مات معنى الدولة في السودان عندما ساد فيه قانون الغابة . بقلم : المهندس/ أحمد نورين دينق

مات معنى الدولة في السودان عندما ساد فيه قانون الغابة . بقلم : المهندس/ أحمد نورين دينق


01-27-2024, 04:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1706326112&rn=0


Post: #1
Title: مات معنى الدولة في السودان عندما ساد فيه قانون الغابة . بقلم : المهندس/ أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 01-27-2024, 04:28 AM

03:28 AM January, 26 2024

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



في الحقيقة ، ما زالت الدولة السودانية في طور الحلم ، لم تتحقق بعد في أرض الواقع منذ إستقلالنا ، و الوقائع تثبت ذلك ، التأريخ بحر ، بل محيط ، فمهما بلغت من التبحر في محاوره ، يفوتك بعضها ، فقد سمعت لأول مرة بمذبحة جودة من أقلام الأساتذة الأفاضل الذين تناولوه في مقالاتهم هذا الأسبوع مرورا بذكرى هذه الفاجعة ، وقائع هذه المذبحة التي سردها الأستاذ القدير شوقي بدري ، تلخص الدخول الخاطيء للرعيل الأول من السودانيين للعهد الوطني ، و ذلك بتقدير الجديد في حقل المواطنة (سعد أبو العلا) بصورة أفضل من القديم (المزارعين المنحدرين من إثنيات أقدم ) بسبب وضعه المادي و الإجتماعي ، فانحاز النظام الحاكم لهذا الوافد الجديد على حساب من ؟ على حساب أهل البلد الأصليين ؟! و منذ تلك الحادثة ، لازمت الحكومات السودانية الانحياز ، في غير صف المكونات السودانية الأصيلة إلى يومنا هذا ، فمنذ الإستقلال ، يحدث التغيير الديمغرافي بإحلال مواطنين جدد ، في محل المواطنين الأصليين ، مستخدمين قانون القوي يزيح الضعيف ، و الحكومة تتجاهل الأمر ، و كأنه لا يعنيها في شيء ، كان أفضل لهذه المجموعات أن تظل في نظمها و دويلاتها القديمة ، و لكن إلتحافهم بثوب الحكومة الوطنية كان ثمنه فقد أراضيهم الأصلية لصالح مواطنين جدد و تشردهم في مراكز اللجوء و النزوح ، الطرف الذي يتحمل هذا التقصير هو مؤسسة الجيش السوداني ، لأنه ، يحمل عصا الحماية للرعايا المدنيين الأصليين ، و هو صاحب النصيب الأوفر في كعكة الحكم منذ الإستقلال .. ما هو الوطن ؟ الوطن قطعة أرض لناس بعينهم ، فكيف تسرق هذه القطعة في حضرة القاضي و المحامي يا ناس ، الجيش هو القاضي و المحامي للأراضي في الدولة السودانية ، هذه الحرب يجب أن تكون فرصة لمعالجة سرطان إحتلال الأرض بقوة الشكيمة من بعض المكونات ، فيجب أن توضع من أهدافها الأساسية إرجاع الأراضي المغتصبة من أصحابها السودانيين منذ الإستقلال ، و تخيير المجموعات المغتصبة بين شيئين : إما القبول بالعيش في مواقع جديدة تختارها الدولة لهم أو الرجوع من حيث أتوا ، و إرجاع المكونات التي تشردت إلى إراضيها في سلام ، و العمل على تعويضهم على الظلم الذي أدى إلى تفريض الدولة في أبسط حق من حقوقهم ، تماما كما تفعل دولة أستراليا حاليا بالسكان الأصليين الذين طالهم الإهمال في فترة من فترات الدولة في أستراليا ، فإعادة الاعتراف بالإنسان السوداني الاصيل هو البوابة التي ستدخل به السودان إلى عصر القيم العليا و كالعدالة و المساواة و السلام و الرفاه ، فاعرف نفسك أولا أيها السوداني ليعرفك الآخرين . و الأستاذ شوقي بدري هو النموذج الحقيقي للسوداني الذي يعرف نفسه و تاريخه حفظه الله و جعل البركة في ذريته . [email protected]