Post: #1
Title: رسائل من حرب السودان كتبه أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 08-05-2023, 00:28 AM
00:28 AM August, 04 2023 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
لعناية الأسرة الدولية : إن وصف حرب السودان الذي نشب في 15/4/2023 بأنها حرب عبثية ، لهو وصف غير دقيق ، و إن صدر الوصف من روادها الأوائل ، لأن الهدف منها معروف ، و الشيء العبثي يكون بلا هدف ..أما قولهم بأنها حرب بين جنرالين بغرض الإستحواذ على السلطة من أحدهما ، فهو الأقرب إلى الحقيقة و بالتحديد في بداية الحرب .. كل شيء قابل للتطور ، و الحرب كذلك ، و لذا طور الشعب السوداني حرب الجنرالين ليصير : حرب السودان .. نعم ؛ فالحرب الحالية أيتها الأسرة الدولية هي حرب الدولة السودانية ضد أخطائها التأريخية في الممارسة السياسية ، و على رأس هذه الأخطاء المولود غير الشرعي المشهور بالجنجويد ...أما تعريف الجنجويد من قاموس إجتهادي الشخصي وفقا لأفعالهم و أصولهم فهي : عصابات القبائل ذات الأصول العربية الإفريقية ، و التي وفدت السودان من دول وسط القارة الإفريقية ، أي مزيج من الدم العربي الإفريقي ، و التي تمتهن الرعي ، و تعيش بعقلية القرون الأولى بإعتمادها السلب و النهب و القتل و الإغتصاب و الحرق لممتلكات الغير كأسلوب حياة ، و تستقوى بإمتدادها الإفريقي الجغرافي التي إنحدرت منه في صراعاتها المختلفة في حواضنها الحالية . منذ أن وجدت هذه العصابات السلاح الناري ، و بدأت في إستخدامه في غاراتها غير المباركة على بقية القبائل السودانية المستقرة و التي تمتهن الزراعة و الرعي معا ، و تقطن جنوب السودان القديم ، و غرب السودان الحالي ممثلة في دارفور و كردفان ، حتى تحول الإستقرار إلى نزوح و لجوء و موت و شتات ، و كان من حصاد أفعال عصابة الجنجويد إنفصال جزء عزيز من السودان ، و توقف الأنشطة الإقتصادية الأساسية في إقليمي دارفور و كردفان ، عصابة تسبب كل هذا الضرر و فوق ذلك تطمع في حكم البلد لتكون قيمهم هي العليا و كلمتهم هي المسموعة ؟ يمكن أن يتحقق حلمهم هذا مع شعب آخر غير الشعب السودان .. المطلوب من الأسرة الدولية أن تقف في صف هذا الشعب في حربه المقدسة ضد هذه المليشيا الإجرامية ، و قد وضع الشعب خلافاته مع القيادة العليا للجيش السوداني في ثلاجة الصبر الجميل ، و لن يرض إلى بهزيمة هذه العصابة ميدانيا ، فقد فاقت الجرائم المتراكمة لهذه العصابة على مدار عقود أربعة حدود الإحتمال .. هذه الهزيمة ستكون مهر بناء سودان الإستقرار و النماء الذي نريد ، لن نستطيع وضع لبنة صحيحة في بناء الأمة السودانية و في هذه العصابة نفس و روح ، لأنها ببساطة سوف تقوم بهدمها كما هدمت مشاريع المغتربين السودانيين التي بنوها بعرق عقود من السنوات . لعناية دولة الإمارات العربية المتحدة : ندرك كسودانيين أن لديك تعاون سابق مع قوات الدعم السريع ، و بالأخص مع قائدهم محمد حمدان دقلو ؛ لكن بعد حرب السودان ، فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر ، أمامك متغيرات جديدة و ثوابت قديمة ، عليك فحصها بدقة من ناحية دبلوماسية ؛ فالشعب السوداني ثابت ، و الجيش السوداني ثابت ؛ و قوات الدعم السريع ، متغير موضوعي داخلي ، و القيادة العليا للجيش السوداني ، متغير موضوعي داخلي ؛ فمن ناحية دبلوماسية ، لا يمكن أن تضحي بالثوابت من أجل خاطر متغير موضوعي داخلي قابل للحذف أو التبديل أو التثبيت ، فبعد هذه الحرب ، فإن المتغير الموضوعي تحت مسمى قوات الدعم السريع لن تقوم له قائمة ، أما متغير القيادة العليا للجيش ، فأمره بيد الثابت المسمى بالشعب السوداني ، سيد البلد ، و سيد الجيش السوداني على وجه العموم ، فقفي في الموضع المناسب أيتها الإمارات ، و لك أن تكوني محايدة ، فهي من الأساليب الدبلوماسية الراقية أيضا . لعناية الأحزاب السياسية و أهل السياسة : بإستثناء الدكتور جون قرنق دي مبيور ، فإن معظم أهل السياسة يفتقرون إلى الجلد و الصبر لتحقيق الأهداف و الآمال و التطلعات لشعوبهم ، فتجد السياسي يركن إلى أقرب تسوية سياسية طالما أنها قد حققت له موقعا لامعا مرموقاً ، يحسبون أعمارهم بالثواني و الدقائق و الساعات ، و لكن د. جون قرنق مهر آمال شعبه 21 عاما ، و كان مستعدا لدفع المزيد من جهاد عمره و زمنه لو لم تتحقق الأهداف ؛ يا له من شخص مناضل صادق مع نفسه و شعبه ، و يا لقلة أمثال جون قرنق في جلده و صبره على أهدافه و غاياته .. مع ذلك فالأحزاب السياسية تدرك أن خطر الجنجويد على الدولة السودانية لهو خطر وجودي ، لأنهم من أسباب عدم الإستقرار الذي صار مقيما في دارفور و كردفان ، و هم من أهم أسباب نزوح و لجوء سكانها في الداخل و الخارج على التوالي ، و مع ذلك يرون في حسمهم عسكريا و إجبارهم عنوة و إقتدارا على تسليم السلاح أو الموت قصاصا ، يرون ذلك مضيعة للوقت فيما لا يفيد ، طالما أنها سوف تبعدهم عند كراسي السلطة زمانا ربما يكون طويلا .. كيف تواجهون سخط شعب الخرطوم الذين دمر الجنجويد مصانعهم و حصاد غربتهم ؟ و هل كان الله مخطئا في شريعة المدافعة ؟ ( و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ...) . بقلم : المهندس / أحمد نورين دينق [email protected].
|
|