Post: #1
Title: نظرة في الشأن التنموي لمنطقة أبيي كتبه أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 10-14-2023, 00:14 AM
00:14 AM October, 13 2023 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
منطقة أبيي لمن لا يعرفها تحدها شمالا ولايتي جنوب كردفان و غرب كردفان في السودان ، و تحدها جنوبا ولاية واراب في دولة جنوب السودان ، تبلغ مساحتها 10600كيلو متر مربع . تسكنها شعب دينكا نقوك ، و أشهر سلاطينهم : دينق كوال أروب (دينق مجو) ، و الذي عاصر بابو نمر أشهر سلاطين قبيلة المسيرية ، فبينما كانت مدينتي بابنوسة و المجلد هي رئاسة قبيلة المسيرية تاريخيا ، فإن مدينة أبيي هي مقر رئاسة قبيلة دينكا نقوك . و قد حسمت محكمة لاهاي الدولية في العام 2007 حدود دينكا نقوك مع جميع القبائل المحاذية لاراضيهم من جميع الجهات ، فلم تبق الا مسألة الإختيار بين الانضمام لدولة السودان أو دولة جنوب السودان . و قد أجرى شعب دينكا نقوك إستفتائه في العام 2013 ، و كانت نتيجته أن إختار 99% الانضمام لدولة جنوب السودان ، لكن لم يجد تأييد الدولتين و صار معلقا .. هذه المقدمة مهمة للإجابة على هذا التساؤل : هل الموارد المالية للحكومة السودانية كانت نظيفة ، أم غير ذلك ؟ إن كون المال المكتسب حلال أم حرام لا يقتصر هذا السؤال على مال الفرد فقط ، بل يشمل هذا السؤال المال العام يا صاح ، و كما قيل : أن المال لا يخرج من كف الفتى ، إلا من الباب الذي منه أتى . فالشاهد أن جزءا من مال الدولة السودانية في عهد حكم الرئيس عمر حسن أحمد البشير كان يشوبه شبهة الحرمة ، فمنذ العام 1999 بدأت حكومة عمر البشير عملية إستخراح البترول من حقول دفرة في داخل أراضي شعب دينكا نقوك ، و منذ تلك الفترة و إلى يومنا هذا ، لم يجد هذا الشعب من البترول المستخرج من أراضيه إلا السراب ؟ لم يوظف في هذه الحقول ولا واحد من أبناء دينكا نقوك ذي العشائر التسعة طوال 24 سنة الماضية؟ ، نسبة 2% أيضا لم تصلهم طوال هذه السنوات ؟ لا توجد ميزانية تنمية للمنطقة فقط بند تسيير و مرتبات من حكومة دولة جنوب السودان حاليا ؟ هل تفتكر بعد هذا الظلم الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن الله في عليائه سيضع البركة في هذا المال ، فيحفظ العقار الحكومي الذي شيد به أو السلاح الحكومي الذي إشتري به ؟؟ ؟ لا و ألف لا ، و لو أجرينا مسح للموارد الطبيعية التي أغتصبت عنوة في عهد البشير سنجد الكثير ، نصل في الاخير أن هنالك قضايا يجب أن تحل بالعدل و الصدق من أجل بناء أمة سودانية معافاة بعد زوال أسباب بلاء الأمة الأولى . من أجل زيادة رقعة الإستقرار في منطقة أبيي لا بد من خلق ميزانية تنمية ، و بما أن قضية توظيف أبناء أبيي في حقول البترول التي تقع في أراضيهم ، و نصيب شعب دينكا نقوك من أموال النفط من المفترض أن تثيرها حكومة دولة جنوب السودان ممثلة في مؤسسة رئاسة الجمهورية ، و لم تفعل ذلك طوال السنوات العشرة الماضية ، فالخيار الوحيد المتاح أمام شعب دينكا نقوك لسد فجوة ميزانية المنطقة هو السماح لها بالاستحواذ على 90% من الإيرادات الذاتية للمنطقة ، فمنطقة أبيي تعتبر من المعابر الحدودية بين الدولتين ، و هي ميزة تفاضلية لا تقل عن النفط ، و الذهب ، و حتى تتفق الدولتان على حقوق مواطن دينكا نقوك في مجال نفطه ، فحق العبور قادر على إسناده في الوقت الراهن ، و ما ضاع حق لم ينم عنه أهله ... و لا ناله في العالمين مقصر . المهندس /أحمد نورين دينق [email protected] .
|
|