الكيزان بعد أن خسروا الحرب على الأرض لجؤوا إلى إيران التي مدتهم بمسيرات إنتحارية للتعويض عن الخسائر التي لحقت بهم في ميادين الحرب اللعينة التي أشعلوا فتيلها. لكن الأحداث والوقائع أظهرت إنهم وقعوا في ورطة أعمق وأصبحت المسيرات سلاح خطير لتصفية الحسابات فيما بينهم هذا من الناحية العسكرية ولعل ما حدث في ما عطبرة خير شاهد.
أما من الناحية السياسية، فهم في ورطة سياسية كبيرة بسبب سوء تقديرهم للأوضاع الذي دفعهم للوقوع في أحضان ملالي إيران التي تنشر الخراب والدمار في اربع عواصم عربية دمشق وبيروت وبغداد وصنعاء والآن الخرطوم! الكيزان جدوا أنفسهم في ورطة حقيقية.. نجم عنها تباين في وجهات النظر .. هناك جهات داخلهم أدركت أن لا جدوى من وراء الحرب، لذلك تفضل الحوار للتوصل إلى سلام يحافظ على ما تبقى من السودان. بينما هناك جهات أخرى تفضل خيار مواصلة الحرب خشية من المسؤوليات والإلتزامات التي ستترتب على تحقيق السلام لأنهم الجهة التي عارضت الإتفاق الإطاري وأعلنت الحرب. لكن في كل الأحوال يبقى الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الورطة السياسية والعسكرية.
لذا، على الكيزان أن يدركوا أن إستمرار الحرب لا يشكل خطرا على الشعب السوداني فحسب، بل يشكل خطرا عليهم هم قبل الآخرين، التناقض والتباين في وجهات النظر يصبح مثل كرة الثلج كلما تدجرحت كبرت.
لذلك نصيحه لوجه الله عليهم أن يقلعوا عن غبائهم وغرورهم الفارغ، ويفهموا ليس في الفناء والموت مكسب لأحد، ومهما هللوا وكبروا ومارسوا من جهالات وحماقات الماضي لن يعود ولن يستعاد، حتى لو كسروا رؤوسهم على صخرة الواقع، لن يستطعوا أن يعودوا إلى السلطة بقوة السلاح كما فعلوا عام ١٩٨٩م.
الطريق الوحيد هو تحكيم صوت العقل والجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إلى صيغة وسط تمكن جميع مكونات الشعب السوداني من إدارة الصراع السياسي والإجتماعي ومجمل التناقضات الأخرى بوعي سياسي ناضج يعبر عن روح العصر الحديث القائم على الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية والسلام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست