جبهة سلك ومفاوضات جدة كتبه بهاء جميل

جبهة سلك ومفاوضات جدة كتبه بهاء جميل


10-24-2023, 09:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1698179573&rn=0


Post: #1
Title: جبهة سلك ومفاوضات جدة كتبه بهاء جميل
Author: بهاء جميل
Date: 10-24-2023, 09:32 PM

09:32 PM October, 24 2023

سودانيز اون لاين
بهاء جميل-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




والامس واليوم ..
والخداع الذي يلبسونه الثياب القشيبة البرّاقة ، حتى تغشى أبصار البسطاء ، و تحول دونهم ، ودون رؤية الحقائق الواضحة وضوح الشّمس في رابعةِ النَّهار .. فبالامسِ .. الأمس القريب جداً .. أيام تمرد قرنق ، وحرب الجنوب ، أيام أن شمّرت الصيليبة في العالمِ كلهِ عن سواعد الحقد والغدروالجد ، ايام ما يسمى (بالتجمع المعارض ) الذي أحتضنته ورعته القاهرة ((ذاتها )) التي يقولون اليوم أنها تُسّير الجيش ، وتملي عليه ما يفعل .
أيام عدواة يوغندا التي حرّضوها ، والحبشة التي أقاموا مُعسكراتهم فيها ، وأمريكا ، امريكا التي كانت تبحث عن خونة وعن ذرائع ففبركوا لها الملفات وزورها ، حتى تقصف مصانع الأدوية ليموت المرضى وتفرض الحصار الاقتصادي على الأبرياء والضعفاء لخمسة وعشرين عاما كي يجوعوا ويموت اطفالهم بين اياديهم ، ليثوروا ضد حكومتهم ، ويسقطوها نيابة عنهم فمن أجل ذلك تفرض امريكا حصاراتها على الدول ، من اجل افقارها وتحطيم اقتصاداتها ، من اجل خلق الأسباب التي تجعل الشعوب تخرج على انظمتها الحاكمة ، و لايهمها ان مات الالاف أوتشرد الملايين بسبب تلك الحصارات .
ايام مادلين اولبرايت ، واللوبي اليهودي والمسيحي واسرائيل التي كانت ترسل الخبراء والعدة والعتاد والسلاح والاموال ، وترسلهم اليوم لذات الاسباب والاهداف فالذي تغير فقط هو وجوه المستلمين ، اسرائيل التي تصر وتفعل المستحيل من اجل تمزيق السودان وتقطيع اوصاله .. اسرائيل التي تقود كل منهم حتى الساعة من خطامه طائعا مختارا ، ايام عداء فرنسا ، والمانيا ، والغرب كله ، ايام تراكضهم بين العواصم كما يتراكضون اليوم ، يخوّفون الحكومات من خطر الاسلام القادم من السودان ، ومن دولة الرجعية ، والارهاب ، والفاشية التي قامت فيه ، ومن قدرتها على تصدير فكرها المتعصّب ، والمدمر للاقليم وللعالم كله - فهم هكذا يرون الاسلام وقوانينه ، وشرعه وشريعته ، يرونه راديكالية ، و تعصباً ، وتخلُفاً ، ورجعية ، وهمجية ، وبربررية - ايامها تحالفوا يميناً ويساراً ، عرباً وعجماً ، شمالاً وجنوباً ، زُرقةً وصُفرةً ، كُفاراً ومُشركين ووثنين وملحدين ، مِن أجل حرب الاسلام مُمثلة في الانقاذِ ، وليس من أجل حرب الانقاذ كما أدعوا و يدّعون ، فالحرب كانت منذ اللّحظة الأولى ، ( قبل ان يفسد أهل الانقاذ ) وقبل أن يجف مداد بيان البشير من صفحة البيان الأّول ، بسبب الشعار الذي رفعته الدولة الجديدة ، شعار الله والتوحيد ، والايمان ، والّا فلماذا دعمت أمريكا ( وهم من ورائها ) السيسي ، ولماذا عادت امريكا ( وهم من أمامها ) البشير وكلامهما إنقلب على نظام ديمقراطي مُنتخب ، الأول لم يجرّب ولم يتركوا له الفرضة ليحكم ، والثاني عجز عن إدارة الدولة لسنوات حتى جاع الناس وتشردوا ، وحتى فقد الامن والامان فكرهه الناس أجمعين فأوجد شرعية شعبية للاطاحة به ؟
الانقاذ التي لم تطرد الناس من بيوتهم ، ولم تغتصب نساؤهم ، ولم تسرق ممتلكاتهم ، ولم تستجلب الغزاة والمعتدين ، ومع ذلك استعانوا على حربها باليهود وبالنصارى ، وبالملحدين ، والوثنيين ، وبشذاذ الافاق في العالم كله ، حتى أنطبق عليهم قول المتنبى واصفاً جيش سيف الدولة بن حمدان قائلا :
خميس بشرق الارض والغرب زحفه وفي اذنِ الجّوزاءِ منه زمازمُ
تجمع فيه كل لسن وامة فما يٌفهِم الحُدّاث الا التراجمُ
الا أن جيش سيف الدولة كان جيش شرف وشرفاء ، وجيشهم كان جيش خيانة وخونة وعملاء .
