العلم نور ؛ هذه حقيقة ، و لكن صاحب الغرض ، لا يستفيد من نوره ، فيظل في الظلمات ، بالرغم من تدثره بثوب العلم و العلماء . . و هذا ما قصده المثل السوداني القائل : القلم ما بزيل بلم . فتجد الكثير من أهل العلم ، يحملونه ، و يستفيد منه غيرهم ، فالغرض من العلم هو : تحسين العمل و تجويده ، فإذا لم يحدث ذلك مع المتعلم ، فهو خارج دائرة المستفيدين ؛ و أفضل العلم ، ما أوصل صاحبه لمعرفة الحق ، و إلتزامه بعد ذلك ، تعلمنا في تاريخ العالم العربي أن فلسطين أرض تتبع للعرب الفلسطينيين ، لا حق لليهود فيها البتة ، هكذا هي توجيهات المناهج المصممة في العالم العربي ، فهل هذه هي كل الحقيقة ؟ و لكن تأملي للقرآن الكريم ، و قصصه عن بني إسرائيل ، هداني إلى غير ذلك .. فمن أسباب غضب الرب عز وجل على بني إسرائيل هو تغييبهم للحقائق و طمسها ، فكل حق ورد عن نبي آخر الزمان في كتابهم ، يعمدون إلى إخفائه ، فإذا أخفينا الحقائق الواردة في كتابنا عنهم ، فإننا نصير مثلهم .. فالتاريخ يقول أننا إذا لم نعترف بوجود حق لليهود في فلسطين ، و هم من نسل إبراهيم عليه السلام ، فينبغي أن نعطيهم حقا في موطن جدهم الأصلي وهو العراق .. أو نثبت للبشرية أن اليهود الحاليين ، ليسوا نسل سيدنا إبراهيم ، و القرآن الكريم لن يقف في صفنا في هذه الفرية!! . منطق تنقية التأريخ من شوائب حظوظ النفس هي التي هداني إلى إنصاف اليهود ، و هم غير ملتي ، و هي التي هدت د. منصور خالد ، و د. عمر القراى ، إلى إنصاف عشائر دينكا نقوك التسعة في قضيتهم العادلة ، فتأريخهم يعرفه قبائل السودان الأصليين ، فهم جزء من القبائل النيلية التي يرجع إليها أساس تأريخ السودان جنبا إلى جنب مع قبائل النوبة ، فكيف تساوم الأرض مع قبيلة أو قبائل وفدت بعدها بعد سبعة آلاف عام ؟ لو حدثت المساومة على أرض تقع بالقرب من الجزيرة العربية لكانت المقارنة أقرب .. إن ما يعانيه د. عبد الله على إبراهيم ، هي متلازمة التنكر للحقيقة طالما لم تقف في صف قبيلتي و ملتي ، و هي المتلازمة التي أفضت بالسودان إلى ما هي عليه الآن ، تصادر حواكير السكان الأصليين ، لصالح سكان وافدين و يسكت الجميع ، لأن هذه هي سنة الحياة ، البقاء للأقوى ، و إن لم يكن صاحب حق .. ثم إن إصرارك على إمتلاك المسيرية لكل أرض تطأه أقدام أبقارهم ، سيتسبب عاجلا في منعهم من الرعي في جبال النوبة و بحر الغزال ، لأنهم و الرزيقات يصلون هذه المناطق ، منطق فطير و خطير ، مثل تناولك لمذبحة الدينكا في ستينيات القرن الماضي كحدث عادي لا يستوجب الوقوف كثيرا عنده . . حرمة حواكير السكان الأصليين إذا لم تصان في المستقبل من قبل الحكومات القادمة ، فلن يحدث إستقرار دائم ، فوجع الأرض يحسه سيده الأصلي و الوافد بصورة أقل ، لأن البديل موجود .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة