Post: #1
Title: كسوف شمس د. عبدالله علي إبراهيم في منطقة أبيي . بقلم : المهندس/ أحمد نورين دينق .
Author: أحمد نورين دينق
Date: 01-18-2024, 10:29 PM
09:29 PM January, 18 2024 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
العلم نور ؛ هذه حقيقة ، و لكن صاحب الغرض ، لا يستفيد من نوره ، فيظل في الظلمات ، بالرغم من تدثره بثوب العلم و العلماء . . و هذا ما قصده المثل السوداني القائل : القلم ما بزيل بلم . فتجد الكثير من أهل العلم ، يحملونه ، و يستفيد منه غيرهم ، فالغرض من العلم هو : تحسين العمل و تجويده ، فإذا لم يحدث ذلك مع المتعلم ، فهو خارج دائرة المستفيدين ؛ و أفضل العلم ، ما أوصل صاحبه لمعرفة الحق ، و إلتزامه بعد ذلك ، تعلمنا في تاريخ العالم العربي أن فلسطين أرض تتبع للعرب الفلسطينيين ، لا حق لليهود فيها البتة ، هكذا هي توجيهات المناهج المصممة في العالم العربي ، فهل هذه هي كل الحقيقة ؟ و لكن تأملي للقرآن الكريم ، و قصصه عن بني إسرائيل ، هداني إلى غير ذلك .. فمن أسباب غضب الرب عز وجل على بني إسرائيل هو تغييبهم للحقائق و طمسها ، فكل حق ورد عن نبي آخر الزمان في كتابهم ، يعمدون إلى إخفائه ، فإذا أخفينا الحقائق الواردة في كتابنا عنهم ، فإننا نصير مثلهم .. فالتاريخ يقول أننا إذا لم نعترف بوجود حق لليهود في فلسطين ، و هم من نسل إبراهيم عليه السلام ، فينبغي أن نعطيهم حقا في موطن جدهم الأصلي وهو العراق .. أو نثبت للبشرية أن اليهود الحاليين ، ليسوا نسل سيدنا إبراهيم ، و القرآن الكريم لن يقف في صفنا في هذه الفرية!! . منطق تنقية التأريخ من شوائب حظوظ النفس هي التي هداني إلى إنصاف اليهود ، و هم غير ملتي ، و هي التي هدت د. منصور خالد ، و د. عمر القراى ، إلى إنصاف عشائر دينكا نقوك التسعة في قضيتهم العادلة ، فتأريخهم يعرفه قبائل السودان الأصليين ، فهم جزء من القبائل النيلية التي يرجع إليها أساس تأريخ السودان جنبا إلى جنب مع قبائل النوبة ، فكيف تساوم الأرض مع قبيلة أو قبائل وفدت بعدها بعد سبعة آلاف عام ؟ لو حدثت المساومة على أرض تقع بالقرب من الجزيرة العربية لكانت المقارنة أقرب .. إن ما يعانيه د. عبد الله على إبراهيم ، هي متلازمة التنكر للحقيقة طالما لم تقف في صف قبيلتي و ملتي ، و هي المتلازمة التي أفضت بالسودان إلى ما هي عليه الآن ، تصادر حواكير السكان الأصليين ، لصالح سكان وافدين و يسكت الجميع ، لأن هذه هي سنة الحياة ، البقاء للأقوى ، و إن لم يكن صاحب حق .. ثم إن إصرارك على إمتلاك المسيرية لكل أرض تطأه أقدام أبقارهم ، سيتسبب عاجلا في منعهم من الرعي في جبال النوبة و بحر الغزال ، لأنهم و الرزيقات يصلون هذه المناطق ، منطق فطير و خطير ، مثل تناولك لمذبحة الدينكا في ستينيات القرن الماضي كحدث عادي لا يستوجب الوقوف كثيرا عنده . . حرمة حواكير السكان الأصليين إذا لم تصان في المستقبل من قبل الحكومات القادمة ، فلن يحدث إستقرار دائم ، فوجع الأرض يحسه سيده الأصلي و الوافد بصورة أقل ، لأن البديل موجود .
|
|