يومها أحلوا لانفسهم الاستعانة بكل من وجدوا ، من أجل اسقاط نظام حاكم مهما كان (سيئا وفاسدا ) فهو يحكم في أرضه ويحكم أبناء شعبه ، واليوم يعيبون على النّاس ويتهمونهم في انتمائاتهم ، وفي ولائاتهم ، بسبب وقوفهم خلف جيشهم الذي يقاتل غزواً أجنبياً يسعى لاحتلال الأرض ، جيشهم الذي يقاتل من أجل يبقى الوطن ، ومن أجل أن تعود العزّة والكرامة ، ويقدم الشهيد تلو الشهيد ، يدّعون انه جيش الفلول ، وان البرهان تابع للكيزان ينفذ أجنادتهم ، ويعمل من أجل عودتهم ، ولذلك لا يجوّزون دعمه ، ومساندته ، يفضلون ان تُحتل الأرض من قبل نيجري ، وأن يُنتهك العرض من قبل تشادي ، وأن يصادرالمنزل من قبل مالي ، على أن ينتصر جيشاً - حتى وان صدق زعمهم فيه – هو جيش الوطن ، ويستعين بابناءِ الوطن وباهل التراب ومالكيه ، أهل التراب الذين يحق لهم بل من واجبهم الدفاع عنه بالنفس والنفيس ، ثم وهم في غمرة سكرتهم يعمهون ، يهذرون بما لا يعرفون ، فيدّعون أيضاً ان البرهان ياخذ تعليماته من السيسي ، وأنّ الجيش المصري هو الذي يقصف بطائراته اهداف الدّعم السّريع من أجل ان ينتصر الجيش السوداني الذي يقولون عنه أنه جيش الكيزان ، كعادتهم يقولون أي شيء حتى يشتتوا أفكار الناس ويضللوهم ، ويصلوا الى مبتاغهم فكلهم ميكافيلي النزعة ، والاعتقاد ، الغاية عنده تبرر الوسيلة ، يكذبون ، ويتامرون ، ويخوّنون ، ويخونون ، وينشرون الاشاعات - الاشاعة تلو الاشاعة - فلا أخلاق ، ولا مبادئ ، ولا ضمير ، والا فبالله كيف للبرهان ( الخائن ) أن يجمع بين تنفيذ تعليمات مصر ، واجندات الكيزان ؟
كيف ونظام مصر هو عدوّ الاخوان الأول ؟ وكيف يمكن للسيسي وللجيش المصري أن يُقدم الدّعم ، ويرسم الخطط ، ويقاتل بطائراته من أجل أن ينتصر جيش الكيزان في السودان ، في الوقت الذي يحارب فيه الكيزان ويُطاردهم في كل بقعةٍ من أرض مصر الطاهرة ؟
كيف نفهم أن مصر التي شاركت في حصار قطر لاربع سنوات بدعوى أن قطر تدعم الاخوان أن تقوم اليوم بالحرب نيابة عن أولئك الاخوان في السودان ؟
كيف يستقيم أن الجيش المصري الذي أسقط حكومة الاخوان في مصر، ووضع رئيسها في السجن حتى مات هناك بعد ان قتل الاف الاخوان في رابعة وفي سيناء ، وطارد ولا زال يطارد كل منتسب لذلك التنظيم الذي تعادية دول الاقليم كلها ، بل ويعاديه العالم أجمع أن ينسق ، ويساعد ، ويعاضدد ، ويقاتل مع ذلك التنظيم في أرض النيلين ؟
إنه المنطق الأبله الذي يتبعونه ، ويستخدمونه على الدوام ، ويحاولوا أن يقنعوا به البلهاء وللأسف ينجحون في ذلك ، فالببغاوات يرددون ويكررون من خلفهم كل ما يقولون ، دون أدنى إعمال للفكر أو العقل ، وها هم الان يحاولون من جديد ، فبالمنطق المعوج ذاته أطل علينا خالد سلك قبل أيام ، أطل علينا من نافذة ( شريحته الخالية من اللّوحات ومن الضمير) حتى قبل أن تتوقف تماما ، أطل براسه الفارغ وتفل ( سفته القذرة ) في حجر الشعب المكلوم المجروح ، ثم بصق مرتين في عجل ، ونثر رزاز لعابه النتن في وجوه الذين شردتهم الحرب في القرى والمدن ، وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، ثم رفع عقيرته في جراة ووقاحة لا يجيدها الا امثاله من الخونة ، وعمال السفارات ، واجهزة المخابرات – مطالباً الشّعب الذي ساهم في قتلهِ وفي تشريدهِ ، وفي اغتصاب حرائره ، وفي امتهان كرامته ، بتكوين جبهة مدنية عريضة لايقاف الحرب.. الحرب التي أشعلها هو وزمرته بعد أن غرروا بحميدتي الذي شهد له الجميع بالعديد من الخصال الحميدة قبل ان ينصت اليهم ويركب مراكب غدرهم ، ويعاشر القوم وهو قد عاشرهم ليس لاشهر وانما لسنوات.
يطالب سلك بذلك بعد ان فشلت كل الخطط ، والمكائد ، والدسائس ، والأكاذيب ، والاشاعات في تحقيق اهدافهم ، وبعد أن لاحت بشائر نصر الجيش الذي ( يكرهون ) - لانه الصخرة التي تحطمت وستتحطم عليها كل مؤامراتهم - يطل بعد ان كادت الحرب ان تضع أوزارها لان نصيرهم أصبح أضعف من أن يُقاتل ، يطل علينا الناشط خالد الذي لم ينادي طوال ايام الحرب بتكوين جبهة متوسطة ولا حتى صغيرة لنصرة المشردين ، ولا بجبهة لدعم الذين هجروا من بيوتهم ، وهاموا على وجوههم دون زادٍ أو ماوى أو مال ، ولا بتكوين جبهة لادانة قتل المدنيين ونهب ممتلكاتهم ، ولا بجبهة لدعم الحرائر المُغتصبات في دورهم ومحاسبة مغتصبيهم ، ولا بتكوين حتى لجنة لتوفير الأدوية ، أو المعدات الطبية - التي ينتظر الناس دورهم فيها بالشهور ويموتون وهم في صفوف الانتظار من أجل صورة او تحليل - ولا بتكوين اي جماعة لنصرة الحق في أي شكل من اشكاله ، بل كان هو وشلته - طوال الأشهر التي خلت - ضمن أعرض جبهة ( للعمالة والارتزاق ) جبهة دعمت الباطل وأيدته ، ووفرت له الغطاء ، وفعلت كل ما تستطيع من أجل أن ينتصر ، جبهة كانت بجانب السارق ، والقاتل ، والمغتصب تشد من ازرهم ، وتربت على أكتافههم ، وتجرم الجيش ، وتتهمه بالولاء الكامل للكيزان ، و باشعال الحرب فقط من أجل ان يعودوا للسلطة التي اساءوا استغلالها كما قال عرابهم الخاسر الأكبر عرمان ، الذي يحارب الله منذ خمسين عاما دون ان يحقق سوى الفشل تلو الفشل ، يفعلون ذلك وينادون به الان لانهم يريدون أن يظهروا للناس كحمائم السلام ورسله ، يريدون ان يبدوا و كأن لهم دور بطوليا في ايقاف الحرب وفي انهائها ، وفي رفع الظلم والمعاناة ، وفي اعادة الامن والامان ، يريدوا ان يظهروا للناس وكانهم حريصين على مستقبلهم ، وعلى مصلحة وطنهم يحاولوا ان يغسلوا ادرانهم حتى يجدوا بعض القبول ، و حتى يكون لهم موطئ قدم في المشهد السياسي القادم ، بعد كل ما فعلوا فهم من نفخ في الرماد ومن ايغار للصدور ، حتى اندلعت الشرارة ، واشتعلت الحرب التي يموت الناس اليوم بسببها لانهم كانوا يظنون انهم سينتصرون ، ولانه ما كان يهمهم ان يموت الناس او يهجروا طالما سيكون النصر حليفهم وكراسي السلطة من نصيبهم حتى يتمكنوا من تنفيذ ما تبقى من خياناتهم .
