون ذلك بالصورة التي يكون الإنسان عليها في شهر رمضان، حيث الظروف مهيأة لذلك مما لا يتوافر في بقية الشهور، والأمر نفسه في انضباطنا في كلماتنا وتصرفاتنا، حيث ينبغي أن تبقى كلمة (إني صائم) حاضرة لدينا، في بقية السنة بالصيام عن الحرام، أن نقولها كلما دعتنا أنفسنا الأمارة بالسوء أو شيطاننا أو من يريد إغواءنا، وبذلك نكون قد نجحنا في ما أراده الله من تحقيق غاية الصيام، وهي التقوى، إننا نريد للتقوى أن تصبح ملكة راسخة في النفس، منها نستمد الطاقة والقوة للإستجابة لكل ما يطلبه الله منا في كل تفاصيل حياتنا. فلنجعل حياتنا كلها "رمضان" تقوي وطاعة لله رب العالمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة