ثقافة الحكامات في السودان و الدولة المدنية بقلم : المهندس/ أحمد نورين دينق

ثقافة الحكامات في السودان و الدولة المدنية بقلم : المهندس/ أحمد نورين دينق


02-25-2024, 04:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1708874300&rn=0


Post: #1
Title: ثقافة الحكامات في السودان و الدولة المدنية بقلم : المهندس/ أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 02-25-2024, 04:18 PM

03:18 PM February, 25 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



لمن هم وراء الحدود ؛ فهي ثقافة تقوم على تربية النشء في القبائل الرعوية الوافدة في السودان القرن الماضي و التي تنتسب للعرب ، و هي تنتشر في وسط القارة الإفريقية ، في مالي و النيجر و تشاد و إفريقيا الوسطى و تشاد ، قدمت عبر الحدود الغربية للدولة السودانية ، فهم يربون أولادهم على أن أخذ حق الغير عنوة و إقتدارا هي الفروسية ، و هي من الخصال الحميدة التي تدل على الشجاعة و الإقدام ؛ يرعون الإبل و البقر ، و بسبب هذه الثقافة الهدامة ، تحول إقليمي دارفور و كردفان إلى بركة من الصراعات الداخلية ، لم تذق طعم الإستقرار و التنمية منذ عشرات السنوات ؛ و نسبة لأن حدود السودان الغربية مفتوحة منذ دويلات السودان و سلطناتها القديمة ، فإن أعدادهم كانت في زيادة بسبب إمتداداتهم القبلية في وسط القارة الإفريقية ، و ظهرت الأزمة بصورة جلية ، بعد أن تم تسليحهم في شكل مليشيات في سبعينيات و ثمانينات القرن العشرين ، فكانت : (عائرة و أدوها سوط ) ، فكانت سلسلة الهجمات الممنهجة تجاه المكونات السودانية الأصيلة التي تحتكر الأراضي الخصبة بحكم إستيطانهم التأريخي ، فنجحت في السيطرة على قدر وافر من دارفور و جنوب كردفان .. كان البعض من أهل السياسة و الجيش ، يحسب أن خطورة ثقافة فروسية الحكامات هي قاصرة على حواضر السكان الأصليين من أصحاب البشرة الداكنة في كردفان و دارفور ، وهو سبب تساهلهم معهم عند إستخدامهم لهم في السابق لتمكينهم في الحكم ، و لكن الطموحات إرتفعت ، وهو أمر طبيعي ، و لكن الغير طبيعي هو إستخدام أهل ثقافة فروسية الحكامات لنفس أساليبهم ! و صدق العرب عندما قالوا : ( كل وعاء بما فيه ينضح) . لا إستغرب من أساليبهم ، لأن لحم أكتافهم من الحرام ، و العرق دساس ، و لكن يزيد إستغرابي و يتعاظم من بني جلدتهم الذين نالوا حظا طيبا من التعليم الديني و الدنيوي ، و هم موجودون حاليا في أعتى الدول الغربية ؛ و مع ذلك يدافعون عن ثقافة فروسية الحكامات!!!! ؟؟ لا أكاد أجد عذرا لهذه الفئة .. أشعر فقط بالحسرة و الشفقة .. لم تقم دولة معافاة في السودان قبل الاستقلال ، و لا بعده ، و لكن الفرصة صارت مواتية الان أكثر من ذي قبل ، إن كسر شوكة ثقافة فروسية الحكامات هي نقطة الانطلاقة الحقيقية لبزوغ فجر الدولة السودانية.. و يتبع ذلك قفل أمني تام للحدود الغربية للدولة السودانية ، هذه الحدود هي نقطة ضعف أزلية ، أما الإثنيات الأخرى الوافدة على الدولة السودانية و لا تتمتع أفرادها بهذه الثقافة الشاذة و المهددة للدولة المدنية ، فلا خوف على قضية كونهم مواطنين ، فالسلمية هي ديدن هذه الأمة السودانية. و لو كان د . جون قرنق ررزق روحا جديدا ، و رأي مالك أقار يقف في صف قيام دولة سودانية معافاة من ثقافة فروسية الحكامات ، لعرف أنه إختار القيادي المناسب ، أما من يحلمون بدولة دون تضحيات ، فهم إذا نجحوا في : لا للحرب ، فإن دولتهم المزعومة ستتمزق إربا إربا من التحديات الداخلية التي جبنوا في مواجهتها في الوقت المناسب ؛ عندها سيذكرون قول المتنبيء : ذريني أنل ما لم ينال من العلا ... فصعب العلا في الصعب و السهل في السهل .