عجيب امرهم وعجيب امر هذا البرود الذي في طباعهم ، يطعنونك بالسكين في قلبك وعندما يتاكدون من موتك يتصلون بسيارة الاسعاف لتنقلك الى المستشفى ، يشعلوا النار في جسدك ثم يحملوا غربالا يشاركوا به الناس في انقاذك ليظهروا في صورة الملائكة الطيبين ، ومع ذلك يصدقهم الكثيرين فمن هم حقا وما هو توصيفهم الصحيح .
انها الثلة الملعونة ذاتها ، الثلة التي حاصرت سيدنا عثمان بذات المزاعم مزاعم الفساد ، والمحسوبية واستغلال الدين حتى قتلته ، الثلة التي خرجت على سيدنا علي ، وفتحت ابواب الفتن على مصراعيه ، الثلة التي دمرت الدولة الأموية ، وانهت حكمها ، الثلة التي انهت حكم الله في القسطنطينية واستبدلته بالعلمانية ، الثلة التي كانت سببا في تدمير العراق ، وسوريا ، وليبيا ، واليمن ، ثلة عبد الله بن سبا ، و كمال اتاتورك ، والجلبي والمالكي ، وحفتر ، ونقد ، ومحمود ، وسلك ، الثلة التي تبغض الله ورسوله ، ويبغضها الله ورسوله ، الثلة التي تقعد السودان وتعيق تقدمه منذ ستين عاما ، وتعلق نتائج كلما ما تفعل من دمار ومن خراب فوق أعناق العكسرحامين حمى الارض والعرض ، الثلة التي مهما انتصرت في جوله فستجد انها مهزومة في المعركة الكبرى ، وسيجد أفرادها أنفسهم هائمون على وجوهههم ، سمتهم الهوان ، وسيمائهم الذل لان معركتهم ليست ضد قوة يمكن أن تهزم لا بالقوة ولا بالمكر ولا بالدهاء ولا بالاشاعات والاكاذيب ولا باي شيء ، ان معركتهم ضد قوة تمهل ولا تهمل ، وتجري سنن كونها عن طريق أمثالهم من أهل الضلال ، ترفع بهم اقواما ، وتحط بهم آخرين ، وتختبر بهم إيمان النّاس وصبرهم على البلاء ، والابتلاء ، فلا بلاء أشد منهم ، ولا ابتلاء اقسى من تسيدهم ، ان معركتهم ضد الله امكر الماكرين ، عالم السر واخفى ، ولكن الذي يمزق القلوب غيظا وأسفاً ليس هؤلاء خدام الشيطان وعماله ورسله ، الذي يمزق القلووب هم الفئة الغائبة المغيبة من ابناء الشعب ، الفئة التي برغم كل ما حدث لها ، ورغم ما يحدث لا زالت لا تستطيع ان تميز بين الحق ، والباطل ، الفئة التي يعمى الحقد ابصار وبصائر افرادها .. فتشجع عدوها ، وتناصر قاتلها ، وتوجه السلاح نحو صدورها وتضع المدى على أعناقها وهي تبتسم في شماتة وتقهقه في سرور فلاحول ولا قوة الا بالله القوي المتين فانها :
( لاتعمى الابصار لكن تعمى القلوب التي في الصدور )
بهاء جميل