Post: #1
Title: السودانيون أمة من الكسالى بقلم : المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 02-04-2024, 02:11 PM
01:11 PM February, 04 2024 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
من يملك تأريخ حضاري عريق ، و يركنه في زاوية ضيقه في حياته ، و لا يستفيد منه في مسيرته ، بل و يقع في أخطاء مكررة عليه فهو كسول شاء أم أبى .. من يمكنه أخذ حل جذري لمشكلته الآنية ، و يتركه و يأخذ الحل الآخر ، الذي يلعب دور المسكن فقط لهذه المشكلة ، فهو أيضا كسول ، فالمشكلة ستظهر مرة أخرى ، و ربما بصورة أشد و أخطر ، و كل ذلك متحقق فينا الآن نحن السودانيين الحاليين ، لا نستفيد من دروس التأريخ ، و نقدم الحلول المسكنة لمشاكلنا المستعصية على أختها الحلول الجذرية ، و السبب أننا أبتلينا بطبقة من السياسيين و المتابعين للشأن العام من ذوي الهمم الدنيئة ، يرضون بالسفوح دون القمم ، فالتعليم في السودان تسبب في تشتيت ذوي الهمم العالية من أبناء السودان في مجالات بعيدة كل البعد عن متابعة الشأن العام ، فدان الشأن العام لغيرهم فكانت النكبة ، فأصبح السفح ملعبا لنسور أمة السودان كما يقول عباس محمود العقاد ، فالأمة محتاجة لثورة ذوو الهمم العالية لتصحيح المسار .. لماذا تفشل الثورات الشعبية السلمية في السودان في كل مرة ؟ تفشل لأن الأرضية ليست مواتية لحياتها أساسا .. ماذا تقصد بهذه الجملة من فضلك ؟ للإجابة : هب أن مولودا ولد في الشهر الخامس أو الشهر الثامن للحمل هل يعيش ؟ الإجابة بالطبع : لا . من خلال إحتكاكي بمجالات : الاحصاء , و الرياضيات ، و الحاسوب ؛ يمكنني صياغة نظرية ، تفسر سبب فشل الثورات السلمية في السودان ، سمه : الحد الأقصى لنشاط القوى غير الحكومية في الدول ، و هي نظرية مبنية من القاعدة الفيزيائية التي تقول : الطبيعة لا تقبل الفراغ . فهذه القاعدة تلعب أدوارا في السياسة ، و الاجتماع ، و حتى الاقتصاد ؛ فإذا كان عندك بنت في سن المراهقه فما فوق ، و أخفقت في مجال نفقتها ، فالفراغ سيسد بطرق أخرى لن تروق لك.. نص النظرية ( الحد الأقصى المسموح به لحجم أنشطة القوى غير الحكومية في الدول التي تتميز بالاستقرار السياسي هو أقل من 5% من النشاط أو السيطرة داخل الحدود المخصصة للدولة ) . بمعنى أن الدول المستقرة سياسيا يجب أن تحكم قبضتها على الأمنية بنسبة 95% ، و تقلص قبضة القوى الأخرى بأقل من 5%، من المليشيات و العصابات ، و كل معتادي الإجرام ، أما غير ذلك فإن مسألة إستتباب الأمن سيكون ضربا من الإستحالة ، عند تساوى الكتوف بين القوى الأخرى و الدولة , فالدولة السودانية فشلت منذ الإستقلال في بسط سيطرتها على مساحات حكمها ، بل تقاسمت النفوذ مع بعض المليشيات على بعض الأقاليم في مشهد يدل على كامل ضعفها و إهمالها لخطر هذه العصابات على مستقبل الدولة السودانية ، و هي تحصد الان ثمرة التفريط في السيادة داخلياً ، فالفشل في تحقيق الحد الأدنى للإستقرار السياسي من قبل الدولة السودانية منذ الإستقلال في حدودها السياسية هو السبب في موت الثورات السلمية الشعبية في السودان ، فالوضع الأمني المتردي يقف حجر عثرة أمام أي مجهود سياسي للحكومات المدنية ، لذا فهي تموت في مهدها ، لتحل محلها حكومة عسكرية ، و هي تفشل أيضا لأن مهمة هزيمة المليشيات المتزايدة على مساحات أقاليم السودان أيضا فوق إمكانياتها المتواضعة ، فالأمر ظل يراوح مكانه ، طوال العقود السبعة الماضية .. الثقافة التي إتبعها الخليفة عبدالله التعايشي و التي سمحت باحتلال إراضي بعض السودانيين ، و إغتصاب نسائهم ، و غنم أموالهم وممتلكاتهم هي ثقافة سائدة حتى الآن في السودان ، و نفذت من قبل مليشيا الدعم السريع بمعاونة إمتداداتها العرقية في دول الجوار ، و هي قمة التهديد للدولة السودانية ، و لو كانت الدولة السودانية بعد الاستقلال قوية و باسطة سيطرتها على أراضيها لما تكرر الخطأ مرة أخرى ، و لكن الكسل والخمول للسودانيين الحاليين يظهر مرة أخرى في نداءتهم المتكررة لوقف الحرب ، و الجلوس للتفاوض مع هذه المليشيات بحجة أن الحرب قد تطاول أمده ، و أن الدمار قد بلغ مداه ، و أن المصالح قد تعطلت بصورة كبيرة ؟ بما في ذلك توقف التعليم ؟ هب أن الشعب قد نفذ طلبهم بإيقاف الحرب ، و أن العمار قد حدث مرة أخرى في السودان ، و أن الثقافة لدى حواطن المليشيات لم تتغير كما حافظت على عدم تغييرها بعد حادثة الخليفة عبدالله التعايشي و التى ترجع لأكثر من ١٢٥ سنة ماضية ، فما يضمن لنا أن الدور التي بنيت ستنهب مرة أخرى و تسرق ، و تغتصب النساء ؟ لا يوجد أي ضمانة في أن تعود حليمة لقديمها الكئيب. فالحل السليم و المستديم لشعب السودان العظيم هو التشمير عن ساعد الجد والاجتهاد والمثابرة ، و جعل هذا الإمتحان الصعب هو الأخير في سلسلة إمتحاناته الداخلية ، و إجتناب الحلول المسكنة ، فالمقاومة الشعبية + مؤسسة الجيش السوداني ؛ إجتماع القوتين هما الخطوة الأولى و المهمة في بناء قوات نظامية جديدة قادرة على السيطرة على كامل الحدود السياسية للدولة السودانية ، و القضاء الكامل على أنشطة المليشيات في ربوع السودان المختلفة ، و محو ثقافة الإحتلال و الاغتصاب و السرقة من حواضن هذه المليشيات عبر الأنشطة القانونية للدولة السودانية الجديدة ذات الهيبة و السلطان ، و أنصح بتحويل رئاسة الأسلحة المهمة للقوات المسلحة السودانية لدارفور و كردفان ، و التركيز في التجنيد حاليا للمكونات السودانية التي لا تحمل الثقافة المدنية الضارة الموجودة عند الحكامات ، و محاسبة فئة الحكامات تمهيدا للقضاء عليها لأنها فئة تقف ضد حقوق الإنسان و القوانين المدنية ، فهي تدعو لانتزاع حق الغير بغير سلطة الدولة و القانون ، و بعد عقود يمكن تجنيد فئات تلك المكونات السودانية بعد زوال ثقافة الحكامات الضارة في حواضنهم الاجتماعية ، و أخيرا وليس آخرا إرجاع المكونات السودانية الأصيلة التي إغتصبت إراضيهم بقوة سلاح الميليشيات إلى أراضيهم بقوة القانون و إنشاء محكمة وطنية تعنى بالحواكير و أهلها الأصليين ، و إنشاء معسكرات بعيدة عن هذه الحواكير للكيانات المغتصبة و إبعاد من رفض منهم إلى البلاد التي جاءوا منها أيضا بقوة القانون ، فعلينا أن ننشيء دولة قوية بسواعدنا نحن ، حتى لا تموت ثوراتنا السلمية الشعبية في كل مرة بسبب ضعف مكونات دولتنا بسبب كسلنا و ضعف همتنا و لين عزيمتنا و نحن أحفاد بعانخي ملك الملوك .
|
|