Post: #1
Title: أكلت يوم أكلت أعراض الأبرياء فلذت بصمت الجبناء أو شاركت في أكلها مشاركة الأغبياء كتبه بهاء جميل
Author: بهاء جميل
Date: 11-29-2023, 12:47 PM
11:47 AM November, 29 2023 سودانيز اون لاين بهاء جميل-السودان مكتبتى رابط مختصر
قرات مقالاً حزينا للدكتور سعد الفاضل - اخصائي النساء والتوليد المعروف - يلوم فيه مليشيا الدعم السريع على سرقة الأجهزة الطبية الخاصة بعياداته الواقعة في برج الحجاز، بشارع الستين ، والتي تقدر بحوالي الخمسمائة الف دولار ، تحدث الدكتور المشهور في مرارة ، وقال في ألم أن تلك العيادات لا يملكها كيزان ، ولم يشيدها إخوان ، وقد قام على أمرها ، وتأسيسها ، وتحديثها أسرة واحدة ( أب وأبنائه ) بجهدهم الشخصي ، وبعملهم الدوؤب ليلاً ونهاراً ، بفضل الله سبحانه وتعالى ، ولا فضل لمخلوق عليهم في وجودها ، وقال أنها لفاجعة ومصيبة كبرى ، ثم دعا في ختام مقاله على السارقين ، وتضرع الى رب العالمين أن يحصيهم عددا ، وأن يقتلهم بددا ، وأن لا يغادر منهم أحدا كمال قال . ليس الدكتور المعروف وحده هو الذي سأل مثل هذه هذه الأسئلة ، فغالبية أهل الخرطوم لازالوا يتسائلون بذات الغضب ، والحيرة ، فما شأنهم إن كانت هذه الحرب قد شنت - كما قال من شنوها - من أجل الديمقراطية ، أو ضد الكيزان ، أو من أجل القضاء على الجيش الذي يغص بالفلول ، وهم ليسوا ضد الديمقراطية ، كما أنهم ليسوا كيزان ، ولا علاقة لهم بالجيش الذي يسيطر عليه الفلول كما يدعي أولئك ، فلماذا إذا تم الهجوم على دورهم ؟ ولماذا سرقت ممتلاكتهم ؟ ولماذا احتلت مساكنهم وعمائرهم ؟ ولماذا أغتصبت بناتهم ، ونسائهم ؟ ولماذا تم أسر ابنائهم ، ولماذا قتل من قتل منهم ؟ ولماذا ولماذا ؟ ولماذا ؟ اولاُ نعزي الدكتور المعروف في مصابه ، ونسال الله أن يعوضه خيراً ذمما أخذ منه ، ولكننا نقول له ولكل حائر متسائل ، أن أجهزتك الغالية لم تسرق اليوم ، ولا سرقت بعد إندلاع الحرب ، وأن بيتك لم يتم احتلاله بعد سيطرة الدعم السريع على شوارع الخرطوم ، وأن حرائر السودان لم تغتصب يوم أن جاء أبناء النيجر ، ومالي ، وتشاد الى مقرن النيلين ، وأن الأبرياء أبناء الأبرياء لم يتم أسرهم بعد أن خرج حميدتي ( ابن البلد الاصيل ) في مقطعه الأخير ، والشهير ، رافعا بندقية الشر – بعد أن تم التلاعب به - واعداً بقتل البرهان كما يقتل أي كلب ضال على قارعة الطريق ، ناسياً أو جاهلاً أن البرهان لا يمثل نفسه ، وانما يمثل جيشا عمره مائة عام ، ويقود مؤسسة تحارب من أجل الوطن ، والتراب منذ أكثر من ستين عام ، مؤسسة وقفت سداً منيعاً امام مؤامرات الاعداء من دول الاقليم والعالم ، وأجهزة المخابرات الغربية ، ومن الخونة من أبناء السودان - عملاء الصهيونية العالمية والامبريالية - منذ ذلك التاريخ ، وأنه رمز لسيادة دولة ضاربة جذورعزتها في سفر التاريخ ، وأن النيل منه ، نيل من تلك المؤسسة العسكرية العريقة ، ومن سيادة تلك الدولة الشامخة لذلك سيموت الالاف دفاعا عنه ، وعن رمزيته ، وسيكون الوصول اليه أمراً دونه خرق القتاد . ونقول أيضا للدكتور وللآخرين المتسائلين لقد أسر اولئك الأبناء منذ أن أسرت عقولهم ، وافكارهم بواسطة رسل الشر ، وأعوان الشيطان ، عن طريق الاشاعات ، بعد ان تركناهم وانفسهم أمام حملات التشويه والتخوين الانتقامية ، فباتوا يصرخون في هستريا ( تسقط بس ومعليش معليش ماعندنا جيش )، ونقول له ان أجهزتك ، وأجهزتنا عزيزي الطبيب سرقت يوم أن أصغيت و أصغينا للباطل ، وصدقناه ، ويوم أن رضينا بالنيل من أعراض من كان يتم النيل من أعراضهم صباح مساء ، وان إحتلال المباني ، واغتصاب الحرائر حدث ، أو بدا ساعة سمحنا للبغض أن ينتشر ، وللضغينة أن تسود ، يوم أن سمحنا لناشري الحقد بنشره بكل سهولة ويسر ، بل ويوم ان شاركناهم في نشره بترديد أكاذيبهم ، وبنقل اشاعاتهم ، لقد سرقت يوم أن تركنا الحسد يملا القلوب لاننا صدقنا كل ضلالات أولئك المحرضين ، لقد سرقت أجهزتك ، واجهزتنا يوم أن بدأت ، وبدانا نجرم الكل ، ونخوّن الكل ، ونسيء الظن بالكل ، بسبب الطمع الذي ملأ النفوس ، فما أكثر الذين كانوا يحدثونك عن تغير حال فلان ، وعن تبدل أحوال علان ، جاهلين أن الأرزاق حرامها وحلالها بيد الله لا بيد أحد ، ولا بيد نظام ، وأن أنظمة الحكم في الدنيا كلها يستصحب الانتماء اليها أو العمل ضمن أجهزتها تغيير في الأحوال ، وفي الشكل وفي المظهر ، وفي المضمون ، فالمسئولية نفسها تستلزم ذلك التغير الحتمي ، ولا يلزم أن يكون كل تغيير للأفضل نتيجة فساد ، رغم وجود الفساد ، وانتشاره ، ورغم وجود الفاسدين . لقد أصابنا كل ما أصابنا منذ ذلك التاريخ ، ولكننا كنا في غفلة عنه غير شاعرين بالسكين التي تحز أعناقنا في هدوء ، لان ذات المجموعة ومن كانوا ورائها من ممشككين ، ومخونين ، ومتهمين ، من ناشري الحقد ، والبغض في السابق ، المجموعة التي أسرت عقول أبنائنا ، وضللت افكارنا ، المجموعة التي رسخت في اذهاننا ، وأذهان الجميع ، أن كل صاحب مال هو بالضرورة لص ، وأن كل مغتني هو بالتاكيد سارق لم يحصل على ما حصل عليه ( بجهده الخاص أو بعمله الدؤوب ) ولكن حصل عليه من المال العام عن طريق الفساد ، المجموعة التي أقنعت الكل - الا من رحم ربي - أن كل من تغيير حاله للافضل هو بالتاكيد كوز فاسد ، أو إسلامي مرتش ، هي ذات المجموعة وذات الجهات التي أفهمت هؤلاء البسطاء ( جند الدعم السريع والكثير من أبناء قبائل دارفور ) - بذات الخطة وذات الاستراتيجية الخبيثة - أنهم أبناء الهامش المهملين ، وأن كل سكان الشمال عبارة عن طغمة من الفاسدين ، وأن كل ثرواتهم التي بين أياديهم هي حق لهم تم سلبه ، منهم بواسطة الحكومات الظالمة المتعاقبة ، التي تحابي أهل الشمال على حسابهم وتوزع عليهم الأموال ليبنوا العمائر السوامق ، ويشتروا السيارات الفواره ، هي ذات الجهات التي رسّخت في قناعاتهم أنهم أحق بحكم السودان من غيرهم ، وأن سكان الخرطوم كلهم كيزان ، وأنهم جميعاً كفار يستلغون الدين ، وأن قتلهم ، وسلب أموالهم ، وممتلكاتهم حلال ، ولو كنت ، وكنا ، و كان أهل الخرطوم ، وأهل الشمال قد وقفوا ضد حملات الشيطنة المدروسة ، لو كانوا تصدوا لانتهاك أعراض الأبرياء منذ البداية ، لو كانوا طالبوا كل متهم للنّاس بابراز أدلته ، لو كانوا توقفوا عن ترديد كل كذبة يسمعونها ، ونقلها كانها حقيقة دامغة ، ونشر كل إشاعة كانها حقيقة مؤكدة ، لو كانوا توقفوا عن الثرثرة والنميمة ، واكل لحوم الناس بالباطل ، لكان تأثير تلك المجموعة المجرمة قد توقف عند حده منذ اللّحظات الأولى ، ولكنا قد قطعنا دابر الفتنة بالوحدة وبالحق من ذلك الزمن ، ولذلك نحن جميعا شركاء في هذا الجرم ، وفي ما حدث للسودان ولارضه . وما يحز في النفس و يملا القلب بالمرارة ، أن ثلة من المغيبين لا زالت تصدق أولئك الافاكين ، وتردد أكاذيبهم القديمة ، والحديثة ، وتكذب غيرهم من الصادقين الشرفاء ، حتى صدق فيهم القول الشريف ليأتين على الناس زمان يكذب في الصادق ، ويصدّق فيه الكذوب فحسبنا الله ونعم الوكيل . إن خسارتك دون شك كبيرة سيدي الطبيب ، ولكن الخسارة الكبرى هي خسارة هذا الوطن التي لا تقدر بثمن في بنيته ، وفي انسانة ، وفي نسيجه الاجتماعي ، ووالله الخسارة الأكبر في ظني هي خسارته لابناء الدعم السريع أنفسهم ، هؤلاء الشباب الشم الكواسر الذين كان من الممكن ان يكونوا أكبر اضافة للجيش السوداني بما لهم من صفات ايجابية لا تحصى ، حتى يصبح من أقوى جيوش المنطقة ، والاقليم فالله نسأل أن يهدي القلوب ، وأن يبرئ الجروح ، وأن يكون من لم يشارك في الحرب ، ولم يرتكب جرما منهم في صف الوطن في المستقبل ليزداد الوطن قوة وتماسكا ووحدة .
بهاء جميل
|
|