الأنا في الفضاء التعبيري بقلم المهندس أحمد نورين دينق

الأنا في الفضاء التعبيري بقلم المهندس أحمد نورين دينق


03-10-2024, 06:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1710047484&rn=0


Post: #1
Title: الأنا في الفضاء التعبيري بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 03-10-2024, 06:11 AM

05:11 AM March, 10 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



يفضل البعض منا عصير البرتقال ، و البعض الآخر عصير الليمون ، و الكثيرين عصير المانجو .. يرتاح البعض منا في السودان لملاح الكول ؛ بفتح الكاف و الواو ، و البعض لملاح الروب ، و الكثيرين لملاح التقلية ، بالرغم من دخول العديد من المكونات في تحضير هذه العصائر و الملاحات ، إلا أنها تأخذ إسم العنصر الغالب فيه . ألذ من الطعام ، ألذ من الشراب ، ألذ من كرة القدم ... هكذا كان يقدم المرحوم الدكتور نبيل فاروق رواياته للقراء الكرام ، من كافة الفئات العمرية المختلفة في الوطن العربي ، و قد صدق في ذلك ؛ فإذا كان الأكل و الشرب ، غذاء الجسد ، فإن الأدب و الفكر غذاء الروح ، و الإنسان جسد و روح ، فبينما يصب الأدب جل إهتمامه في التعبير و الصياغة ؛ فإن الفكر ، يركز في التصميم و الابتكار للنماذج و بيئاتها المحيطة ، فكان الدكتور نبيل فاروق ، يجيد فن رسم السيناريو المشوق لشخصياته و نماذجه في قوالب أدبية بديعة و متميزة ، تشد القارئ من الألف إلى الياء ، فصاغ على مدار العقود الماضية عقول العديد من الفعاليات المختلفة في الوطن العربي بفكره و أدبه الراقي . يوجد في الواقع الحقيقي نوعين من القراء ؛ قارئ عادي ، و قارئ حصيف .. في الفضاء التعبيري ؛ يتناول الكاتب أو الكاتبة موضوعاً من الموضوعات يكون هو المقصود بذاته في المناسبة المعينة ( مقالة ، درس ، محاضرة ، ندوة ، ... الخ ) و أثناء التداول يمكنه التطرق لشئ من سيرته الذاتية بغرض ترسيخ معنى معين في الموضوع ، هذا التدخل يلعب في الفضاء التعبيري دور السكر و الملح الشراب و الطعام تماما ! في مقدار الزيادة أو النقصان! فبينما يساهم التدخل العنيف في صرف البعض عن الموضوع الأساس ، و كذلك التدخل الخفيف ، فإن التدخل المناسب في مقداره يزيد في مقدار جذب القارئ للموضوع الأساس في الفضاء التعبيري المعين .. أكثر من يتضرر من التدخل العنيف هو القارئ العادي ، أما القارئ الحصيف ، فلا يتضرر في الغالب ، لأنه تجاوز حاجز الٱنشغال بالكاتب و الكاتبة و مزاجه الآني و اللحظي إلى حاجز الٱنشغال بالجوانب الأخرى التي يثيرها هؤلاء المبدعين بخلاف الحديث عن ذاتهم في الموضوع الأساس ؛ و هذه درجة من الوعي و الإدراك لا تكاد تجدها الا حصريا على فئة القارئ الحصيف النادرة ، فالكاتب أو الكاتبة لا تشعر بالقلق من خطر الأخطاء الإملائية في كتاباتهم الإبداعية مع فئة القارئ الحصيف ؛ لأنهم يتحولون إلى مدققين لغويين يقومون بتعديلها أثناء مرورهم عليها مستمتعين لا مكترثين لخطرها على الإطلاق ، و لكن يتضرر منها فئة القارئ العادي . . أنت تكسب القارئ الحصيف بقوة تأثير الموضوعات الفرعية المضمنة في موضوعك الأساس و صدق ملامستها للواقع ، و قوة طرحك للحلول . القارئ الحصيف كنز من كنوز الابداع الأدبي و الفكري ، لأنه المحتفي الحقيقي بهذه الإنجازات و المستفيد الأول منها . و دمتم و دام الفكر و الأدب . Email : [email protected]