و نصيحة أ . د : الطاهر أحمد العاقب كتبه المهندس أحمد نورين دينق

و نصيحة أ . د : الطاهر أحمد العاقب كتبه المهندس أحمد نورين دينق


12-09-2023, 02:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1702129407&rn=0


Post: #1
Title: و نصيحة أ . د : الطاهر أحمد العاقب كتبه المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 12-09-2023, 02:43 PM

01:43 PM December, 09 2023

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



يوم الامتحان ، يكرم المرء ، أو يهان .. هذه حقيقة لا مراء فيها ، و أقرب المهن في الحياة لمجال التربية و التعليم ، في إعتقادي المتواضع هي المجال الزراعي ، فرحلة المحصول ، و رحلة المرحلة التعليمية في تقارب زماني ملحوظ ؛ و لذا ، فالإمتحان و الحصاد وجهان لعملة واحدة . . فتجد مثلث : الدولة ، المزارع ، المحصول الزراعي ، في مجال الزراعة . بينما تجد مثلث : المنهج ، الأستاذ/ة ، التلميذ/ة في مجال التربية و التعليم . لكل منا عدد معتبر من القصص و الحكايات المرتبطة بالامتحان في مسيرته التعليمية ، فمن تلك المحفورة في ذاكرتي ، ما حدث في إمتحان مادة العلوم في الصف السادس الابتدائي في العام ١٩٩٣م ، فقد أعطانا أستاذ مادة العلوم السيد : إسماعيل مالك عبد الهادي ؛ مدير مدرستنا : وادي سيدنا الإبتدائية ، الكائنة في داخل الكلية الحربية السودانية ؛ و التي كانت في السابق مدرسة وادي سيدنا الثانوية القومية النموذجية إدبان وجود الإنجليز في سدة الحكم في السودان.. أعطانا الأستاذ نبذة عن المواد العضوية في درس ، و أخرى عن إرتياد الفضاء من قبل البشر في درس آخر ، و وعدنا بعدم إدراج هذين الموضوعين في إمتحان الفترة الأولى الذي كان قد إقترب أوانه ، و سيادة المدير كان هو المتخصص في مادة العلوم في المدرسة ، و منذ بداية هذه المادة في الصف الرابع الابتدائي ، لم يسبق لي أن أحرزت فيها الدرجة الكاملة ، فعقدت العزم على إحراز الدرجة الكاملة في هذه المادة في الامتحان القادم ، مرت الأيام ، و دخلت إمتحان مادة العلوم ، قلبت صفحات الامتحان لاعرف نوعية الأسئلة و أهميتها في آن واحد ، و فوجئت بأن السؤال الخامس و السادس عن المواد العضوية ؟! لقد نسي أو تناسى سيادة المدير المحترم وعده !؟ و دخلت في تحدي مع نفسي ، ما العمل الان مع عزمي السابق ؟ هل أستسلم بحجة عدم إيفاء أستاذ المادة بوعده ؟ و لكن قررت مواصلة التحدي و الرجوع بالذاكرة إلى أوان الدروس ، و فعلا رجعت بالذاكرة إلى أوان الحصتين ، و جاوبت وفقا لمخزون ذاكرتي ، و بعد الإمتحان مباشرة ، ذهبت لكتاب المادة لأتأكد من صحة الإجابات ، و كانت المفاجأة السعيدة أن الإجابات كانت كلها صحيحة ، و عندما ظهرت النتائج ، وجدت ٦٠/٦٠ في مادة العلوم . في بداية الألفية الثالثة ، و نحن في السنة الثانية في كلية العلوم الرياضية في جامعة الخرطوم ، عانينا كدفعة من قسم الرياضيات التطبيقية ، فقد كانت المسائل الرياضية في القسم تمتاز بالطول الشديد و الصعوبة معا ، بحيث تستهلك زمن الطالب ، فيخرج من الامتحان دون إكمال الأسئلة بسبب ضيق الوقت ، فوعدنا البروفيسور بمعالجة الأمر ، لكنه نبهنا لأمر في غاية الأهمية ، و هي عدم فقداننا الثقة في أنفسنا ، مهما كانت صعوبة الامتحان ، فقال لنا : ( مستواكم العقلي متقارب ، فأقل نسبة دخلتم بها كليتنا هذه كانت : ٨٣.١% ، فلا تنسوا هذا الأمر ) . و البروفيسور الطاهر أحمد العاقب ، علم من أعلام مادة الرياضيات ، وجدنا إسمه في كتب الرياضيات في المراحل التعليمية المختلفة في السودان ، و تشرفنا بالتتلمذ على يديه في كلية العلوم الرياضية جامعة الخرطوم ، رجل في غاية التهذيب و التواضع ، ربنا يجعل قبره روضة من رياض الجنة . في يوم ٤/١٢/٢٠٢٣ ، بدأت إمتحانات الشهادة الثانوية لدولة جنوب السودان ، و الذي يشتغل بنظام السلم التعليمي ، ثمانية أعوام للمرحلة الأساسية ، و أربعة للمرحلة الثانوية ، و قد إشتكى الطلاب و الطالبات هذه المرة من صعوبة الامتحانات ، و منذ معرفتي بهذا المنهج الثانوي ، لمست فيه عددا من العيوب ، تحول دون التحصيل الجيد للطلاب و للطالبات ، و أكبر هذه العيوب العدد الضخم للمواد المقررة في إمتحان الشهادة الثانوية ، فعدد المواد المقررة للطالب/ة في الصفين الأول و الثاني ما مجموعه ٢٦ مادة ، و للطالب/ة في الصفين الثالث و الرابع ما مجموعه ١٦ مادة ، جملة هذه المواد قرابة ٤٢ مادة ، و الطالب/ة مسئؤول عنها جميعا في إمتحان الشهادة الثانوية ؟! .. صحيح أن قدرات العقل البشري كبيرة ، و لكن يوجد حيز لمشاكل الحياة ، لا تقل مساحة عن حيز مساحة التربية و التعليم ، و الطالب/ة يواجه الاثنين بنفس الجهاز أي العقل ؛ لذا كان ترشيد الحيز التعليمي من الأشياء الضرورية في حياتنا ، لذا أقترح كمعالجة لهذه المعضلة ، أن تخصص الوزارة أبواب معينة في كل عام دراسي من الفصول الدنيا ( الاول ، الثاني ، الثالث) ، رفقة مقرر الصف الرابع ، يركز فيها الطالب جهده ، و يمكن تغيير هذه الأبواب كل سنة ، و بذا يمكن معالجة تشتيت جهد الطالب في عدد هائل من المقررات ، فيخرج من العملية التعليمية من غير فائدة أكيدة و ملموسة . [email protected]